وسط انشغال المصريين بمتابعة أخبار تفجيرات باريس الإرهابية ومحاصرة السياحة إلى شرم الشيخ.. مر هذا الخبر مرور الكرام ولم يلتفت إليه أحد رغم أهميته المطلقة وهو إطلاق الرئيس عبد الفتاح السيسى بنك المعرفة المصرى مدشنًا وراعيًا لجهود المجلس التخصصى للتعليم والبحث العلمى وكنت أتصور أن برامج «التوك شو» التائهة سوف تستضيف فى المساء أعضاء هذا المجلس من خير علماء مصر لشرح تفاصيل المبادرة الرئاسية وبيان أهميتها لمصر والمصريين وهو ما لم يحدث ولن يحدث! إن مبادرة الرئيس بإطلاق هذا البنك تأتى انطلاقًا من الإيمان بأهمية العلم والذى هو الباب السحرى لحل كل مشكلات الحياة اليوم وغدًا وسوف يرتقى بمصر وهى تحتل الآن المركز ال 42 بين دول العالم فى الإنتاج العلمى ويصل بها إلى مصاف الدول الكبرى والمتقدمة. البنك الجديد كما جاء فى البيان الرئاسى سوف يعمل على إتاحة المحتوى العلمى والبحثى والتعليمى لعموم الشعب المصرى وهو ما يعنى ويضمن تطوير المناهج، والتواصل مع أحدث ما وصل إليه العلم وخفض تكلفة البحث العلمى والتى كانت تكلف الباحث المصرى مالا يقل عن 5 آلاف جنيه للاطلاع على 25 بحثًا قبل البدء فى تنفيذه وتهديد عرش الكتاب الخارجى بالنسبة للتعليم قبل الجامعى ونهاية عصر الكتاب المدرسى بحلوه ومره وضرب الدروس الخصوصية التى أفسدت التعليم الجامعى وقبل الجامعى فى مقتل وإنهاء أزمة الكتاب الجامعى الذى يذل به الأستاذ أعناق تلاميذه ويفرضه عليهم قهرًا وقسرًا فالبنك سوف يتيح الوصول من موقع خاص على الإنترنت ومجانًا للمصريين إلى المواد البحثية والتعليمية والعلمية فى صورة رقمية سواء كانت هذه المواد نصوصًا أو صورًا أو فيديوهات وأبحاثًا أو أوراقًا علمية أو كتبًا كاملة إضافة إلى قواعد البيانات والمواصفات القياسية والصناعية فى كل التخصصات العلمية. بنك المعلومات المصرى إنجاز علمى ضخم سوف يشعر به المصريون مستقبلًا وإن مر عليهم الآن مرور الكرام!!