فيلم حلاق السيدات لعبد السلام النابلسى وكريمة عبد الله فاتنة المعادى.. حيث اشترطت على زوجها إقامة احتفال كبير لطلاقهما ويدعو إليه جميع الأهل والأصدقاء.. فكانت مبالغة فى السخرية والكوميديا وضربًا من الخيال للمؤلف أبوالسعود الإبيارى، ولكن بلد اللامعقول التى تجمع بين العلم والخرافات وبين إباحة القتل والتشريد والتجويع وحق الإنسان فى حياة كريمة.. انتشر فيها هذه الأيام ما كنا نتندر به من حفلات الطلاق وما يقدم فيها من عروض وفقرات متنوعة.. وطبعًا هى الولاياتالمتحدةالأمريكية.. حيث كانت البداية حينما أقامت الممثلة «سكارليت يوهانسون» والمطرب «جاك وايت» حفلتين بمناسبة طلاقهما.. ثم أصابت العدوى كافة المشاهير، وسرعان ما تلقفت شركات دعائية ومتاجر الفكرة وقامت بتصنيع مستلزمات هذه الحفلات.. فمثلا يمكن طلب كعك مدون عليه مطلق حديثا أو مطلقة حديثا باللون الوردى يتشابه عندنا مع كعك العيد.. وزادت نسبة الاستثمارات فى هذه الصناعة بعد إعلان إحصائية تشير إلى أن نصف الزيجات فى الولاياتالمتحدة تنتهى بالطلاق.. ونحن هنا نتحدث عن دولة رأسمالية هدفها الأوحد الاستثمار فى كل شىء حتى بأموال ودائع دول العالم لديها فى تصنيع السلاح ثم بيعه إليها وكذلك احتكار الإنتاج العالمى وطباعة الدولارات بفوائد كبيرة لتضخها فى السوق المصرفى العالمى.. فليس إذًا بغريب عليها أن تتاجر بمأساة الناس وخراب بيوتهم. فتجد أصحاب متاجر المجوهرات صنعوا خواتم مكتوبًا عليها «قلب كسير» مما يشوه تقليدًا رائعًا وإرثًا شعبيًا فى تفرد ربط العلاقة الزوجية بخاتم يحمل الذكرى الجميلة.. وظهرت بشكل واضح فى المدن الكبرى مثل نيويورك ولوس أنجلوس ولاس فيجاس. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فخرج المدونين على الإنترنت يدعون إلى حياة أفضل بعد الطلاق.. وهو بمثابة فعل تحريضى على تدمير الأسرة يعاقب عليه القانون.. فتدعو المدونة «لويس تاريتر» ومؤلفة كتاب «طقوس الطلاق» المرأة إلى النهوض والمضى قدما فى حياتها بعد الطلاق ولابد من الاحتفال بهذا اليوم الجميل بطريقة ما مثلما نفعل فى حفلات أعياد الميلاد وحفلات الزفاف. جميل ما تدعو إليه هذه المدونة فى النصف الأول من كلامها من تدعيم نفسى للمطلقة للخروج من أزمتها.. ولكن مكروه ومذموم أن نهمش خطورة القضية الاجتماعية ونختزلها فى حفلة.. وقد وصفها رسول الله (?) فى قوله: «إن أبغض الحلال عند الله الطلاق».. والجميل أيضا فى المجتمع الأمريكى أن نسمع عقلاء يرفضون هذه الظاهرة الغريبة وينتقدها. وأتضامن مع تشبيه أحد المعلقين على داعمى ظاهرة حفلات الطلاق كأفعال المشعوذين والسحرة للتفريق بين المرء وزوجه.. ودائما عندما تنطلق الشرارة الأولى لأى مبادرة من الدولة العظمى، تتلقفها بسرعة الدول الأخرى.. فبريطانيا أطلقت نظامًا جديدًا عبر الإنترنت لتسهيل إجراءات الطلاق تحت عنوان «افعل ذلك بنفسك» وتهدف الفكرة إلى أن تكون المحكمة الملاذ الأخير لفض النزاعات الزوجية وقضايا الطلاق.. ونحن لا نختلف مع مضمون الفكرة ولكن إباحة عرض المشاكل الخاصة على العامة أمر غير مقبول ويبيح للهاكرز وأصحاب النفوس السيئة التلاعب بهما مما يزيد الأمور تعقيدًا.. وهذه المجتمعات الغربية لا تحتاج مزيدًا من التفكك الأُسرى.. والحل الأمثل فيما حددته التقاليد والأعراف وما نص عليه كتاب الله.. والسؤال لماذا لا تكون الفكرة عرض وسائل وطرق لتيسير الزواج عبر الإنترنت تحت إشراف الجمعيات المدنية والهيئات الاجتماعية الحكومية ورجال الأعمال، مع تقديم كافة السُبل لعلاج أسباب الخلاف ويكون آخر المطاف اللجوء إلى التفريق بأقل الأضرار. Qqq n وهذه دعوة لكافة مجتمعات الكرة الأرضية للحد من ظاهرة الطلاق التى أصابتها فى مقتل.. فكوريا الجنوبية الدولة المقتدمة تعانى من تكرار طلاق كبار السن إلى أن وصل إلى أرقام فلكية.. وأرجو أخيرًا ألا نستورد هذا الهوس فكفى مجتمعاتنا العربية تقليعات شاذة.