منَ الآفات الكبرى التى شاعت بين المسلمين انتشارُ "قِيل وقال" دون بُرهانٍ ولا دليلٍ، فذلك فتنة؛ لأنَّ تناقُل أحاديث لا أساس لها تغير الصدور وتُفسِد الأُخُوَّة بين المسلمين، وتزيد ما لا يُحصَى من الشرور.ولا يليق بمسلم الاعتماد على الظنّ والتخمين والرجم بالغيب، من غير تثبتٍ، فذلك يحمِل مفاسِدَ عُظمى، ويحمِّل قائلها آثامًا كبرى؛ لذا جاء نهى النبى صلى الله عليه وسلم صريحًا عن تلك المبادئ القبيحة والمسالك المُعوجَّة، فى قوله:- (إن الله كرِه لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعةَ المال). ومن خاف من النار وأراد الجنة انشغل عن القيل والقال. فالواجب على المسلم الحقيقى البُعد عن الخوض مع الخائضين بقيل وقال، وأنَّ النبىَّ صلى الله عليه وسلم قال:- (من قال فى مؤمنٍ ما ليس فيه أسكنَه الله رَدْغَة الخَبال حتى يخرج مما قال). ورَدْغَة الخَبال: عصارة أهل النار. ونهانا الله سبحان وتعالى عن ذلك فقال:- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات:6]، فمن علامات الحماقة تركَ التثبُّت وتصديق الأخبار الواهية والظنون الباطلة وتصيُّد الأحاديث الكاذبة وسوء الظنون بالمسلمين وحملَهم على محاملِ السوء والشكوك. المسلم يجب أن يبتعد عن مجالس السوء ولا يشارك فيها. اللهم انفعنا بما فيه صلاحنا من الهدى والفرقان وأبعدنا عن القيل والقال.