«لاعبو كرة القدم يتمتعون بحصانة مختلفة عن التى يمتلكها المسئولون، بعلاقتهم الرفيعة المستوى يخرجون من أى أزمة، رغم القبض عليهم متلبسين أحيانا فى أوضاع مخلة وفى حيازتهم مواد ممنوعة، وكذلك بحوادث تزوير وسرقة وتبديد واعتداء، كما صدر ضد البعض منهم أحكام قضائية نهائية وواجبة النفاذ، وأخرى لا تزال فى ساحة المحاكم.بدلا من أن يكون هؤلاء اللاعبون مثلا وقدوة للجماهير، باعتبارهم من صفوة المجتمع، يصبحون مسجلين خطر وخارجين على القانون، ويصدمون الجميع بتصرفاتهم غير المسئولة، آخرهم، السيد حمدى، لاعب مصر المقاصة، الذى تم إلقاء القبض عليه متلبسا فى كمين شبرا الخيمة، بحيازته موادة مخدرة ومنشطات جنسية، بجانب قيادة سيارة دون ترخيص ودون لوحات، وأيام قليلة وخرج علينا اللاعب بريئا من كل التهم. واقعة لاعب الأهلى السابق تتماثل مع العديد من الوقائع التى لعب فيها الرياضيون دور البطولة، حيث ارتبطت أسماؤهم بحوادث تمس السمعة، وقضايا أثارت جدلا واسعا بعد القبض عليهم، حيث سقط الكثير منهم فى فضائح أخلاقية وسلوكية، قادتهم إلى أقسام الشرطة والمحاكم، على رأسهم لاعب الأهلى وهدافه السابق، محمد عباس الذى أبعدته المخدرات عن الملاعب، بعد وصوله لنجوم السماء خلال الثمانينيات، وأجبر على الاعتزال مبكرًا، حيث تم إلقاء القبض عليها فى 1985 بتهمة الاتجار وتعاطى المخدرات متلبسا. ليست جميع قضايا الرياضيين فى المخدارت فحسب، حيث قضت الدائرة الثانية جنح فى المحكمة الاقتصادية بحبس جمال حمزة، لاعب نادى الزمالك السابق، بتهمة سب وقذف مطلقته، شهرًا وتغريمه 10 آلاف جنيه، وتعويض مؤقت 10 آلاف جنيه. حمزة ليس وحيدًا فى هذه الأزمة، بل تعرض لها أيضا فاروق جعفر، المدير الفنى لمنتخب مصر الأسبق، عندما أصدرت محكمة جنايات الجيزة حكمها ضده بالحبس 3 سنوات فى القضية رقم 170 كلى لسنة 2014 شمال الجيزة، والتى رفعتها زوجته. واتهمت زوجة المدير الفنى بإكراهها على التنازل عن فيلتين بإمبابة وسيارة، ولكن بعد تقرير الطب الشرعى والاطلاع على الأوراق، حكمت المحكمة بالسجن 3 سنوات على فاروق جعفر فى حضوره بمقر المحكمة، بعد ذلك هرب إلى الخليج، إلى أن قضت محكمة النقض بقبول الطعن المقدم منه على حكم حبسه 3 سنوات وإعادة محاكمته، وبدأ فى الظهور خلال الفترة الأخيرة. أزمة «المدام» سببت أزمة لرياضى ثالث، بطلها هذه المرة عمرو زكى، لاعب الزمالك السابق ومنتخب مصر، حيث قضت محكمة جنح قسم أول المنصورة، فى أغسطس الماضى، بالحبس عامين، وكفالة قدرها 2000 جنيه، بتهمة تبديد محجوزات زوجية بمبلغ 15 ألف جنيه من مستحقات زوجته الأولى. قائمة المتورطين لم تنته عند هؤلاء، ففى 11 يونيو 2015، قضت محكمة جنايات القاهرة بمعاقبة مهاجم الأهلى السابق، أحمد بلال، بالحبس 10 سنوات بتهمة التزوير فى محاضر رسمية لشركة سينو جروب للاستيراد والتصدير، كما دخل من ضمن القائمة المحترف المصرى محمد زيدان، حيث قضت محكمة جنايات القاهرة فى نوفمبر 2013، بحبس لاعب الإنتاج الحربى الحالى، وبوروسيا دورتموند وبنى ياس الإماراتى السابق 6 سنوات، بسبب إمضائه على شيكات دون رصيد، لإحدى شركات العقارات المصرية. حتى الأسماء الكبيرة لم تسلم من الفضيحة، بسبب التصرفات الغريبة، وذلك حين أصدرت محكمة جنح مستأنف فى القاهرة الجديدة، حكمًا بتاريخ 30 أكتوبر 2014، بحبس عماد متعب، مهاجم الأهلى، 3 أشهر مع إيقاف التنفيذ، فى اتهامه بالاعتداء على ضابط شرطة. كما أصدرت محكمة جنح قصر النيل حكمًا حضوريًّا بتاريخ 15 أكتوبر 2011 بمعاقبة أحمد حسام ميدو المدير الفنى للإسماعيلى حاليًا، ومحمود عبد الرازق شيكابالا لاعب الدراويش بالحبس لمدة أسبوع وكفالة 10 جنيهات لكل منهما لاتهامهما بالاعتداء على 3 طلاب أثناء التصوير معهما، وإتلاف سيارتهم. قائمة المشبوهين لم تنته عند هذه الأسماء، بل وصلت لعمرو سماكة، الذى انتقل من الترسانة للأهلى، وتوقع له الجميع مستقبلا يفوق مشوار الخطيب وأبو تريكة، إلا أن نجمه انطفأ بعد ثبوت تعاطيه المخدرات خلال تحليل فى مباراة الأهلى الإفريقية أمام شبيبة القبائل الجزائرى، وتم إيقاف اللاعب لمدة 6 أشهر، وإيقافه عن اللعب من قبل الاتحاد الإفريقى. طريق الانحراف لم يتوقف عند إيقاف اللاعب، بل تم إلقاء القبض عليه فى أحد الأفراح بمنطقة إمبابة وهو يدخن الحشيش، لينتهى به الحال خلف الأسوار، بعدما حُكم عليه بالسجن سنتين فى واقعة قتل بالخطأ.