بعد مباحثات ثنائية استمرت قرابة اليومين الأسبوع الماضى بين مسئولين فى الكوريتين الشمالية والجنوبية تم التوصل إلى اتفاق يقضى بنزع فتيل الحرب بينهما بعد صراع ملتهب شهدته المنطقة الحدودية بين البلدين منذ مطلع أغسطس الجارى. التصعيد الأخير بدأ بعد إصابة جنديين من الجيش الكورى الجنوبى ببتر فى القدمين بسبب انفجار ألغام زرعت على الحدود فى المنطقة العازلة بين البلدين، واستنتج المحققون فى كوريا الجنوبية أن هذه الألغام تم تصنيعها فى كوريا الشمالية وزرعتها فى المنطقة العازلة عن عمد، وهو الأمر الذى نفته بيونج يانج، واقتداء بالفكر النازى فى الحرب العالمية الثانية قامت سيول بالرد على تلك الاستفزازات ببث دعاية سياسية ضد قيادة بيونج يانج عبر مكبرات الصوت التى أقامتها على الحدود لتبدأ بذلك ما يسمى بالحرب النفسية، ثم تبعتها بمناورات عسكرية مشتركة مع الجيش الأمريكى انطلقت فى السابع عشر من أغسطس، وهو ما أثار استياء عميقا من جانب بيونج يانج التى قامت بالرد عن طريق إطلاق صاروخ استهدف إحدى مكبرات الصوت التابعة لكوريا الجنوبية، عندها بدأت التصريحات والتهديدات الشفهية من كلا الجانبين تتحول إلى أفعال رسمية حيث أمر زعيم كوريا الشمالية «كيم جونج اون» القوات المسلحة برفع درجة تأهبها، وبدأت القذائف ودانات المدافع المدوية تتطاير لتعلن عن جدية كلا الكوريتين، وأنهما على استعداد تام لبدء الحرب. وفى ظل هذه الأحداث الملتهبة، وجهت بيونج يانج إنذارًا إلى جارتها الجنوبية حددته بمهلة زمنية هددتها فيه بأنها سوف تقوم بشن عملية عسكرية كبرى إذا لم تتوقف عن بث أنشتطها الإعلامية المغرضة على حد وصفها، فيما جاء رد سيول سريعا بتصريح مقتضب لرئيسة كوريا الجنوبية بارك غيون قائلة إن الدعاية الموجهة لكوريا الشمالية عبر مكبرات الصوت سوف تستمر حتى تقدم اعتذارا عما سببته الألغام من إصابة جنديين من جيشنا، وقبل أن تنتهى المهلة الزمنية المحددة بدأت مباحثات ثنائية مشتركة فى قرية بانمونغوم الحدودية داخل المنطقة منزوعة السلاح التى تفصل الكوريتين وخلصت إلى رفض بيونج يانج الاعتذار عن انفجار الألغام وإصرارها على أنها لم تقم بزراعتها، ولكن فى نفس الوقت أعربت عن أسفها الشديد لإصابة الجنديين، بينما وافقت كوريا الجنوبية على وقف حملات الدعاية الموجهة ضد كوريا الشمالية مقابل إنهاء بيونج يانج حالة الاستنفار العسكرى. كما اتفق البلدان بالتعاون مع الصليب الأحمر على استئناف العمل ببرنامج لم شمل العائلات التى تفرقت بسبب الحرب بين الكوريتين 1950 - 1953. واتفقت الكوريتان كذلك على إجراء اتصالات بين المسئولين الحكوميين من البلدين من أجل تحسين العلاقات بينهما فى أسرع وقت ممكن وإجراء حوارات ومشاورات من أجل تفعيل التبادلات المدنية فى مختلف المجالات فى المستقبل. من جانبه، ثمن الأمين العام للأمم المتحدة «بان كى مون» النتائج التى توصلت إليها الجارتان، وأعرب مون، وهو وزير خارجية كورى جنوبى سابق ،عن أمله أن يقود الحوار إلى استئناف المحادثات حول حل القضية النووية.