أخيراً اقتنعت بريطانيا أن الإخوان جسر العبور نحو التطرف والإرهاب.. بعد أن فشلت جميع عمليات التجميل والتمويل وتجنيد الآلة الدعائية لصحف كنا نعتقد أنها محترمة ولها تأثير إلى أن بلغت نفسها وأقلامها لخدمة هذه الفئة التى تتاجر بالدين وتلبس مسوح الرهبان وتوحى للعالم كله أنها تتعرض لأبشع عمليات الإبادة من السلطة الحاكمة فى مصر.. ولو أن الإعلان البريطانى من ديفيد كاميرون جاء على شكل بيان خطى غير خاضع للنقاش قدمه رئيس الوزراء للبرلمان بمجلسيه «العموم واللوردات» يسقط به قناع الزيف والإرهاب والترويع والتطرف.. والنظام البرلمانى البريطانى رغم عدم وجود دستور أو لائحة له تقاليد فى رؤيته للأمور الاستراتيجية التى تتعلق بالأمن القومى فتحرر وثيقة يتم إبداعها فى وثائق البرلمان بمجلسيه وليت نوابنا الأفاضل يتعلمون أصول الممارسة النيابية الصحيحة التى تجرى هناك.. وكنت اتصور أن نواب مصر المنتخبين تأخذهم ثورة الحماس ولا يتعذرون بأنهم لم يؤدوا اليمين الدستورية ويحرروا وثيقة تعبر عن رؤية شعب مصر لتساند موقف حكومة كاميرون.. حيث سارعت جماعة الإخوان إلى الإعلان عن تهديدهم باللجواء إلى القضاء طالما هذا البيان لم يرتق إلى درجة القانون والتشريع. ولكن قلبى ومن وراء قلبى أنظر بعين العطف على جون كيرى وزير خارجية أمريكا فلا توجد له أجندة سوى لطم الخدود والدعاء بدعوة الجاهلية فهو يبكى ليل نهار على ما وصلت إليه صحوة الشعب المصرى التى أبعدت عصابة الإخوان عن الحكم بإرادة الشعب فهو لا تفوته أى مناسبة سوى الترحم على الأيام الخوالى التى عاشها الشعب المصرى فى ظل حكم جماعة الإخوان.. ولعل كيرى يفوق من وهعه..كيف يمكن أن نصف كلام كيرى فى ظل ما توصل إليه التقرير البريطانى من قناعة كاملة بأن هذه عصابة إرهاب وعنف.. وكيرى لا يسانده فى رؤيته سوى رئيسه أوباما الذى يطالب بالحوار مع الإخوان لأنهم الدرع الواقى من خطورة داعش.. ولأن خياله مريض جاء التقرير البريطانى ليقول إن الإخوان هم الأصل فى التطرف وأنهم الجسر الذى يعبر إليه أعضاء التنظيم إلى داعش.. وأن الخلايا النائمة والنشطة وأن انتشارهم فى 86 دولة.. أصبح بشكل أكبر خطر على العالم كله.. ولا أعرف لماذا تزداد الآن الدعوات وأنا على يقين أنها وهمية وليس لها صدى فى الشارع المصرى لإحياء دعوة التظاهر فى 25 يناير فى القاهرة.. وكأنه إحياء لعيد التظاهر السنوى هؤلاء الأغبياء ومَن وراءهم يريدون أن يتحول ميدان التحرير إلى حائط مبكى لأيتام وبقايا نظام الإخوان فى الداخل والخارج. كل من يستمع إلى هذه الإفيهات يدرك أن أيتام عهد الإخوان يراودهم حلم العودة للحكم وهذا واضح مما يتم ترويجه على وسائل التواصل الاجتماعى والتأييد الأمريكى وأصحاب السبوبات فى منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية سواء من النشطاء والتنظيم الدولى الذى فقد مصداقيته تماما.. فهم يحاولون إقناع الشعب المصرى العمل على تغيير الحكم وبث روح الثورة وإعادة مرسى لقصر الاتحادية والطبيب البيطرى محمد بديع إلى المقطم.. كل هذه الإفيهات والأمنيات يرددها الأيتام فى صورة بكائية على مائدة اللئام سواء فى قطر أو تركيا أو أمريكا ودول أوروبا.. الذين يريدون تقديم تورته الوطن يروجون من خلال نداءاتهم إلى أن تنقلب مصر إلى فوضى مرة أخرى تشبه «الهوجه» لكن صمود الشعب المصرى وصلابته أجبرت أسياد وهذا التنظيم وقادته وأمراءه أن يدخلوا الجحور. فشباب مصر اليقظ الذى ذاق الأمرين من حكم الإخوان والشعب المصرى كله الذى يعيش على أرض الواقع يؤمن بوطنه ويعرف جيدا أن نظام حكمه يسير على الطريق الصحيح.. شباب مصر يضع هؤلاء الواهمين فى حجمهم الحقيقى وأن حلم العودة لحكم مصر.. عشم إبليس فى الجنة.. ومصر هى الجنة وقد سقطت الأقنعة ولم تعد هناك مصداقية لو سائلهم العاجزة فى إطلاق الأخبار المفبركة والشائعات.. إن 25 يناير 2011 لن تنسخ مرة أخرى ولن تسرق آمال الشعب مرة أخرى.. وسوف يخذل الشعب الذين يروجون لدعوة الضلال والظلام.. مرحلة مرسى الكئيبة وما فيها من ظلام دامس لن تعود.. لذلك نقول لهم إن 25 يناير 2011.. جعلت جيش مصر العظيم يتحمل بشجاعة أمانة حراسة الشعب والحفاظ على الدولة المصرية من السقوط والانهيار.. وشعب مصر يقدر جيشه.. 25 يناير 2011 عمق مفهوم الثورة فلم تعد تلك الثورة مرادفًا للاستيلاء على الحكم أو الاستبداد أو انهيار الدولة.. ولكن تحول لمفهوم آخر.. هو أن يشارك الجيش فى قيام ثورة إصلاحية كاملة فى كافة الاتجاهات بفضل شجاعة أبنائه وتضحياتهم بالدماء والأرواح. هذا هو المعنى الحقيقى للإصلاح. 25 يناير 2016 هو بداية ديناميكية لمشروع الثورة الحقيقى بعد أن اكتملت الاستحقاقات وآخرها البرلمان الذى لن يباع ولن يشترى.. وعلى يتامى الإخوان ومن على شاكلتهم قراءة تقرير كاميرون مرات ليعرفوا أنهم خارج خريطة الزمان.. فهم فقرة فى التاريخ فقط لاغير!!