بعد صدور مجلة أكتوبر التى صدرت فى 31 أكتوبر عام 1976 فى ثوب جديد على الصحافة المصرية والعربية مثلت قفزة وطفرة فى الشكل والمضمون أثارت شهية الباحثين الأكاديمين للبحث والدراسة فى صحافة المجلات .. لأنها كانت أول مجلة مصرية تستخدم الجمع التصويرى وأيضا طباعة الأوفست وهو ما يسمح بإمكانيات إخراجية وتصميمات تيتعد عن الأساليب الكلاسيكية فى الإخراج وتعطى المخرج الصحفى فرصا واسعة فى التنفيذ. وقد كان من أول اهتمامات الزميلة سميحة إدريس البحث فى تصميم المجلات حيث إنها كانت علم جديد فى الدراسات الأكاديمية وللأسف لم يكن هناك مراجع بالعربية سوى مرجع علمى واحد فى هذا الفرع من العلوم الصحفية والذى كان يعد من الدراسات الصعبة فى مجال الإعلام فى هذا الوقت. وقد اهتمت الباحثة منذ تخرجها بتصميم المجلات ولكن رفض وقتها الكاتب الكبير أنيس منصور أن تعمل فى قسم الإخراج بالمجلة لأن كل العاملين كانوا من الرجال حيث إن العمل يستلزم السهر والعمل كثيرا ليلا ولكنه شجعها على الدراسة الأكاديمية بل إنه عرض عليها التفرغ وبمرتب كامل لإنجاز بحث الماجستير فى إخراج المجلة العامة مع دراسة تطبيقية على مجلة أكتوبر عامى 1976و1978 .. وقد تم ذلك واستغرق البحث عامين متواصلين فى إعداد الدراسة التىكانت باكورة الدراسات فىعلم التصميم للمجلة العامة بتقدير ممتاز مع توصية بطبع الرسالة على نفقة الجامعة. وكان الكاتب الكبير أنيس منصور أول المهنئين بالنتيجة الرائعة التى حققتها الباحثة. والدراسة شملت قسمًا نظريًا وقسمًا تطبيقيًا.. وقدمت لأول مرة دراسة تاريخية وتيبوغرافية للمجلات المصرية والأجنبية منذ صدور أول مجلة فى العالم وهى مجلة جورنال «دى سافان» الفرنسية حيث تعد فرنسا هى موطن المجلات فى العالم .. ثم صدرت أول مجلة مصرية بعدها بقرنين من الزمان «مجلة يعسوب الطب»، كذلك قدمت الدراسة الشكل الأول للغلاف الذى خلا من الصورة فىبداياته ومع تطور الطباعة قدمت الغلاف بعناصره الحالية من شعار وصورة وعناوين. وقد أثبتت الباحثة أثناء دراستها للماجستير والدكتوراة أن المجلة فى مصر والعالم العربى هى شخصية رئيس التحرير من حيث القوة والضعف وكذلك من حيث النجاح أو السقوط غير الصحف اليومية التى تكون لا تتغير شكلا ولا مضمونا بتغير رئيس التحرير. وقد أضفت شخصية الكاتب الكبير أنيس منصور شخصية خاصة لمجلة أكتوبر وعلى غلافها وصفحاتها فقدم أبوابا جديدة على الصحافة المصرية واهتم بالكتب المترجمة ونشر السلاسل اوالقصة والرواية إلى جانب كتاباته المتميزة التى كان ينتظرها القراء أسبوعيا .حتى أن وصل توزيع المجلة مائتى ألف نسخة أسبوعيا فى أنحاء العالم. وفى رسالة الدكتوراة قدمت الباحثة فى أطروحتها التى حصلت عليها بمرتبة الشرف الأولى رؤية جديدة من خلال الدراسة والبحث والعديد من المراجع العلمية فى التسعينيات من القرن الماضى حيث إن التصميم وهو أحد أجنحة العمل الصحفى أداة توصيل الكلمات أصبح له فلسفة وتفكير علمى مرتبط بالرؤية التشكيلية للعصر الذى نعيش فيه وذلك من خلال المذاهب الفنية مثل التجريدية أو السيريالية أو التكعبية، وبطبيعة الحال المدرسة الفنية السائدة . ولهذا يجب أن يكون المصمم والمحرر فريقا واحدا يمتلكون الموهبة واللمسات التكنيكية التى تحتاج إليها المجلة .. وفى هذا توصلت الباحثة أن للمجلة 6 واجهات إخراجية كما حددها أستاذ الإخراج الصحفى الأميريكى jan v white عام 1992وهى( الغلاف – الافتتاحية – صفحة المحتويات –الأبواب الإخبارية – الأبواب الثابتة –صفحات التحقيقات ) . ولم تحدد بهذا الشكل العلمى من قبل إنما ما كان يتم كان يتم بشكل اجتهاد من مخرجى الصفحات. وفى هذه الأطروحة التى قدمتها الباحثة د. سميحة إدريس دراسة نظرية تأصيلية لكل القوالب التحريرية فى المجلة من خبر إلى قصة خبرية – إلى تحقيق صحفى إلى الأحاديث الصحفية بأنواعها – إلى فن المقال والحملة الصحفية والدراسة وكل ما يمكن تناوله على صفحات المجلات وبخاصة المجلة ذات المضمون المتنوع الذى هو محل البحث، وقدمت التعريفات والمصطلحات العلمية واستعانت بالقواميس ودوائر المعارف البريطانية والأمريكية وحتى يستطيع العاملون فى الميدان الصحفى الاستفادة بكل ما تقدمه هذه الأطروحة من حلول عملية وعلمية جديدة وحديثة قابلة للتطبيق وليست مجرد نظريات توضع على الأرفف. وكان من نتائج الدراسة أن مجلة أكتوبر تميزت بملامح خاصة بها ومنذ صدورها فهى مجلة عربية ومصرية سياسة واجتماعية كما جاء فى ترويستها, ومجلة آخر ساعة مجلة مصورة سياسية، أما مجلة التايم فهى مجلة خبرية عامة. التبويب فى مجلة التايم تبويب جغرافى موضوعى كذلك فى مجلة آخر ساعة بينما اختلف فى مجلة أكتوبر فهو تبويب موضوعى. تلجأ المجلات العالمية والأمريكية والأوربية إلى قاعدة هامة أنه كل خمس سنوات ضرورة التغيير فى التحرير والإخراج منعا لملل القارئ واكتساب قارئ جديد، وهذا لا يحدث فى مصر إلا بتغيير رئيس التحرير بآخر. وحول أساتذتها، تقدمت الباحثة بالشكر والعرفان لكل من دعمها ووقف إلى جوارها من أساتذتها مشرفى البحث د. نوال عمر والأستاذ سعيد إسماعيل يرحمهما الله مؤكدة أنهما قدما لها كل النصح والعون وكل المشورة العلمية للانتهاء من بحث الماجستير والدكتوراة على أكمل وجه، كذلك الأستاذ الكبير والكاتب الراحل انيس منصور والذى كان من أول الفرحين بهذه الأبحاث. ومن زملائها، قالت الباحثة أشكر زملائى الذين أمدونى بالمعلومات القيمة فى سكرتارية التحرير الفنية ومنهم على قيد الحياة ومنهم من توفاه الله، لكن لا بد من أعطاء كل ذى حق حقه .وأشكر أخى يرحمه الله الذى كان معى خطوة بخطوة فى إعداد هذه الأبحاث مشجعا ووفر لى كل دعم مادى ومعنوى، وكذلك والدى ووالدتى يرحمهما الله.