مروة السلحدار.. فتاة استطاعت أن تكتب اسمها بحروف من ذهب فى تاريخ البحرية المصرية العربية، فهى أول قبطانة مصرية والأصغر على مستوى العالم، وأصبحت قدوة لكثير من بنات جيلها واستطاعت بجرأتها دخول مجال البحرية أن تفتح المجال لكثير من الفتيات لخوض تجارب شاقة لم تكن تصلح إلا للرجال فبعد التحاقها بشعبة النقل الدولى بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى قررت خوض تحد مع نفسها حين قررت الانتقال إلى شعبة الملاحة البحرية واجتازت جميع الاختبارات وحصلت على «لائق» مما أهلها للالتحاق بالشعبة التى رغبت بها كما تغلبت على الصعوبات التى واجهتها أثناء الدراسة فى فترة التدريب وشاركت فى الإبحار على متن عايدة «4».. «أكتوبر» التقت هذه الفتاة المصرية لتتعرف منها على تفاصيل أكثر..? ماذا كان موقف الأسرة عندما أخبرتهم برغبتك فى الانتقال إلى شعبة الملاحة البحرية بالأكاديمية؟ ?? فى البداية عارض والدى ممدوح السلحدار خوفا علىّ لأنى البنت الوحيدة ولأن الدراسة فى هذا المجال صعبة وشاقة وعملية أكثر ولكنه اقتنع عندما حضر حفل تخرجى وشعر بمدى حلاوة الإنجاز الذى قمت به وهو تحقيق حلمى أن أكون قبطانة، أما والدتى فقد كانت داعمة لى منذ اللحظة الأولى كما شجعنى شقيقى الأكبر القبطان مروان السلحدار على دخول مجال الملاحة وكان داعما لى فى كل خطوة. ? ما الصعوبات التى واجهتها أثناء الدراسة ثم فى مجال التدريب؟ ?? كنت الفتاة الوحيدة وكان برفقتى فى الدراسة فتيات من جيبوتى وزامبيا وكينيا ومن عدة دول أوروبية وبالطبع التعامل مع الفتيات يكون له سمات خاصة أولا لتوجههن للدراسة فى هذا المجال الصعب، وثانيا لتواجدهن إلى جوار الزملاء من الرجال سواء فى الدراسة أو فى مجال العمل وهذا أمر غير معتاد لأن هذا المجال كان مغلقا فقط على الذكور. وفى بداية الأمر كان زملائى من الرجال غير متقبلين لفكرة أن تدرس وتتدرب إلى جوارهم فتاة إلا أنه مع الوقت بدءوا يتقبلون الأمر بالإضافة إلى ذلك كانت هناك صعوبات أخرى كحصولى على جواز سفر بحرى وكذلك عند القيام بالتدريبات العملية كقفزة الثقة وقفزة الحريق وغير ذلك من التدريبات الشاقة بالإضافة إلى ضرورة الالتزام بعدد من الضوابط وإرشادات السلامة نظرًا لأنى فتاة. وعلى الرغم من تلك الصعوبات إلا أنى كنت أحظى برعاية شقيقى القبطان مروان السلحدار وكذلك د. عاصم عشماوى مسئول شئون الطلبة بالأكاديمية العربية حيث يعتبر الأب الروحى لى فكان يعاملنى كإبنة له حيث كان دائم الرعاية لى. ? ما هى علاقتك برؤساء الأكاديمية العربية؟ ?? عاصرت ثلاثة رؤساء للأكاديمية العربية للعلوم.. الأول هو د. جمال مختار مؤسس الأكاديمية وهو عَلَم من أعلام مصر ورمز للبحرية فى العالم العربى لأنه بالإضافة إلى أنه مؤسس الأكاديمية فهو محتضن للشباب ومشجع لهم وكان له فضل كبير فى قبولى للالتحاق بالأكاديمية بعد أن اجتزت كل الاختبارات ثم جاء د.محمد فرغلى وهو صاحب إنجازات عظيمة أهمها القبة السماوية ثم د. إسماعيل عبد الغفار الرئيس الحالى للأكاديمية وقد عمل على تطوير الأكاديمية وطور بها الدراسة اللوجستية وهم جميعا بالإضافة إلى القباطنة الذين ساندونى أثناء الدراسة أعتبرهم عائلتى وأتشرف بهم. ? ما أجمل المواقف التى مررت بها فى الأكاديمية؟ ?? فى حفل تخرجى من الأكاديمية قام د. إسماعيل عبد الغفار رئيس الأكاديمية بتوجيه الدعوة الرسمية للدكتور جمال مختار لحضور حفل تكريم دفعتى وفى ذلك الوقت كان د. جمال مريض وحضر الحفل رغم سوء الأحوال الجوية فى ذلك الوقت حيث كان د. إسماعيل فى استقباله للترحيب به وبعد انتهاء الحفل تم استدعاء الإسعاف داخل الأكاديمية للدكتور جمال وقد شعرت بالفخر والسعادة لأن فى ذلك الحفل قدمت أنا والفتيات عرض عسكرى رائع شهد له الجميع. ? ماذا أضافت البحرية لشخصية مروة السلحدار؟ ?? حب المغامرة ومواجهة المخاطر والتصميم على إيجاد بدائل كما تعلمت سرعة البديهة فى وقت المفاجأة. ? ما هى الرحلات التى قمت بها أثناء الدراسة أو فى فترة التدريب؟ ?? كان أول تدريب لى على متن السفينة «عايدة 4» وهى التابعة للأكاديمية العربية وهى سفينة ذات إمكانات عالية فاستفدت من الإبحار على متنها وأبحرت بها لتركيا واليونان وتدربت كذلك على مركب «جماعة» كانت تقوم بنقل المصريين فى الحج والعمرة من السويس للسعودية. ? كيف تتعامل القبطانة مروة مع زملائها من الرجال أثناء الإبحار؟ ?? ربتنى أمى وزرعت بداخلى صفة ساعدتنى كثيرًا وهو أنه بمجرد خروجى من المنزل أشعر كأننى رجل فى جميع تعاملاتى وعندما أعود للمنزل أشعر بأننى أنثى. ? هل تلقيتى عروضا للعمل بالخارج كقبطانة؟ ?? تلقيت عدة عروض من دول عربية إلا أننى رفضت تلك العروض لرغبتى فى عدم الابتعاد عن الوطن ولكى تستفيد بلدى من الخبرة التى اكتسبتها بالإضافة إلى عدم رغبتى فى البُعد عن أسرتى وأهلى. ? كيف انضممتى إلى المشاركين فى حفل افتتاح قناة السويس على متن عايدة «4»؟ ?? بمجرد قيام الرئيس السيسى بتدشين حفر قناة السويس الجديدة تمنيت أن أكون مشاركة فى الاحتفال ضمن طاقم الإبحار وقد أفصحت للدكتور إسماعيل عبد الغفار رئيس الأكاديمية عن أمنيتى وقد رشحنى للقبطان عبد الحميد القاضى الذى استقبلنى استقبال الأب لابنته وقد بدأ التدريب للإبحار قبل الاحتفال بخمسة أيام. ? ما المعوقات التى واجهتك أثناء الإعداد لافتتاح قناة السويس؟ ?? واجهتنى عدة صعوبات لعل أكثرها صعوبة هو الحريق الذى شب فى منزلى قبل افتتاح قناة السويس بحوالى أربعة أشهر وكانت نتيجته أن جميع أوراقى وكارنيهاتى وبدلتى البحرية احترقت وكنت فى ذلك الوقت مشغولة فى الإعداد للماجستير وقد ساعدتنى الأكاديمية فى استخراج الأوراق حتى إنى استلمت بطاقة الرقم القومى صباح يوم بداية التدريب على متن عايدة «5» استعدادًا للاحتفال بافتتاح قناة السويس. ? أوصفى لى شعورك أثناء احتفال قناة السويس وأنت ضمن طاقم عايدة «4»؟ ?? شعرت بالفخر والسعادة الغامرة لأنى أول فتاة مصرية وأصغر فتاة على مستوى العالم تكون شاهدة ومشاركة بالإبحار على متن سفن الاحتفال بهذا الحدث التاريخى العظيم فقد شعرت بالفخر لأن اسمى سيذكره التاريخ وهذا أمر فخر لكل مصرى محب لبلده وكنت أتمنى أن ترسو عايدة لأسلم على الرئيس السيسى وأتكلم معه كشابة مصرية تفخر بهذا الحدث العظيم وأهنئه لأنه وعد فأوفى. ? ما الجوائز التى حصلت عليها؟ ?? حصلت على جائزة من السعودية عن بحث فى مجال البحرية قمت بإعداده أثناء الدراسة كما تم ترشيح اسمى من أفضل 100 امراة على مستوى العالم لهذا العام. ? ماذا تتمنى أن تقدم الدولة للفتيات فى هذا المجال؟ ?? أتمنى أن يتسع المجال أكثر لقبول الفتيات فى جميع المجالات وليس البحرية فقط وأتمنى أن يتم فتح مجال العمل للفتيات فى هذا المجال مثل الدول الأفريقية حيث تعمل الفتيات بها كمرشدين كما أتمنى أن يتم إنشاء وزارة مستقلة للبحرية. ? من هو مثلك الأعلى؟ ?? مثلى الأعلى هو ربان السفينة فهو قائدى وكذلك د. إسماعيل عبد الغفار رئيس الأكاديمية بالإضافة إلى شقيقى القبطان مروان السلحدار، كما تضم عائلتى عددا من الشخصيات التى اعتبرها مثلا أعلى لى كالربان مصطفى ياور والربان مدحت ياور. ? ماذا عن خطتك المستقبلية؟ ?? انتهيت من الإعداد للماجستير من جامعة كاليفورنيا من مجال اللوجستى البحرى وأقوم الآن بالحصول على ماستر فى إدارة الأعمال كما أعتزم الحصول على الدكتوراه لكنى لم أقرر بعد تخصصها. وسأشارك فى الفترة القادمة على متن عايدة «4» فى بعض الرحلات كما أقوم الآن بالبحث عن عمل وأتمنى العمل فى قناة السويس، كما أتمنى فى المستقبل أن أكون سفيرة لمصر. ? نصيحة تقدميها لبنات جيلك؟ ?? الإبحار مجال صعب ولكنى أنصح من لها الطموح والقدرة على خوض التجربة أن تتقدم للأكاديمية سواء فى مجال الإبحار أو فى أى مجال آخر قد تظن أنها ستواجه به صعوبات وأن على كل فتاة التمسك بالمجال الذى تحبه وبالفعل علمت أن هناك فتيات تقدمن للدراسة بالأكاديمية. ? ماذا عن حلم الزواج؟ ?? لا أفكر فى الارتباط فى الوقت الحالى إلا بعد الحصول على الدكتوراة. ? بعيدًا عن الحياة العملية والدراسة.. كيف تقضين وقت فراغك؟ ?? أعشق أم كلثوم وأحب مشاهدة دنيا سمير غانم وأقرأ لنزار قبانى كما أحب الرسم وأمارس رياضات متنوعة وأقوم بكتابة خواطر. ? كلمة شكر لمن تحبين توجيهها؟ ?? أتوجه بالشكر لأبى وأمى وأشقائى لدعمهم الدائم لى ووقوفهم بجوارى حتى استطعت تحقيق حلمى كما أتوجه بالشكر لأساتذتى بالأكاديمية ولكل شخص دعمنى وساعدنى وحفزنى على النجاح لتحقيق حلمى.