نشرة أخبار ال«توك شو» من المصري اليوم.. نقيب المحامين: أي زيادة على الرسوم القضائية يجب أن تتم بصدور قانون.. شرطان لتطبيق الدعم النقدي.. وزير التموين يكشف التفاصيل    رغم التوترات.. باكستان والهند تقيمان اتصالا على مستوى وكالة الأمن القومى    أحمد الشرع يطلب لقاء ترامب.. وصحيفة أمريكية: على غرار خطة «مارشال»    تشكيل الأهلي المتوقع ضد المصري البورسعيدي في الدوري.. وسام أبو علي يقود الهجوم    3 ساعات «فارقة».. تحذير شديد بشأن حالة الطقس ودرجات الحرارة: «احذروا الطرق»    تعرف على ملخص احداث مسلسل «آسر» الحلقة 28    إعلام إسرائيلي: تل أبيب وواشنطن تسعيان لإقناع الأمم المتحدة بالمشاركة في خطة إسرائيل لغزة    تفاصيل إطلاق كوريا الشمالية عدة صواريخ اتجاه بحر الشرق    بحضور نواب البرلمان.. «الاتحاد» ينظم حلقة نقاشية موسعة حول الإيجار القديم| صور    ميدو يكشف موقف الزمالك حال عدم تطبيق عقوبة الأهلي كاملة    إكرامي: عصام الحضري جامد على نفسه.. ومكنش يقدر يقعدني    اليوم.. «محامين المنيا» تعلن الإضراب عن محاكم الاستئناف رفضًا لرسوم التقاضي    تفاصيل خطة التعليم الجديدة لعام 2025/2026.. مواعيد الدراسة وتطوير المناهج وتوسيع التعليم الفني    «التعليم» تحسم مصير الطلاب المتغيبين عن امتحانات أولى وثانية ثانوي.. امتحان تكميلي رسمي خلال الثانوية العامة    سعر الذهب في مصر اليوم الخميس 8-5-2025 مع بداية التعاملات    خبى عليا وعرض نفسه للخطر، المخرج خالد يوسف يكشف عن مشهد لا ينسي ل خالد صالح (فيديو)    سبب إلزام النساء بارتداء الحجاب دون الرجال.. أمين الفتوى يوضح    قاض أمريكي يمنع ترحيل مهاجرين إلى ليبيا دون منحهم فرصة للطعن القضائي    "اغتيال معنوي لأبناء النادي".. كيف تعامل نجوم الزمالك مع اختيار أيمن الرمادي؟    ارتفاع الأسهم الأمريكية في يوم متقلب بعد تحذيرات مجلس الاحتياط من التضخم والبطالة    هدنة روسيا أحادية الجانب تدخل حيز التنفيذ    محمد ياسين يكتب: وعمل إيه فينا الترند!    بنك التنمية الجديد يدرس تمويل مشروعات في مصر    إطلاق موقع «بوصلة» مشروع تخرج طلاب قسم الإعلام الإلكتروني ب «إعلام جنوب الوادي»    قبل ضياع مستقبله، تطور يغير مجرى قضية واقعة اعتداء معلم على طفلة داخل مدرسة بالدقهلية    نشرة حوادث القليوبية| شاب يشرع في قتل شقيقته بسبب السحر.. ونفوق 12 رأس ماشية في حريق    رسميًا.. جداول امتحانات الفصل الدراسي الثاني 2025 بالمنيا    السفارة المصرية بالتشيك تقيم حفل استقبال رسمي للبابا تواضروس    الدولار ب50.59 جنيه.. سعر العملات الأجنبية اليوم الخميس 8-5-2025    مستشار الرئيس الفلسطيني يرد على الخلاف بين محمود عباس وشيخ الأزهر    خبر في الجول - أشرف داري يشارك في جزء من تدريبات الأهلي الجماعية    نقيب المحامين: زيادة رسوم التقاضي مخالفة للدستور ومجلس النواب صاحب القرار    إعلام حكومة غزة: نرفض مخططات الاحتلال إنشاء مخيمات عزل قسري    بوسي شلبي ردًا على ورثة محمود عبدالعزيز: المرحوم لم يخالف الشريعة الإسلامية أو القانون    أسفر عن إصابة 17 شخصاً.. التفاصيل الكاملة لحادث الطريق الدائري بالسلام    لا حاجة للتخدير.. باحثة توضح استخدامات الليزر في علاجات الأسنان المختلفة    مدير مستشفى بأسوان يكشف تفاصيل محاولة التعدي على الأطباء والتمريض - صور    واقعة تلميذ حدائق القبة.. 7 علامات شائعة قد تشير لإصابة طفلك بمرض السكري    عودة أكرم وغياب الساعي.. قائمة الأهلي لمباراة المصري بالدوري    رسميًا خلال أيام.. موعد صرف مرتبات شهر مايو 2025 بعد قرار وزارة المالية (احسب قبضك)    قبل الإعلان الرسمي.. لجنة الاستئناف تكتفي باعتبار الأهلي مهزوم أمام الزمالك فقط (خاص)    بيولي ل في الجول: الإقصاء الآسيوي كان مؤلما.. وأتحمل مسؤولية ما حدث أمام الاتحاد    الأكثر مشاهدة على WATCH IT    «لعبة الحبّار».. يقترب من النهاية    أحد أبطال منتخب الجودو: الحفاظ على لقب بطولة إفريقيا أصعب من تحقيقه    حدث بالفن| عزاء حماة محمد السبكي وأزمة بين أسرة محمود عبدالعزيز وطليقته    سحب 116 عينة من 42 محطة وقود للتأكد من عدم «غش البنزين»    تفاصيل اعتداء معلم على تلميذه في مدرسة نبروه وتعليم الدقهلية يتخذ قرارات عاجلة    بلاغ للنائب العام يتهم الفنانة جوري بكر بازدراء الأديان    تحرك جديد من المحامين بشأن أزمة الرسوم القضائية - تفاصيل    "الرعاية الصحية": تقديم الخدمة ل 6 مليون مواطن عن منظومة التأمين الصحي الشامل    أخبار × 24 ساعة.. التموين: شوادر لتوفير الخراف الحية واللحوم بدءا من 20 مايو    صحة الشرقية تحتفل باليوم العالمي لنظافة الأيدي بالمستشفيات    عمرو الورداني يقدّم روشتة نبوية لتوسعة الخُلق والتخلص من العصبية    المحامين": النقاش لا يزال مفتوحًا مع الدولة بشأن رسوم التقاضي    أمين الفتوى: مفهوم الحجاب يشمل الرجل وليس مقصورًا على المرأة فقط    خالد الجندى: الاحتمال وعدم الجزم من أداب القرآن ونحتاجه فى زمننا    وائل غنيم في رسالة مطولة على فيسبوك: دخلت في عزلة لإصلاح نفسي وتوقفت عن تعاطي المخدرات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى الاحتفال بالمولد النبوى الشريف..الرئيس السيسى:أدعوكم إلى استمرار تصويب الخطاب الدينى وتفنيذ الأفكار الخبيثة
نشر في أكتوبر يوم 27 - 12 - 2015

وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى عدة رسائل مهمة وبالغة القوة، خلال كلمته فى الاحتفال بالمولد النبوى الشريف، فى قاعة المؤتمرات بالأزهر.فقد قال الرئيس إنه جاء بإرادة الشعب واختياره وإن المهمة المنوطة به هى الحفاظ على أمن وسلامة مصر وشعبها، مؤكدًا أنه لن يستمر فى الحكم يوما واحدا، دون «إرادة الأمة كلها»، مبينا استعداده لتنفيذ إرادة المصريين، إذا أجمعوا على غير ذلك، منوهًا إلى أن الكرامة الإنسانية والوطنية تمنعه من الاستمرار إلا بإرادة الأمة ورضاها.
ولفت السيسى إلى أن من يحب مصر يبنى ويعمر ويصبر، فالبلد يحتاج إلى العمل الجاد ونكران الذات، وليس التخريب والتدمير، والانسياق وراء الدعوات الهدامة، مشددًا على أن الخراب والدمار وتشريد الناس لا يمكن أن تكون وسيلة أو طريقًا لتحقيق أى هدف نبيل.
وحذر الرئيس من أنه لن يسمح بأن يتعرض أى مواطن للأذى، وقال: سأعمل للحفاظ على ال 90 مليون مصرى، والله سيحاسبنى عما فعلته معكم، كما سيحاسبكم عما تفعلونه لبلدكم، وأضاف أن النهوض بأعباء الوطن «مهمة سهلة» لو تكاتفنا جميعا لإنجازها، مشيرًا إلى أن ممارستنا السياسية لا تآمر فيها ولا خيانة، وهذا ليس مثالية بل التزام بتعاليم الدين.شهد الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس احتفال الدولة بذكرى المولد النبوى الشريف بمركز الأزهر للمؤتمرات، حيث ألقى كلمة بهذه المناسبة أكد فيها أهمية الاقتداء بخلق الرسول الكريم فى شتى مناحى الحياة. ووجه التهنئة للأمة الإسلامية فى مشارق الأرض ومغاربها، وأكد قيمة الحرية الواعية المسئولة فى الإسلام. كما تناول الرئيس فى كلمته أسس التعايش السلمى التى أرساها الإسلام والتى تحتاج إليها الأمة الإسلامية فى المرحلة الراهنة أكثر من أى وقت مضى.
وقد كرم الرئيس السيسى 8 من أبرز الدعاة والعلماء خلال الاحتفال، وهم: الشيخ محمد مطر الكعبى وزير الأوقاف الإماراتى رئيس هيئة الأوقاف بدولة الإمارات.. ود. يعقوب الصانع وزير الأوقاف الكويتى.. ود. أمين عبد الواجد مديرية أوقاف شمال سيناء.. وأحمد عجيبة أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.. والشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف شيخ عموم المقارئ المصرية.. ود. جعفر عبد السلام أمين عام رابطة الجامعات الإسلامية.. ود. عبد الغفار هلال من كبار أساتذة جامعة الأزهر.
وقد أشاد السيسى بأهالى الشهداء، قائلا: قابلتهم لكى أشد على أيديهم، فوجدتهم هم من يشدون على يدي، منوهًا إلى أن كل شهيد يقدم نفسه فداء ل90 مليونًا، مؤكدًا مواصلة الحرب على الإرهاب والتصدى لمن يزعزعون الأوطان، لأجل أمن الوطن والمواطنين، موضحًا أن الإسلام دين لا يقتل الناس، وكذلك الديانات السماوية، فلسنا وحدنا فى هذا العالم، فهو لم يخلق لأمة أو لدين أو لمذهب بعينه، ولا وصاية لأحد على أحد فى اختياراته، وكل إنسان سيحاسب عن اختياراته هو لا الآخرين، داعيا إلى احترام الآخر، وأن يكون الاحترام «ممارسة» وليس «حفظ دروس»، مطالبا علماء الدين بالتصدى للفتاوى المسيئة، مع الحرص على اتساق الألفاظ والسلوك والهيئة لمن يعتلى «منبر رسول الله y».
وشدد الرئيس على أن المصريين مسلمين ومسيحيين «جسد واحد»، وسيظلون كذلك، وهنأهم بعيد ميلاد السيد المسيح، وطالب علماء الدين بالتصدى لدعوات الفرقة، والحفاظ على اللحمة الوطنية.
وأعلن السيسى تخفيضات جديدة قادمة فى الأسعار، موضحًا أن هذه مسئوليتنا، فلا يهمنى الغنى القادر على تدبير احتياجاته، بقدر ما يهمنى محدود الدخل، ووجه حديثه للحكومة ورجال الأعمال: هناك تخفيضات جديدة فى الأسعار لمصلحة الناس، حتى يعيشوا بارتياح واطمئنان.
كما أشار إلى أن مبادرة توفير السلع الغذائية وترشيد الأسعار تعد واجباً وأمانة يتعين على الحكومة وجميع أجهزة الدولة الوفاء بها من أجل المواطنين محدودى الدخل والفئات الأولى بالرعاية، ودعا الحكومة والسلاسل التجارية إلى مزيد من تخفيض الأسعار خلال المرحلة المقبلة.
وطالب المسئولين بأجهزة الدولة المختلفة، بأن تتطابق أقوالهم مع أفعالهم، مع ضرورة الحفاظ على الكرامة الإنسانية للمواطن بوصفها «واجبا» ومسئولية، فلابد أن يحافظ بعضنا على كرامة بعض.
وتطرق إلى البرلمان الجديد، فأشار إلى أن له دورًا عظيمًا، لكن ينبغى ألا نستدعى التجارب الأخرى، وحث النواب الجدد على تقديم تجربة رائدة بالعمل يدًا بيد، ومع الجميع، وليس بمبدأ المواجهة، فالمسئول بالدولة معك من أجل مصر وليس فى مواجهتك.
كما أكد قيمة إتقان العمل فى الإسلام الذى حث على التفانى والاجتهاد لتتبوأ الأمة الإسلامية مكانها اللائق بين الأمم. ودعا إلى استمرار جهود تصويب الخطاب الدينى وتجديده لنشر قيم التسامح وقبول الآخر والتراحم بين عموم البشر، ونوَّه بأهمية التعاون بين السطات التنفيذية والتشريعية والقضائية بعد أن اكتمل البناء المؤسسى للدولة المصرية بانتخاب مجلس النواب الجديد.
وقد أجرى عدة مداخلات فى أثناء إلقاء كلمته، أكد خلالها على أهمية تصويب الخطاب الدينى وألا تقف عملية التصويب عند الحدود النظرية وإنما يتعين أن تتحول إلى ممارسات عملية يعايشها المجتمع.
وشدد الرئيس على أهمية قيمة التسامح، موضحًا أن العالم لم يُخلق من أجل أمة واحدة وإنما لجميع الأمم والأديان والمذاهب. ونوَّه بأهمية قيمة الحرية، لاسيما فيما يتعلق باعتناق الدين.
وأشار إلى أن الدولة المصرية تطبق قيم الإسلام السمحة فى جميع تعاملاتها على الصعيد الدولى، حيث تدعو دائمًا للبناء والتعمير والتعاون، وتنبذ العنف والتدمير والتآمر.
ودعا السيسى إلى أهمية أن يعكس الدعاة وعلماء الدين شكلًا ومضمونًا حقيقيًا لتعاليم الإسلام ويقدموا النموذج والقدوة للمواطنين فى الأقوال والأفعال، مؤكدًا أهمية إعمال العقل واعتماد الفكر والتدبر كوسائل لشرح غايات الدين وأهدافه السامية، دون التمسك بأساليب لا تتواكب مع مقتضيات العصر.
وأكد أهمية وحدة الصف فى مواجهة جميع التحديات للحفاظ على الشعب المصرى من تداعيات الفرقة والعنف اللذين يعانى منهما العديد من دول وشعوب المنطقة.
كما أكد احترامه لإرادة الشعب المصرى الذى اختاره لتولى المسئولية، مشددًا على أنه لن يستمر فى منصبه إذا كان ذلك ضد إرادة الشعب الذى يحرص على التواصل معه لتفسير جميع القضايا والموضوعات فى إطار من الوضوح والشفافية.
ونوَّه الرئيس إلى أهمية البرلمان المقبل معرباً عن تطلعه لقيام البرلمان بدراسة المشكلات والتحديات التى تواجه الوطن دراسة جادة من أجل التوصل لحلول ناجحة لها. ودعا النواب الجدد إلى أن تكون لهم تجربتهم الجديدة والرائدة، مؤكدًا دعم الدولة الكامل لهم فى أدائهم لمهامهم إزاء الشعب.
ووجه الرئيس خلال كلمته التهنئة والتحية للأخوة المسيحيين الذين احتفلوا بأعياد الميلاد، داعيًا إلى تدعيم الوحدة الوطنية ونبذ جميع دعاوى التقسيم والفرقة.
كما أشار إلى أن المسئولية مشتركة فيما بين الحاكم والشعب، وعلى كل منهما أن يقوم بدوره على الوجه الأكمل، إذ سيتم سؤال الجميع أمام الله سبحانه وتعالى على ما قدموه من أجل الوطن.
وقد جاءت كلمة الرئيس فى احتفالية الدولة بالمولد النبوى الشريف وثيقة تاريخية لا بد أن نقرأها بعناية، لأنها تتضمن دستورًا وطنيًا للعمل العام الذى استسقى مبادئه وأخلاقياته من الدين الإسلامى الحنيف والذى يدعو إلى التكاتف وعدم الفرقة والتسامح ونبذ العنف.
وإلى نص كلمة الرئيس السيسى الذى أرجوا ممن يقرؤها أن يعيدها ويدرس محتواها ويفهم الرسائل المهمة التى تضمنتها.
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف،
السادة العلماء والدعاة الأجلاء،
السيدات والسادة،
نحتفل اليوم معا بذكرى مولد نبينا الكريم .. الذى أرسى بالحكمة والموعظة الحسنة دعائم دين عظيم .. وأثنى الله العلى القدير على خلقه القويم بقوله «وإنك لعلى خلق عظيم» .. إن احتفالنا اليوم بذكرى مولده الشريف إنما يدعونا إلى تدبر سيرته العطرة والاقتداء بأخلاقه الكريمة.. لتكون لنا نورا يهدينا سواء السبيل فى ديننا ودنيانا.. فلنتخذ من ذكرى ميلاده بداية جديدة تعيننا على أن نواصل مسيرة حياتنا نحفظ بها ديننا دون غلو أو تطرف.. ونصون بها دنيانا لنحقق خلالها مراد الخالق سبحانه وتعالى منا.. نبنى ونعمر.. نتعارف ونتآلف.. ونقدم للعالم بأسره صورة حقيقية عن ديننا الحنيف بسماحته ورحمته.. وحثه على حب الوطن وإعلاء مصالحه وإيثاره على الجميع.
أتوجه لشعب مصر العظيم.. والدول الإسلامية والعربية فى مشارق الأرض ومغاربها.. بخالص التهنئة بتلك المناسبة الجليلة.. داعيًا الله عز وجل أن يعيدها بكل الخير والتوفيق على عالمنا العربى.. وهو أعلى شأنا وأفضل حالا وأكثر أمنًا واستقرارًا.
إن رسالة الإسلام التى تلقيناها من الرسول الكريم y.. جاءت تأكيدًا للصلة المباشرة بين الإنسان والخالق.. وانتصارًا للحرية.. حرية الإنسان وتخلصه من الرق والعبودية.. وحرية الإيمان والاعتقاد.. وحرية الفكر.. إلا أن تلك الحريات لم تأت مطلقة.. حتى لا تحولها نوازع النفس البشرية إلى فوضى تبيح التخريب والتدمير.. وقتل النفس التى حرم الله إلا بالحق.. وجعل من قتلها بغير نفس أو فساد فى الأرض كمن قتل الناس جميعا.
إن جميع تلك الحريات ينبغى أن تقف عند حدود حريات الآخرين.. تحترم الجميع ولا تخرج عن المنظومة المحكمة.. التى خلق الله الكون فى إطارها.. فما نعتبره قيدًا على حرياتنا إنما يصون حقوقنا فى مواجهة الآخرين.. فعجبا لمن يبررون إرهابهم وأعمالهم الوحشية باسم الدين.. ويتخذون منه ستارًا لها.. وهو أبعد ما يكون عنها بل حرمها وجرمها.. يخرج أولئك عن إطاره القويم.. ويعتنقون أفكارًا متطرفة.. ويستندون إلى تفاسير مغلوطة لتحقيق مصالح ضيقة ومآرب شخصية.
إن رسالة الإسلام.. تلك المنحة السماوية والهبة الربانية.. التى أنعم الله بها علينا قد أرست قواعد التعايش السلمى بين مختلف الأديان والأعراق.. نظمت علاقات المسلمين بغيرهم فى إطار من التقدير والاحترام للتنوع والاختلاف.. أرسى النبى الكريم y تلك القواعد فى تعامله مع يهود المدينة.. وفى احتواء المسلمين من غير العرب تطبيقا لمبدأ أنه لا فضل لعربى على أعجمى إلا بالتقوى.. وحرص فاروق الأمة.. الخليفة العادل عمر بن الخطاب.. على استمرار تلك القواعد عملًا لا قولًا فى عهدته التى أعطاها لأهل بيت المقدس.. فأمنهم على حياتهم وأموالهم وكنائسهم.
وإذا كان لدينا كل هذا التراث من التعاون والتسامح فلنجعله دستور عمل وحياة.. نحقق من خلاله إرادة الله الذى ارتضى أن يجمع الخلق كافة.. على اختلاف أديانهم وأعراقهم فوق أرضه وتحت سمائه.. من آمن منهم ومن لم يؤمن.. فلماذا لا تتسع الصدور وتستوعب العقول التنوع والثراء فى الأديان والمذاهب والأعراق فى ربوع وطننا العربى.. ولماذا يسمح البعض باستغلال هذا التنوع سلبا وبتوظيفه من قبل أطراف داخلية وخارجية.. للقضاء على الدولة الوطنية فى عالمنا العربى والإسلامى.. إننا بحاجة إلى وقفة مصارحة مع أنفسنا لنتبين الفارق الشاسع بين حاضرنا الراهن وماضينا المجيد.
لقد حان الوقت لنحقن دماءنا.. وننبذ خلافاتنا.. ونلتفت لمصالح أوطاننا وأمتنا.. نبدأ فصلا جديدا من التعاون والإخاء والتنمية.
نعلم جميعًا كمسلمين أن رسول الله y كان مهموما بأمته.. وجعل دعوته شفاعة لأمته يوم القيامة.. وكان الهادى البشير يريد أن يباهى بالمسلمين الأمم يوم القيامة.. كان ذلك رجاءه وهو فى غنى عنا.. فماذا قدمنا له ولديننا ولأوطاننا وأنفسنا.. ونحن أحوج ما نكون إليه.. إن المباهاة لن تكون عن كثرة العدد، وإنما بحجم الإسهام فى تقدم البشرية..
إن ديننا الحنيف وسنة نبينا المطهرة طالما أكدا أهمية «إتقان العمل».. وأرشدانا إلى أن قيمة الفرد المسلم.. تقاس بحجم ما يساهم به فى تحقيق النفع والمصلحة العامة.. والارتقاء بأوضاع أمتنا الإسلامية لتتبوأ مكانها اللائق بين الأمم. إن الأمانة قيمة عظيمة حملها الإنسان.. وتنسحب تلك القيمة العظيمة على كافة مناحى حياة الفرد المسلم وأهمها الكلمة.. فما بالنا إذا كانت تلك الكلمة تساهم فى تشكيل الوازع الدينى فى نفوس المسلمين.. وتملأ عقولهم ونفوسهم إما بنور الإيمان وسماحة الدين.. أو بأفكار مغلوطة تسىء للدين ذاته قبل أن تسىء إلى من طرحوها واعتنقوها.
فلا شك حينئذ أن أمانتها تتعاظم ومسئوليتها تتضاعف.. وأقول لعلمائنا ودعاتنا الأجلاء.. استمروا بعزم لا يلين فى تصويب الخطاب الدينى.. أعيدوه إلى جادة الصواب.. وكونوا من بين من قال فيهم رسول الله «يبعث الله لهذه الأمة على رأس كل مائة عام من يجدد لها دينها».. فنّدوا الأفكار الخبيثة والتفاسير الملتوية.. بدّدوا حيرة العقول واضطراب النفوس.. أبدلوا كل ذلك بيقين راسخ بأن التسامح لا يتعارض مع التدين.. وبأن قبول الآخر لا يتنافى مع الإيمان.. وبأن خير الناس أنفعهم للناس كافة وعلى عمومهم وليس للمسلمين فقط.. اغرسوا محبة الله فى القلوب حتى تمتلئ بها.. فلا يتبقى فيها مكان لضغينة ولا موضع لكراهية.. أفهموا الجميع أن الله لو أراد لجعل الناس أمة واحدة.. وما ذلك على الله بعزيز.
السيدات والسادة.. لقد أرسى الإسلام الحنيف مبدأ الشورى.. وكان نبينا الصادق الأمين سمحًا متفتحًا.. لم يتعصب أبدا لرأى ولم يتحزب أبدًا لفكر.. وإنما كان يشاور أصحابه ويعلى آراءهم ما دامت تحقق المصلحة العامة.. ولقد تطور مبدأ الشورى واقتضت معايير الحداثة والتطور والنمو السكانى.. أن يتم تشكيل مجالس النواب لتمثل مشاركة شعبية لصانع القرار.. تصوغ القوانين وتراقب الحكومات.. ولقد أكملت مصر الاستحقاق الرئيسى الثالث لخارطة المستقبل.. بمشاركة واعية من المرأة المصرية.. واختار الشعب مجلس النواب ليكتمل بذلك البناء المؤسسى والتشريعى للدولة المصرية.. لتواصل مسيرتها نحو غد أفضل بالتعاون البناء والعمل المشترك.. بين مختلف السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية.
شعب بلادى أقول: إن تلك المناسبة العظيمة التى تجتمع فيها أرواحنا معا.. تمثل فرصة سانحة لأتحدث إليكم مباشرة حديثا من القلب.. فموقع الرئاسة الذى توليته بإرادتكم الحرة ما هو إلا تكليف وضعنى أمام العديد من المسئوليات الجسام.. التى أدعو الله عز وجل أن يعيننى عليها بمساعدتكم.. أود أن أؤكد لكم أننى أشعر بنبضكم.. وبما تعانيه كل أسرة مصرية فقدت أعز ما لديها فى معركتنا ضد الإرهاب.. وأؤكد أن الثأر أهم أمانة فى أعناقنا وسنؤدى الأمانة بعون من الله وتوفيقه.. وأسعى جاهدًا بمعاونة الحكومة وكافة أجهزة الدولة للوفاء بمتطلباتكم.
وفى هذا الإطار جاءت مبادرة توفير السلع الغذائية بأسعار مناسبة فى الأسواق المصرية.. للمساهمة فى تخفيف الأعباء عن أهلنا من محدودى الدخل والمواطنين الأولى بالرعاية .. وأؤكد أن كرامة المواطن المصرى تعد أحد أهم أركان استقرار الدولة.. فالإنسان الذى كرمه العلى القدير من فوق سبع سماوات.. لا يمكن لإنسان مثله أن ينزع عنه تلك المنحة الإلهية .. فلنعمل معا على ترسيخ إطار من الاحترام والتقدير المتبادل بين المواطن وكافة أجهزة الدولة.. ليحصل كل مواطن على حقوقه كاملة.. ويؤدى واجباته غير منقوصة إزاء الوطن.. وأجدد لكم عهدى أمام الله بأننى سأظل أعمل - بتعاونكم وجهدكم.. بدعمكم وبدعوات البسطاء منكم - من أجل حياة أفضل لنا جميعا.. نرضى فيها الله عز وجل ونعلى شأن وطننا العزيز.
أقول: إن الأديان السماوية تنبع من أصل واحد.. وإن رسالات السماء تواترت لتكمل بعضها بعضا.. من أجل تدعيم القيم الروحية وإعلاء المبادئ المشتركة للإنسانية.. ولقد أراد الله العزيز الحكيم أن يكمل لنا ديننا.. ويتم علينا نعمته ويرتضى لنا الإسلام دينا.. فلنجدد عهدنا مع الله أن نظل كتلة موحدة.. ويدا واحدة .. لتبقى يد الله معنا.. تظللنا وترعانا وتدفع عن وطننا الشر والسوء.. هدانا الله وإياكم سبل الحق والرشاد.. وأسبغ على وطننا نعمه ظاهره وباطنه.. لتحيا مصر.. وتبقى زخرًا لأبنائها.. وعزًا لوطنها العربى.. وفخرًا لأمتها الإسلامية.. إنها دعوة صادقة.. وعزم لا يلين.. أن نعمل معًا لنكون بحق خير أمة أخرجت للناس.
عام وأنتم بخير .. ومصرنا العزيزة فى رفعة وإباء.. وشكرًا لكم .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.