أشخاص غير مسؤولة عن صندوق الزمالة.. نقابة المعلمين تحذر من التعرض للنصب والاحتيال    جدول امتحانات الترم الثاني 2025 الصف الثاني الثانوي بالإسكندرية (للشعبتين)    «بني سويف الأهلية»: إنهاء استعدادات امتحانات الفصل الدراسي الثاني وإعلان الجداول    "المعلمين" تحذر من محاولات نصب باسم صندوق الزمالة وتدعو للإبلاغ الفوري    عيار 21 الآن يسجل 4740 جنيهًا.. سعر الذهب اليوم الأحد 11 مايو 2025    ممثلو ملاك «الإيجار القديم» يطالبون بتحرير العلاقة بين المالك والمستأجر    بعد كسر مفاجئ.. إصلاح خط مياه الكريمات المغذي لمدينتي الغردقة ورأس غارب    رئيس وزراء باكستان يثمن عرض ترامب القيام بدور أكبر من أجل إحلال السلام الدائم    طلبات بيتزا مجهولة لمنازل قضاة يترأسون دوائر تنظر دعاوى ضد سياسات ترامب    شاهد ثنائية مبابي لريال مدريد في شباك برشلونة بالكلاسيكو (فيديو)    موقف البنك الأهلي من انتقال أسامة فيصل للأهلي خلال كأس العالم للأندية    جامعة بنها تحصد 5 ميداليات فى بطولة رفع الأثقال بدورة الشهيد الرفاعى للجامعات    تأجيل محاكمة 46 متهما بالانضمام لجماعة إرهابية فى العحوزة لجلسة 12 يوليو    طرح 3 شواطئ بالإسكندرية للإيجار في مزاد علني.. تعرف على التفاصيل    إقبال كثيف على القوافل التعليمية المجانية لطلاب الشهادة الإعدادية ببورسعيد    لليوم الثاني.. جهود مكثفة في المنوفية والبحيرة لانتشال شاب غرق في مياه فرع رشيد    سهير رمزي تثير الجدل وتكشف سراً عن بوسي شلبي (فيديو)    "ليسيه الحرية" يشهد حفل افتتاح الدورة الرابعة من مهرجان المسرح العالمي    ما أهمية قانون تنظيم الفتوى بعد إقراره من البرلمان؟..موقف الحكومة    فتحي عبدالوهاب يكشف لأول مرة قصة طريقته الشهيرة في تصوير السيلفي (تفاصيل)    في يومهم العالمي.. وزير الصحة يؤكد دعم الدولة المصرية لمهنة التمريض    محافظ شمال سيناء يستقبل رئيس هيئة «الاعتماد والرقابة الصحية»    برونو فيرنانديز يحسم موقفه من عرض الهلال بعد النهائي الأوروبي    ضبط طالب تعدى على آخر بسلاح أبيض بسبب مشادة كلامية في الزاوية الحمراء    السكرتير العام المساعد لبني سويف يتابع سير منظومة العمل بملف التصالح بالمركز التكنولوجي في الواسطى    «النواب» يوافق على اتفاقية تعاون مع «الأوروبي لإعادة الإعمار» ب10 ملايين يورو    انطلاق قافلة دعوية مشتركة بين الأزهر الشريف والأوقاف    "بكور": زيارة وزير الخارجية الألماني الجديد لتل أبيب والضفة تؤكد أولوية الشرق الأوسط    غدًا.. نجوم العالم يفتتحون مهرجان كان السينمائى السابع والثمانين    الخلط والخطأ «2»    اللواء أ.ح شريف العرايشى قائد قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب ل «الأخبار»    ضمن الموجة 26 بقنا.. إزالة 8 حالات تعدٍ على الأراضي الزراعية بمركز الوقف    الأحوال المدنية تستخرج 32 ألف بطاقة رقم قومي للمواطنين بمحل إقامتهم    كواليس أزمة عواد وصبحي في لقاء الزمالك وسيراميكا    الزمالك يتحرك للتعاقد مع حارس الأهلي    محافظ الأقصر يتفقد أعمال فتح أكبر شارع بمنطقة حوض 18 بحى جنوب    محافظ الشرقية يشهد حفل قسم لأعضاء جدد بنقابة الأطباء بالزقازيق    مسؤولون أمريكيون: هناك خلافات بين ترامب ونتنياهو بشأن التعامل مع قطاع غزة وإيران    هل شريكك برج الثور؟.. إليك أكثر ما يخيفه    أجندة قصور الثقافة هذا الأسبوع.. عروض مسرحية مجانية وتكريم رموز القرى    «الأورومتوسطي»: إسرائيل تقتل امرأة فلسطينية كل ساعة في قطاع غزة    هل يجبُ عليَّ الحجُّ بمجرد استطاعتي، أم يجوزُ لي تأجيلُه؟.. الأزهر للفتوى يوضح    موقف رونالدو من المشاركة مع النصر أمام الأخدود في الدوري السعودي    وفاة سيدة أثناء ولادة قيصرية بعيادة خاصة فى سوهاج    ارتفاع كميات القمح المحلي الموردة للشون والصوامع بأسيوط إلى 89 ألف طن    القاهرة الإخبارية: الاحتلال الإسرائيلى يواصل قصف الأحياء السكنية فى غزة    الخارجية الهندية: معاهدة تقاسم مياه نهر السند لا تزال معلقة    محافظ الدقهلية يحيل مدير مستشفى التأمين الصحي بجديلة ونائبه للتحقيق    ماذا يحدث للشرايين والقلب في ارتفاع الحرارة وطرق الوقاية    عاجل- البترول تعلن نتائج تحليل شكاوى البنزين: 5 عينات غير مطابقة وصرف تعويضات للمتضررين    ضبط 575 سلعة منتهية الصلاحية خلال حملة تموينية ببورسعيد -صور    1500 فلسطيني فقدوا البصر و4000 مهددون بفقدانه جراء حرب غزة    أمين الفتوى يحذر من الحلف بالطلاق: اتقوا الله في النساء    «جوتيريش» يرحب باتفاق وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان    ما حكم من نسي الفاتحة أثناء الصلاة وقرأها بعد السورة؟.. أمين الفتوى يجيب    هل للعصر سنة؟.. داعية يفاجئ الجميع    رئيس وزراء كوريا الجنوبية السابق ينسحب من الترشح للرئاسة    الدوري الفرنسي.. مارسيليا وموناكو يتأهلان إلى دوري أبطال أوروبا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السيسي:لن أبقي في الحكم ثانية واحدة ضد إرادة الشعب
نشر في المساء يوم 23 - 12 - 2015

شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي احتفال الدولة بذكري المولد النبوي الشريف بمركز الأزهر للمؤتمرات وألقي كلمة أكد فيها أهمية الاقتداء بخلق الرسول الكريم في شتي مناحي الحياة.
أعلن الرئيس أنه لن يبقي في الحكم ثانية واحدة ضد إرادة الشعب. وأنه جاء بإرادة شعبية للحفاظ علي البلاد وسلامة أمن المصريين.
قال -موجهاً حديثه للمصريين- جئت بإرادتكم واختياركم وليس رغماً عنكم.. متسائلاً: لماذا تطالب مجموعة بثورة جديدة في 25يناير؟!.. هل تريدون أن تضيعوا هذا البلد وتدمروا الناس والعباد وأنتم لستم بحاجة لأن تنزلوا؟!
أضاف: انظروا حولكم إلي دول قريبة منا لا أحب أن أذكر اسمها أنها تعاني منذ 30 عاماً ولا تستطيع أن ترجع. والدول التي تدمر لا تعود.
شدد الرئيس علي أنه لا يقبل أن تضيع مصر.. وقال: أنا لا أخاف من أحد. ولكن كل خوفي علي المصريين. ومن يحب الله والناس يبني ويعمر ويصبر. فمصر بحاجة إلي العمل ونكران الذات.
أوضح أن موقع الرئاسة وضعه أمام مسئوليات جسام. وأنه سيُحاسب أمام الله علي سلامة وأمن 90 مليون مصري.. وقال موجهاً حديثه للشعب: وأنتم أيضا ستُحاسبون معي علي ماذا فعلتم. وإن كنتم اعنتوني. وهل بذلتم الجهد لإعانتي في مسئوليتي.
تناول الرئيس في كلمته أسس التعايش السلمي التي أرساها الإسلام والتي تحتاج إليها الأمة الإسلامية في المرحلة الراهنة أكثر من أي وقت مضي.
أكد الرئيس قيمة اتقان العمل في الإسلام الذي حث علي التفاني والاجتهاد لتتبوأ الأمة الإسلامية مكانها اللائق بين الأمم.
دعا الرئيس إلي استمرار جهود تصويب الخطاب الديني وتجديده لنشر قيم التسامح وقبول الآخر والتراحم بين عموم البشر. ونوه إلي أهمية التعاون بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية بعد أن اكتمل البناء المؤسسي للدولة المصرية بانتخاب مجلس النواب الجديد.
أجري الرئيس عدة مداخلات أثناء إلقاء كلمته أكد خلالها أهمية تصويب الخطاب الديني وألا تقف عملية التصويب عند الحدود النظرية وإنما يتعين أن تتحول إلي ممارسات عملية يعايشها المجتمع.
شدد الرئيس علي أهمية قيمة التسامح.. موضحاً أن العالم لم يُخلق من أجل أمة واحدة. وإنما لجميع الأمم والأديان والمذاهب. ونوه إلي أهمية قيمة الحرية لاسيما فيما يتعلق باعتناق الدين.
أشار الرئيس إلي أن الدولة المصرية تطبق قيم الإسلام السمحة في جميع تعاملاتها علي الصعيد الدولي.. حيث تدعو دائماً للبناء والتعمير والتعاون وتنبذ العنف والتدمير والتآمر.
دعا الرئيس إلي أهمية أن يعكس الدعاة وعلماء الدين شكلاً ومضموناً حقيقياً لتعاليم الإسلام ويقدموا النموذج والقدوة للمواطنين في الأقوال والأفعال.. مؤكداً أهمية إعمال العقل واعتماد الفكر والتدبر كوسائل لشرح غايات الدين وأهدافه السامية دون التمسك بأساليب لا تتواكب مع مقتضيات العصر.
أكد الرئيس أهمية وحدة الصف في مواجهة جميع التحديات للحفاظ علي الشعب المصري من تداعيات الفرقة والعنف اللذين يعاني منهما العديد من دول وشعوب المنطقة.
كما أكد احترامه لإرادة الشعب المصري الذي اختاره لتولي المسئولية.. مشدداً علي أنه لن يستمر في منصبه إذا كان ذلك ضد إرادة الشعب الذي يحرص علي التواصل معه لتفسير جميع القضايا والموضوعات في إطار من الوضوح والشفافية.
نوه الرئيس إلي أهمية البرلمان المقبل.. معرباً عن تطلعه لقيام البرلمان بدراسة المشكلات والتحديات التي تواجه الوطن دراسة جادة من أجل التوصل لحلول ناجحة لها. ودعا النواب الجدد إلي أن تكون لهم تجربتهم الجديدة والرائدة. مؤكداً دعم الدولة الكامل لهم في أدائهم لمهامهم إزاء الشعب.
وجه الرئيس -خلال كلمته- التهنئة والتحية للأخوة المسيحيين الذين سيحتفلون قريباً بأعياد الميلاد.. داعياً إلي تدعيم الوحدة الوطنية ونبذ كل دعاوي التقسيم والفُرقة. وأشار إلي أن المسئولية مشتركة فيما بين الحاكم والشعب. وعلي كل منهما أن يقوم بدوره علي الوجه الأكمل. إذ سيتم سؤال الجميع أمام الله سبحانه وتعالي علي ما قدموه من أجل الوطن.
أشاد الرئيس بالتضحيات التي يقدمها الشهداء من أجل الوطن.. مشيرا إلي أنه يستمد من أسر الشهداء الذين يلتقي بهم التصميم والعزم علي مواصلة العمل والبناء ومكافحة الإرهاب.
أشار إلي أن مبادرة توفير السلع الغذائية وترشيد الأسعار تعد واجباً وأمانة يتعين علي الحكومة وجميع أجهزة الدولة الوفاء بها من أجل المواطنين محدودي الدخل والفئات الأولي بالرعاية. ودعا الحكومة والسلاسل التجارية إلي مزيد من تخفيض الأسعار خلال المرحلة المقبلة.
طالب الرئيس جميع أجهزة الدولة بأداء خدماتها للمواطنين في إطار من الاحترام والتقدير المتبادل وتحويل ذلك إلي ممارسات عملية يلمسها المواطنون. منوهاً إلي أن تلك القيم تعد جزءاً أساسياً من تعاليم ديننا الحنيف.
استمع الرئيس في بداية الاحتفال إلي كلمتين ألقاهما كل من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر. ووزير الأوقاف الذي قدم للرئيس موسوعة الحضارة الإسلامية كهدية تذكارية.
كان في استقبال الرئيس لدي وصوله إلي مركز الأزهر للمؤتمرات المهندس شريف اسماعيل رئيس مجلس الوزراء وفضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر. ووزير الأوقاف. ومحافظ القاهرة. ومفتي الديار المصرية.
شارك في الاحتفال لفيف من كبار الشخصيات جاء في مقدمتهم الرئيس السابق المستشار عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية العليا. ود.كمال الجنزوري رئيس الوزراء الأسبق. والمهندس إبراهيم محلب مساعد الرئيس للمشروعات القومية والاستراتيجية. وعدد من الوزراء. ومحافظ البنك المركزي.
قام الرئيس بتقليد وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولي لعدد من الشخصيات المصرية والعربية الذين أثروا الواقع الإسلامي بإسهاماتهم الفكرية والتعليمية والمجتمعية وهم: د.محمد مطر سالم الكعبي رئيس الهيئة العامة للشئون الإسلامية والأوقاف بدولة الإمارات. ويعقوب الصانع وزير العدل والأوقاف في الكويت. ود.أحمد علي علي عجيبة عميد كلية أصول الدين بطنطا والأمين العام للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية. والشيخ عبداللطيف عبدالله شيخ عموم المقارئ المصرية. ود.أمين عبدالواحد أمين يوسف مدير مديرية أوقاف شمال سيناء. ود.طه مصطفي أبوبكر كريشة شعلان نائب رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف. ود.جعفر عبدالسلام علي المزين نائب رئيس جامعة الأزهر الأسبق والأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية. ود.عبدالغفار حامد محمد هلال الأستاذ بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس:
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف . السادة العلماء والدعاة الأجلاء . السيدات والسادة..
نحتفل اليوم معاً بذكري مولد نبينا الكريم الذي أرسي بالحكمة والموعظة الحسنة دعائم دين عظيم. وأثني الله العلي القدير علي خلقه القويم بقوله: "وإنك لعلي خلق عظيم".. إن احتفالنا اليوم بذكري مولده الشريف إنما يدعونا إلي تدبر سيرته العطرة والاقتداء بأخلاقه الكريمة لتكون لنا نوراً يهدينا سواء السبيل في ديننا ودنيانا.. فلنتخذ من ذكري ميلاده بداية جديدة تعيننا علي أن نواصل مسيرة حياتنا.. نحفظ بها ديننا دون غلو أو تطرف.. ونصون بها دنيانا لنحقق خلالها مراد الخالق سبحانه وتعالي منا.. نبني ونعمر.. نتعارف ونتآلف.. ونقدم للعالم بأسره صورة حقيقية عن ديننا الحنيف بسماحته ورحمته. وحثه علي حب الوطن وإعلاء مصالحه وإيثاره علي الجميع.
أتوجه لشعب مصر العظيم.. والدول الإسلامية والعربية في مشارق الأرض ومغاربها بخالص التهنئة بتلك المناسبة الجليلة.. داعياً الله عز وجل أن يعيدها بكل الخير والتوفيق علي عالمنا العربي. وهو أعلي شأناً وأفضل حالاً وأكثر أمناً واستقراراً.
إن رسالة الإسلام التي تلقيناها من الرسول الكريم جاءت تأكيداً للصلة المباشرة بين الإنسان والخالق. وانتصاراً للحرية.. حرية الإنسان وتخلصه من الرق والعبودية.. وحرية الإيمان والاعتقاد وحرية الفكر.. إلا أن تلك الحريات لم تأت مطلقة حتي لا تحولها نوازع النفس البشرية إلي فوضي تبيح التخريب والتدمير. وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وجعل من قتلها بغير نفس أو فساد في الأرض كمن قتل الناس جميعاً.
إن جميع تلك الحريات ينبغي أن تقف عند حدود حريات الآخرين.. تحترم الجميع ولا تخرج علي المنظومة المُحكمة التي خلق الله الكون في إطارها. فما نعتبره قيداً علي حرياتنا إنما يصون حقوقنا في مواجهة الآخرين. فعجباً لمن يبررون إرهابهم وأعمالهم الوحشية باسم الدين ويتخذون منه ستاراً لها. وهو أبعد ما يكون عنها بل حرمها وجرمها.. يخرج أولئك علي إطاره القويم. ويعتنقون أفكاراً متطرفة ويستندون إلي تفاسير مغلوطة لتحقيق مصالح ضيقة ومآرب شخصية.
إن رسالة الإسلام تلك المنحة السماوية والهبة الربانية التي أنعم الله بها علينا قد أرست قواعد التعايش السلمي بين مختلف الأديان والأعراق.. نظمت علاقات المسلمين بغيرهم في إطار من التقدير والاحترام للتنوع والاختلاف. أرسي النبي الكريم تلك القواعد في تعامله مع يهود المدينة. وفي احتواء المسلمين من غير العرب تطبيقاً لمبدأ أنه "لا فضل لعربي علي أعجمي إلا بالتقوي" وحرص فاروق الأمة الخليفة العادل عمر بن الخطاب علي استمرار تلك القواعد عملاً لا قولاً في عهدته التي أعطاها لأهل بيت المقدس. فأمنهم علي حياتهم وأموالهم وكنائسهم.
وإذا كان لدينا كل هذا التراث من التعاون والتسامح فنجعله دستور عمل وحياة. ونحقق من خلاله إرادة الله الذي ارتضي أن يجمع الخلق كافة علي اختلاف أديانهم وأعراقهم فوق أرضه وتحت سمائه.. من آمن منهم ومن لم يؤمن.. فلماذا لا تتسع الصدور وتستوعب العقول التنوع والثراء في الأديان والمذاهب والأعراق في ربوع وطننا العربي؟!.. ولماذا يسمح البعض باستغلال هذا التنوع سلباً وبتوظيفه من قبل أطراف داخلية وخارجية للقضاء علي الدولة الوطنية في عالمنا العربي والإسلامي؟!.. إننا بحاجة إلي وقفة مصارحة مع أنفسنا لنتبين الفارق الشاسع بين حاضرنا الراهن وماضينا المجيد.
لقد حان الوقت لنحقن دماءنا وننبذ خلافاتنا ونلتفت لمصالح أوطاننا وأمتنا.. نبدأ فصلاً جديداً من التعاون والإخاء والتنمية.
نعلم جميعاً كمسلمين أن رسول الله كان مهموماً بأمته وجعل دعوته شفاعة لأمته يوم القيامة وكان الهادي البشير يريد أن يباهي بالمسلمين الأمم يوم القيامة.. كان ذلك رجاءه وهو في غني عنا.. فماذا قدمنا له ولديننا ولأوطاننا وأنفسنا ونحن أحوج ما نكون إليه؟!.. إن المباهاة لن تكون عن كثرة العدد وإنما بحجم الإسهام في تقدم البشرية.
إن ديننا الحنيف وسُنة نبينا المطهرة طالما أكدا أهمية "إتقان العمل" وأرشدانا إلي أن قيمة الفرد المسلم تقاس بحجم ما يساهم به في تحقيق النفع والمصلحة العامة والارتقاء بأوضاع أمتنا الإسلامية لتتبوأ مكانها اللائق بين الأمم.
إن الأمانة قيمة عظيمة حملها الإنسان.. وتنسحب تلك القيمة العظيمة علي كافة مناحي حياة الفرد المسلم وأهمها الكلمة.. فما بالنا إذا كانت تلك الكلمة تساهم في تشكيل الوازع الديني في نفوس المسلمين. وتملأ عقولهم ونفوسهم إما بنور الإيمان وسماحة الدين أو بأفكار مغلوطة تسيء للدين ذاته قبل أن تسيء إلي من طرحوها واعتنقوها.
فلا شك حينئذ أن أمانتها تتعاظم ومسئوليتها تتضاعف.. وأقول لعلمائنا ودعاتنا الأجلاء استمروا بعزم لا يلين في تصويب الخطاب الديني.. أعيدوه إلي جادة الصواب. وكونوا من بين من قال فيهم رسول الله: "يبعث الله لهذه الأمة علي رأس كل مائة عام من يجدد لها دينها".
فندوا الأفكار الخبيثة والتفاسير الملتوية.. بددوا حيرة العقول واضطراب النفوس.. أبدلوا كل ذلك بيقين راسخ بأن التسامح لا يتعارض مع التدين.. وبأن قبول الآخر لا يتنافي مع الإيمان.. وبأن خير الناس أنفعهم للناس كافة وعلي عمومهم وليس للمسلمين فقط.
اغرسوا محبة الله في القلوب حتي تمتلئ بها.. فلا يبقي فيها مكان لضغينة ولا موضع لكراهية.. أفهموا الجميع أن الله لو أراد لجعل الناس أمة واحدة.. وما ذلك علي الله بعزيز.
السيدات والسادة...
لقد أرسي الإسلام الحنيف مبدأ الشوري. وكان نبينا الصادق الأمين سمحاً متفتحاً لم يتعصب أبداً لرأي ولم يتحزب أبداً لفكر.. وإنما كان يشاور أصحابه ويعلي آراءهم مادامت تحقق المصلحة العامة.
ولقد تطور مبدأ الشوري واقتضت معايير الحداثة والتطور والنمو السكاني أن يتم تشكيل مجالس النواب لتمثل مشاركة شعبية لصانع القرار. تصوغ القوانين وتراقب الحكومات. ولقد أكملت مصر الاستحقاق الرئيسي الثالث لخارطة المستقبل بمشاركة واعية من المرأة المصرية. واختار الشعب مجلس النواب ليكتمل بذلك البناء المؤسسي والتشريعي للدولة المصرية. لتواصل مسيرتها نحو غد أفضل بالتعاون البناء والعمل المشترك بين مختلف السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية.
إلي شعب بلادي أقول: إن تلك المناسبة العظيمة التي تجتمع فيها أرواحنا معاً تمثل فرصة سانحة لأتحدث إليكم مباشرة حديثاً من القلب.. فموقع الرئاسة الذي توليته بإرادتكم الحرة ما هو إلا تكليف وضعني أمام العديد من المسئوليات الجسام التي أدعو الله عز وجل أن يعينني عليها بمساعدتكم.. أود أن أؤكد لكم انني أشعر بنبضكم وبما تعانيه كل أسرة مصرية فقدت أعز ما لديها في معركتنا ضد الإرهاب.. وأؤكد أن الثأر لهم أمانة في أعناقنا وسنؤدي الأمانة بعون من الله وتوفيقه.. وأسعي جاهداً بمعاونة الحكومة وجميع أجهزة الدولة للوفاء بمتطلباتكم.
وفي هذا الإطار جاءت مبادرة توفير السلع الغذائية بأسعار مناسبة في الأسواق المصرية للمساهمة في تخفيف الأعباء عن أهلنا من محدودي الدخل والمواطنين الأولي بالرعاية.. وأؤكد أن كرامة المواطن المصري تعد أحد أهم أركان استقرار الدولة. فالإنسان الذي كرمه العلي القدير من فوق سبع سماوات لا يمكن لإنسان مثله أن ينزع عنه تلك المنحة الإلهية.. فلنعمل معاً علي ترسيخ إطار من الاحترام والتقدير المتبادل بين المواطن وجميع أجهزة الدولة ليحصل كل مواطن علي حقوقه كاملة. ويؤدي واجباته غير منقوصة إزاء الوطن.
وأجدد لكم عهدي أمام الله بأنني سأظل أعمل بتعاونكم وجهدكم.. بدعمكم وبدعوات البسطاء منكم.. من أجل حياة أفضل لنا جميعاً.. نرضي فيها الله عز وجل ونعلي شأن وطننا العزيز.
وختاماً أقول: إن الأديان السماوية تنبع من أصل واحد.. وأن رسالات السماء تواترت لتكمل بعضها بعضاً من أجل تدعيم القيم الروحية وإعلاء المبادئ المشتركة للإنسانية.. ولقد أراد الله العزيز الحكيم أن يكمل لنا ديننا. ويتم علينا نعمته ويرتضي لنا الإسلام دينا.
فلنجدد عهدنا مع الله أن نظل كتلة موحدة ويداً واحدة لتبقي يد الله معنا تظللنا وترعانا وتدفع عن وطننا الشر والسوء.. هدانا الله وإياكم سبل الحق والرشاد وأسبغ علي وطننا نعمه ظاهرة وباطنة.. لتحيا مصر وتبقي زخراً لأبنائها وعزاً لوطنها العربي وفخراً لأمتها الإسلامية.. إنها دعوة صادقة وعزم لا يلين أن نعمل معاً لنكون بحق خير أمة أخرجت للناس.
كل عام وأنتم بخير ومصرنا العزيزة في رفعة وإباء.. وشكراً لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.