لقد أيقنت معنى التبرع بالدم بعد أن رأيت بعينى معاناة الناس فى الحصول على كيس دم لإنقاذ إنسان من الموت المحقق فكل واحد منا يعلم أن هذا التبرع هو فى ميزان حسناته يوم القيامة فهى من أفضل الصدقات فإذا كانت صدقة المال يضاعف أجرها إلى سبعمائة ضعف الصدقة، فما بالك من الصدقة بالدم أعلى منزلة وأعظم أجرا، لأنه أحيا إنسانا لأنه يجود بجزء من كيانه المادى لأخيه حبا وإيثارا ويغيث به ملهوفا ويفرج عنه كربة مكروب، لأنه أنقذ حياة إنسان والتبرع فى ريعان شبابه وفى شدته وقوته وحيويته ومازال بصحته وخاصة أن التبرع بالدم يزيد الإنسان صحة لأنه يقلل من خطورة الإصابة بأزمات قلبية، لذلك يجب تكاتف الجميع من أجل القيام بحملات التبرع بالدم لتكون فى ميزان حسنات الجميع وعلى جميع الفضائيات أن تقوم بحملات مجانية للتبرع بالدم وجميع الصحف والمجلات لأن حياة إنسان معلقة على كيس دم من الممكن أن تنقذه من الموت وعندما كنت فى زيارة لمريض فى مستشفى الحسين الجامعى رأيت ما لم أكن أتصوره فى هذه المستشفى يشيب لها الولدان من إهمال للمرضى وقذارة ما بعدها قذارة والتى تودى بحياة الأصحاء وليس المرضى، وقد كنت بالطابق الرابع بجراحات القلب وهو الطابق الذى فوق المشرحة مباشرة وحدث ولا حرج فإن المشرحة أخرجت على مدار الربع ساعة التى زرت فيه المريض 4 حالات وفيات وذلك نتيجة الإهمال الشديد، حيث إن الطبيب يقوم بعمل العملية وليس مسئولا بعد ذلك عن متابعة الحالة التى يتركها بعد ذلك للممرضات التى ليس لها علاقة بالمريض سوى أن ترمى له العلاج يأخذه المريض أولا وليس مهما أن يكون المريض مرتاحا لهذا العلاج أو مسببا له مشكلة وردها على المرضى «اللى يعيش يعيش واللى يموت يموت» ليست مسئوليتنا لأنه الطبيب قبل العملية يوقع له المريض أو ولى أمره عن تحمل المسئولية كاملة، أما عن احتياج المريض لنقل الدم فحدث ولا حرج فكانت لفصيلة المريض الذى يجرى له عمليه يحتاج إلى دم من فصيلة نادرة دوخت المريض 7 دوخات، حيث وضعت شروطا لكى تقوم بإجراء العملية وهى توفير الدم اللازم للعملية بقبول متبرعين من نفس الفصيلة، وتم مناشدة أصحاب القلوب الرحيمة للتبرع بالدم وجدت ما لم أتوقعه تيقنت أن الدنيا مازالت بخير من متبرعين من كافه أنحاء مصر يذهبون إلى المستشفى للمريض للتبرع ومن ضمن أصحاب القلوب الرحيمة أحد المتبرعين الذى جاء من شبرا الخيمة بعد منتصف الليل عندما شاهدو النداء على «الفيس بوك»، ولكن المستشفى رفضت أخذ الدم منهم لأن الموظف لا يريد أن يزعجه أحد ولابد أن يحضر فى الصباح، وعندما قال له إنه جاء من مكان بعيد ولا يستطيع أن يحضر فى الصباح لأنه مرتبط بالعمل رفض أن يأخذ منه الدم لإنقاذ مريض على شفا الموت وفى أشد الحاجة لنقطة دم فتحية لكل من تبرع أو حاول التبرع ولم تكن فصيلته نفس الفصيلة، لابد من محاسبة مدير المستشفى وكل مسئول عن المستشفى وكل من أهمل فيها.