تسعى إسرائيل الآن إلى خلط الأوراق بين الإرهاب والنضال الفلسطينى الشعبى مستغلة أحداث داعش فى باريس فكانت جرائم داعش منذ الشهر الماضى بالنسبه للإحتلال الإسرائيلى هى الفرصة الحقيقية والملاذ الوحيد التى تلعب عليه لإشغال العالم عن جرائمه ضد الشعب الفلسطينى، وليطلق الأمر العنان لمزيد من قتل الشباب والأطفال الفلسطينيين وأسر المزيد منهم ومن نسائهم بسجون الإحتلال من حين لآخر واعتباره إنتقام إسرائيل من الإرهاب الذى وقع فى فرنسا مؤخراً الذى قتل فيه أحد أفراد الفرق الإسرائيلية، بعد أن أعلن قبل موته أنه وقع تحت ضغط فى أحد الحفلات فى فرنسا لمقاطعة السلع الإسرائيلية وحينها أعلن ولاءه لإسرائيل والشعب الإسرائيلى، وإستغلت حينها الموقف للضغط على يهود فرنسا من أجل الهجرة إلى إسرائيل. وازداد الأمر ملاذاً الآن بالنسبة لإسرائيل وأصبح شغلها الشاغل كتابة أخبار بالصحف الإسرائيلية والإعلام الإسرائيلى أنها تحارب تكوين أى قوات لداعش فى قطاع غزة، بعد كشفها عن خليه من خلايا داعش تتكون بداخلها، وأسرعت لتسبق الأحداث وأطلقت عليهم بداعش عرب 48 وأعدتهم نقطة التهديد القصوى للكيان الإسرائيلى الآن لذلك يجهز الجيش الإسرائيلى العتاد، ويقوم بالتدريبات الميدانية لمواجهة ما يزعمه بموجة الإرهاب الجديدة فى قطاع غزة، كما قرر بنيامين نتنياهو مؤخراً سحب الجنسية الإسرائيلية من عرب 48 المنضمين لداعش لربما يتراجعون عما هم فيه ويصبحون عبرة لكل من يفكر فى الإنضمام لداعش ، ومنع عودت كل من يفكر السفر للخارج للانضمام إليهم. واتضح أن ما تقوم به إسرائيل كما وصفته عضو الكنيست العربى فى إسرائيل حنين زغبى هو مجردملاحقه سياسية وليست أمنية لتحويل السعب الفلسطينى إلى شعب خارج عن القانون، فقد قررت إسرائيل كما ذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية إخراج الحركة الإسلامية فى الأراضى المحتلة عن القانون طبقاً لقانون الطوارئ لعام 1945، زاعمة أنها تشكل خطرا على أمنها الآن، وأن هذا فى سياق الحرب الغربية ضد ما تزعمه بالتطرف الإسلامى، إلا أن ما تفعله إسرائيل سيكون من أجل وصم الحركة الإسلامية فقط بالتطرف والإرهاب، وإبطال نشاط الحركة الفاضح لجرائم الاحتلال فى المسجد الأقصى من خلال حركة مرابطين ومرابطات وإعطاء فرصة للمخططات الصهيونية لمزيد من تهويد المقدسات الإسلامية والمسيحية أيضاً. إلا أن الحركة الإسلامية أعلنت رسمياً بأنها لا تربطها أى علاقه بحركة داعش ورداً على إسرائيل فهى ستتوجه بشكوى لكل المنظمات العالمية ومن بينها إسرائيل وتجنيد من يخاطبها بكل اللغات، كما أكدت الحركة أنها مأصلة ولا يمكن اختراقها لأنها تمثل جميع الشعب الفلسطينى وجزءلا يتجزأ من حراكه السياسى. كما كان لوجود منظمة داعش مبرر آخر لإسرائيل لقطع أحبال السلام مع الفلسطينيين والعالم وهذا ما أظهره لقاء نتنياهو وكيرى مؤخراً بالقدس الذى قال فيه نتنياهو إنه «لا يمكن أن يكون هناك سلام فى حين أن العالم يشهد هجوماً إرهابياً»، متجاهلين أى جرائم وقعت على الشعب الفلسطينى وقدم كيرى تعازيه لنتنياهو على مقتل الجنود الإسرائيليين فى الفترة الأخيرة زاعمين أنهم ضحايا للإرهاب، باحين وسائل التعزيز الأمنى بين أمريكا وإسرائيل لمواجهته. وعلى الجانب الفلسطينى، أكد دكتور أيمن الرقب قيادى حركة فتح الفلسطينيه أن لا أحد يستطيع أن ينكر أن هناك علاقة بين داعش وإسرائيل ومن خلال الأحداث المتتالية فى المنطقة يتضح ذلك جليا، فداعش لم ترفع شعارا ضد إسرائيل وهى الدولة العنصرية فى المنطقة كما أنها تحتل أولى قبلتى المسلمين وثالث الحرمين وإسرائيل لم تستنفر جيشها وداعش على تخومها بسوريا والعراق. كما أضاف الرقب أن معظم العمليات التى تحدث يكون لدى اسرائيل معلومات عنها لذلك علاقة حماس بداعش غير مستبعدة ولنقرأ آخرها التقارير القادمة من الغرب عن علاقة أمريكا وإسرائيل بجهة النصرة بسوريا والتى بايعت داعش وأميرها من قبل، وعودة لموضوع عرب العام 48 فإسرائيل تريد أن تتخلص من اى عربى من أرضها بعدة حجج لبناء دولة يهودية خالصة كما تريد وشماعة داعش مهمة لها الآن كما أشار إلى أن اسرائيل لا يحق لها إسقاط جنسية اى عربى من عرب 48 وتستطيع أن تعتقلهم إن أرادت أن تحسابهم على انتمائهم لأى تنظيم، وغير مستبعد ان اسرائيل تسعى من خلال هذا القرار إرسال مجموعة من جنودها المستعربيين للدخول بصفوف داعش والمنظمات الإرهابية فى مهام استخباراتية تحت هذه الحجة، وعلينا جميعا أن ندرك أن دولة الاحتلال الإسرائيلى لاعب مهم جدا فى العبث بالمنطقة لأنها تسعى لتحقيق هدفها بقتل بعضنا البعض وهى تعيش برفاه وأمن بجوارنا.