تقرر ان ينعقد فى بغداد المؤتمر العربى السادس للبترول فى العام القادم وفى مقدمة الأعمال التى سيناقشها المؤتمر موقف سياسة البترول العربية من القضايا التى تواجه الوطن العربى وخاصة قضية فلسطين. وقد اعدت أمانة المؤتمر عدة بحوث اشتركت فى بعضها الإدارة الاقتصادية بالجامعة العربية حول استغلال البترول العربى فى قضية فلسطين. ومعظم البحوث والمناقشات التى ستتناولها اعمال المؤتمر فى الجانب السياسى تدور حول سؤال واحد هو: كيف يمكن استخدام البترول العربى كسلاح فعال فى معركتنا ضد قوى الاستعمار؟ وقبل الإجابة عن السؤال هناك حقائق كشف عنها واحد من البحوث المقدمة للمؤتمر تقول: إن بترول المنطقة العربية دايوان يتدفق إلى أوروبا بمعدل 120مليون طن سنويا.. وهذه الكمية تمثل 80% من احتياجات بلدان أوروبا... إن زيادة استهلاك البترول فى أوروبا تقدر بحوالى 15% سنويا يعتمد فيها على إنتاج الشرق الأوسط... إن احتياطى البترول فى المنطقة العربية يمثل 75% من احتياطى البترول فى العالم... إن البترول الأمريكى رغم زيادة إنتاجه بنسبة 10% قد فشل فى مواجهة احتياجات أوروبا عقب إغلاق قناة السويس عام 1956 وظلت أوروبا تعانى عجزًا يوميًا قدره 300 ألف برميل وهو ما يعادل 15% من احتياجات السوق الأوروبية. ومن هنا يأتى السؤال الذى سيكون محل نقاش فى أكثر من جلسة من جلسات المؤتمر وهو كيف يمكن استخدام سلاح البترول العربى؟ هل تمنع الحكومات شركة البترول من تصدير الخام الأسود إلى أوروبا إذا لزم الأمر؟ هل يؤمم البترول؟ وإذا حدث ذلك كيف يواجه الغرب الأزمة؟ والإجابة جاءت فى تقرير لأحد خبراء البترول العرب الذين شاركوا فى الاجتماعات: إن الغرب يدرك تمامًا أن احتمال استخدام سلاح قطع البترول عن أوروبا ليس بعيدًا.. وأن المعلومات المتوفرة لدى دول السوق الأوروبية تؤكد أنه من الممكن زيادة انتاج بترول إيران لمواجهة الموقف وفى نفس الوقت تدرك الدوائر الغربية انه فى حالة قيام حرب ستجد بعض الحكومات العربية نفسها مضطره إلى اتخاذ مواقف حاسمة تحت الضغوط المختلفة التى يمكن أن تقع عليها حتى الأماكن التى يسيطر عليها الاستعمار الأجنبى على الخليج العربى. عبد الله الطريفى خبير البترول العربى والذى أعد عدة بحوث عن تنظيم العائدات وتأميم البترول يقول إن تأميم أى دولة للبترول لن يجدى نفعًا.. فالمسألة لا تتعلق بدولة وحدها دون الأخرى.. فإذا أمم مثلاً العراق بتروله فهناك بترول يتدفق على الغرب من الدول الأخرى.. ويصبح العراق هنا هو الخاسر.. إن تأميم البترول يتطلب عملاً جماعًيا بحيث يتم على مستوى كل الدول العربية المنتجة للبترول فباستطاعتها مجتمعة أن تؤثر. أما فى حالة الحرب أو الدخول فى معركة فلا شك أن القوى الشعبية والوطنية سيكون لها التأثير الأول.. واعتقد أن سلاح البترول سيكون من أخطر الأسلحة فى هذا الوقت بالذات.