أعلنت شركة إينى الإيطالية عن تحقيق أكبر كشف للغاز الطبيعى «شروق» فى المياة العميقة بالبحر المتوسط فى منطقة امتياز شروق بالمياه الاقتصادية المصرية والتى تم توقيع الاتفاقية البترولية الخاصة بها فى يناير 2014 مع وزارة البترول والشركة القابضة للغازات (إيجاس) بعد فوزها بالمنطقة فى المزايدة العالمية التى طرحتها إيجاس. جاء ذلك خلال التقرير الذى تلقاه المهندس شريف إسماعيل وزير البترول والثروة المعدنية من رئيس شركة إينى حول نتائج الكشف الجديد الذى أوضحت المعلومات السيزمية والبيانات أنه يتضمن احتياطيات أصلية تقدر بحوالى 30 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعى (تعادل حوالى 5ر5 مليار برميل مكافئ) ويغطى مساحة تصل إلى 100 كيلو متر مربع وبذلك يصبح الكشف الغازى «شروق» أكبر كشف يتحقق فى مصر وفى مياه البحر المتوسط ، وقد يصبح من أكبر الاكتشافات الغازية على مستوى العالم. والكشف الجديد تم حفره فى عمق مياه 1450 مترا ووصل إلى عمق 4131 مترا ليخترق طبقة حاملة بالهيدروكربونات بسمك حوالى2000 قدم (تعادل 630 مترا) من صخور الحجر الجيرى من عصر الميوسين، كما يتضمن تركيب الكشف طبقة أعمق واعدة من العصر الكريتاوى وسوف يتم حفر بئر أخرى فيما بعد للوصول إلى هذه الطبقة، وستقوم شركة إينى باستكمال أنشطة الحفر أوائل العام القادم بحفر 3 آبار لسرعة تنمية الكشف على مراحل بالاستفادة من البنية الأساسية المتاحة، ومن المخطط أن تستغرق عمليات تنمية الكشف حوالى 4 سنوات ليسهم بشكل كبير فى تلبية احتياجات الاستهلاك المحلى من الغاز الطبيعى. وتجدر الإشارة إلى أن شركة إينى تدرس حالياً عدة بدائل من أجل ضغط البرنامج الزمنى لتنمية الكشف ليكون فى فترة زمنية أقل من المعلنة. وأكد المهندس شريف إسماعيل وزير البترول والثروة المعدنية أن هذا الكشف المهم هو أحد النتائج الإيجابية للاتفاقيات البترولية التى تم توقيعها خلال العامين والنصف الماضيين والتى بلغت 56 اتفاقية باستثمارات يصل حدها الأدنى إلى أكثر من 13 مليار دولار وحفر254 بئراً بحد أدنى، بالإضافة إلى 21 اتفاقية جديدة وتعديل فى المراحل النهائية للإصدار. وأضاف أن الكشف يفتح آفاقاً جديدة لاكتشافات أخرى ويؤكد أن منطقة البحر المتوسط بمصر من أهم الأحواض الترسيبية الحاملة للغاز الطبيعى على المستوى العالمى ويؤكد أيضاً أن مصر دولة واعدة، ويسهم الكشف الذى تحقق فى جذب المزيد من الاستثمارات لتكثيف عمليات البحث والاستكشاف لدعم الاحتياطيات وزيادة معدلات الإنتاج التى توليها وزارة البترول أهمية أولى فى إطار هدفها الاستراتيجى لتأمين احتياجات البلاد من المنتجات البترولية والغاز الطبيعى. وأكد رئيس شركة إينى على أهمية الشراكة الاستراتيجية لمصر الممتدة طوال فترة عملها بمصر على مدى أكثر من 60 عاماً ويمثل إنتاجها حوالى 30? من إجمالى إنتاج مصر من الزيت الخام والغاز مشيراً إلى أن الكشف الجديدة سيحقق تحولاً محورياً فى سيناريو الطاقة فى مصر. وأضاف الدكتور حسام عرفات رئيس غرف المواد البترولية أن الاكتشاف الذى حققته شركة إينى الإيطالية من الغاز يعد نقلة حضارية لمصر ومنطقة الشرق الأوسط لأنه يمثل أكثر من نصف الغاز المتاح فى مصر، فضلا عن الدفعة القوية للاقتصاد القومى نتيجة لتوفير العملات الصعبة التى نستورد بها من الخارج. إضافة إلى زيادة الاستثمارات الخارجية فى مجال البترول والتنقيب وتفعيل الكثير من الاتفاقيات بين الشركات المصرية وكبرى الشركات العالمية العاملة فى مجال التنقيب عن البترول. وأضاف عرفات أن هذا الاكتشاف سوف يوفر كميات من الغاز لتصل إلى الاكتفاء الذاتى حتى 2050 وخلال الفترة التى يعمل فيها الحقل من 2015 حتى 2019 يستهلك من الناتج المحلى إضافة إلى الشحنات التى تعاقد عليها قطاع البترول خلال الزيارة الأولى والثانية للرئيس عبد الفتاح السيسى لتصل إلى أكثر من 100 وهذا يكفينا إلى أن نضع الحقل الجديد على خريطة الانتاج وطالب الدكتور حسام عرفات قطاع البترول والحكومة المصرية أن يحسن استغلال تلك الاكتشاف فى توليد الكهرباء وزيادة الصناعات البتروكيماوية لأنها تمثل قيمة منافسة تصل إلى عشرة أضاف سعر الغاز وخاصة أن صناعة البتروكيماويات من الصناعات المهمة التى تمثل قيمة مضافة لا تتوفر فى كثير من الصناعات وخاصة أننا مقدمون على مشروع عملاق وهو تنمية محور قناة السويس وحذر عرفات من استخدام الغاز فى الصناعات التى لا تمثل قيمة مثل صناعة الحديد والأسمنت والتى تكلف الدولة كثير من الأموال فارق الدعم فى أسعار الغاز فى توريد الغاز لتلك المصانع.