أصبحت الحوادث المرورية تمثل وبشكل كبير هاجسا وقلقا للمجتمع، وأصبحت واحدة من أهم المشكلات التى تستنزف الموارد المادية والطاقات البشرية، إضافة إلى تسببها فى مشاكل اجتماعية ونفسية وخسائر مادية ضخمة، مما أصبح من الضرورى العمل على ايجاد الحلول والاقتراحات ووضعها موضع التنفيذ للحد من هذه الحوادث أو على أقل تقدير معالجة أسبابها والتخفيف من آثارها السلبية.. ولذلك لابد أن تتوافر الإرادة السياسية لحل هذه المشكلة التى أصبحت تكبد مصر سنويا ما يقرب من 15 مليار جنيه. مصر تعانى منذ فترة طويلة من تزايد الحوادث، وأصبحت تتصدر قائمة معدلات حوادث الطرق عالميا.. والأعلى فى إصابات ووفيات تصادمات الطرق بين دول العالم.. وتعد مصر من أسوأ 10 دول فى حوادث الطرق على مستوى العالم.. ويرجع السبب فى ذلك إلى أن سائقى المركبات لا يلتزمون بالسرعات المحددة.. والرقابة عليهم ضعيفة والطرق أصبحت غير مؤهلة للسير عليها مما أدى إلى زيادة الحوادث وخصوصا على الجسور العلوية، والطرق الدائرية وغيرها من الطرق السريعة.. وكون السائق هو العنصر العاقل والمتحكم فى كيفية التعامل مع المركبة والطريق.. فإن المسئولية الأكبر تقع على عاتقه فى تفادى أو الوقوع فى حادث مرورى.. لذا وجب على المهتمين والمختصين فى السلامة المرورية بحث ودراسة كيفية مساعدة السائق فى تفادى الوقوع فى الحوادث المرورية، وكذلك حمايته هو والركاب من شدة خطورة الحوادث بالكشف الدورى عليه من قبل إدارة المرور، وعودة رجل الشرطة إلى دوره الحقيقى بالشارع مع ضرورة وجود دوريات مرورية لضبط المخالفين لتقليل نسب ارتفاع الحوادث على الطرق والتى يرجع السبب الرئيسى فى زيادتها إلى النوعية السيئة من الطرق، وغياب الصيانة الدورية وسوء التخطيط، وعدم التزام المواطن بالقانون وإشارات المرور، وأصبح كل مواطن يفعل ما يحلو له دون مراعاة أحد. إن الاهتمام بتخطيط الطرق والالتزام بالقانون ممكن أن يجنبنا كثيرًا من الحوادث.. أما سوء التخطيط وعدم الالتزام بالقانون سواء من المواطن أو من القائمين عليه ممكن أن يكون سببا رئيسيا فى حوادث الطرق.. فعلى الرغم من وجود نوابغ من مهندسى الطرق فى مصر إلا أنه لا يتم الاستفادة من خبراتهم بالقدر الملائم، وهم من صمموا طرقا عالمية فى دول عربية وأجنبية بكفاءة عالية، ويستطيعون حل كافة المشكلات التى تواجه المرور فى مصر بعد أن زادت الحوادث على معدلاتها فى الفترة الأخيرة وأصبح لا يمر يوم واحد إلا ويسقط عشرات الضحايا نتيجة إهمال الطرق.. وفى النهاية خرج علينا رئيس هيئة الطرق والكبارى. وقال: إن حوادث الطرق فى مصر سببها عدم الانضباط وعدم الالتزام بتعليمات المرور، وأكد أن أفضل طريقة للقضاء على هذه المشكلة أن نقوم بتكسير الطرق! لأن من وجهة نظره سوء حالة الطريق يقلل من الحوادث! ويجبر السائق على خفض سرعته وبالتالى تقل نسبة الحوادث، مشيرا إلى أن 5% فقط من حوادث الطرق سببها حالة الطريق. تصريح غريب من مسئول فى هيئة الطرق والكبارى! يا فندم الدماء على الأسفلت أصبحت أكثر من السيارات التى تسير على الطريق وبدل ما تقول إن الرقابة على الطرق تحتاج إلى اهتمام أكثر ولابد من تغليظ العقوبة على المخالف وتفعيل القانون تنادى بتكسير الطرق لقناعتك بأنها الحل الأمثل لتقليل السرعة ونسيت جنابك إن الدماء على الطريق أصبحت للركب والحلول وهمية.. والذى يدفع الثمن هو المواطن المصرى.