صاحبة السعادة إسعاد يونس أعادت جيلًا كاملًا من نجوم ونجمات الغناء فى الثمانينيات والتسعينيات إلى الذاكرة، واستضافتهم من خلال برنامجها الناجح على إحدى الفضائيات، فغنوا وأطربوا المشاهدين وذكرونا بأيام جميلة، كان "شريط الكاسيت" فيها هو الحصان الرابح والدجاجة التى تبيض ذهباً لشركات الإنتاج الموسيقى قبل أن يتبدل الحال ويتحول الشريط إلى "سى دى" و"دى فى دى"، ويظهر غول الإنترنت ويضرب صناعة الأغانى والموسيقى فى مقتل بسسبب شبح القرصنة الذى يخيم على تلك الصناعة منذ سنوات ويهددها بالبوار والانقراض. وبحسبة بسيطة يمكننا أن نتوصل للمبلغ الذى يحققه إجمإلى مبيعات الألبوم الواحد لأى مطرب، فمتوسط توزيع الألبوم هو 30 ألف نسخة، فيما عدا نجوم ونجمات الصف الأول مثل عمرو دياب وإليسا ومحمد منير، وبالتالى لا يتعدى العائد الإجمالى الذى يحققه الألبوم نحو نصف مليون جنيه، فى الوقت الذى تتجاوز تكلفته فى بعض الأحيان المليونى جنيه ينفقها المطرب وهو يعرف من البداية أنه لن يستطيع أن يجمع حتى ربعها، وهو ما يجعلنا نتساءل عن سبب تلك العروض المغرية التى تتسابق شركات إنتاج الكاسيت فى تقديمها للمطربين، فمعظم الجهات الإنتاجية مثلا تتسابق للفوز بتوقيع مطربين مثل هيفاء وهبى ونانسى عجرم ومحمد حماقى وحسام حبيب ولؤى وهشام عباس وغيرهم من المطربين المعروف أن ألبوماتهم لا تغطى تكلفتها الإنتاجية. والحقيقة أن الشركات تعوض هذه الخسارة من خلال بند موجود فى معظم عقود الإنتاج والخاص بتولى الشركة إدارة أعمال المطرب وتنظيم حفلاته الغنائية مقابل نسبة من هذه الحفلات تصل إلى 50%.. هذا الشرط لم يعد اختياريا فى العقود، وهو ما يجعل تلك الشركات تتعاقد مع المطرب، وهى تعرف منذ البداية أنها لن تجنى من وراء ألبومه أى مكاسب مادية، والسبب أنها متأكدة أنها ستحقق الملايين من وراء حفلاته! وبالطبع يستثنى من هذه الشروط «السوبر ستارز» من المطربين مثل عمرو دياب وإليسا وماجدة الرومى، بينما يبقى المطربون الجدد مثل حسام حبيب وأحمد فهمى وماريا وحاتم فهمى وجنات وإيساف وشذى تحت رحمة بند (إدارة الأعمال) الموجود فى عقدهم مع الشركة، وفى حال فشلت الشركة فى إقناع المطرب بهذا البند تتفق معه وقتها على أن ينتج الألبوم بنفسه، وكذلك الكليبات وتكتفى الشركة بتوزيع الألبوم مقابل نسبة من المبيعات، وبالتالى يتحمل المطرب أو المطربة الخسائر، وهو السبب وراء غياب أصوات مثل محمد الحلو ومدحت صالح وعلى الحجار وغيرهم عن الساحة الغنائية طوال هذه السنوات.