الشفقة من أبرز صفات المسلمين. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:- «ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادِّهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى عضو تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى» ومن معانيها التراحم و التواد ، وقد وصف الله تعالى الصحابة رضي الله عنهم بهذا الخلق فقال:-{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح -29]. وإنَّ من أجلِّ نعم الله علينا أن نكون من المرحومين، قال تعالى:- {لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [آل عمران/157].ولن ينال رحمة الله إلا الذين امتلأت قلوبهم بالرحمة للناس. فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال:- {ارحموا ترحموا، واغفروا يغفر لكم} ولوحظ أن المسلمين قد تغيروا كثيرا، لم تعد هناك رحمة ولاشفقة، أصبحت القلوب قاسية لا تعرف معنى للرحمة ولا كيف يستعملونها، فلماذا؟ فالناس في حاجة إلى الرحمة، والبشاشة والوُدٍّ والحلم فبالله عليك لماذا الكره والقسوة؟ لماذا أصبح الناس قساة القلب؟ لماذا أصبح الكل انانيًّا يرعى مصالحه فقط؟ فمن لا يَرحم لا يُرحم، فالذى خلا قلبه من الرحمة والشفقة شقيٌّ بعيد عن الله، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال:- «لا تنزع الرحمة إلا من شقي» وكيف لا يكون شقيًّا وقد حُرم رحمة الله؟ مصداقًا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يرحم الله من لا يرحم الناس»، اللهم اجعلنا من الرحماء ولا تجعلنا من غلاظ القلوب.