«أمينة غريب فقيم» هى حالة فريدة فى قارتها السمراء، استقال- من أجلها- رئيس الجمهورية من منصبه وقبل انتهاء فترته الرئاسية بعامين حتى تكون أول رئيسة مسلمة لبلد أفريقى «مميز» ذى طبيعة جغرافية خلابة وخليط سكانى متنوع، وقد اختارها ممثلو الشعب- حكومة وبرلمانا- وبإراداتهم الحرة لتكون أول سيدة مسلمة تشغل هذا المنصب فى قارة أفريقيا، وهى عالمة أحياء وكيمياء عضوية، حصلت على جوائز محلية ودولية، لديها أكثر من 20 مؤلفا علميا، أطلقوا عليها لقب «سيدة الأحياء» تكريما وتقديراً لإسهاماتها فى حصر النباتات العطرية والطبية لمعرفة خصائصها لاستخدامها تجارياً كبديل عضوى للأدوية.. لم يكن لها علاقة بدهاليز السياسة وكان آخر منصب شغلته هو عميد لكلية العلوم بجامعة موريشيوس بالإضافة لكونها عضوا منتدبا فى المركز الدولى للأبحاث والابتكار.. وتقول دراسة للدكتور عبد الله مدنى الباحث المتخصص فى الشأن الآسيوى إن ظاهرة شغل المرأة للمناصب العليا فكرة كانت قاصرة على القارة الآسيوية أمثال سيريمافو بندرنايكا، وانديرا غاندى، وبناظير بوتو، وميجاواتى سوكارنو، أما فى قارة أفريقيا كان حظ النساء فى المناصب العليا أقل، ويعد ما حدث فى جزيرة موريشيوس الأفريقية هو سابقة فريدة فنظامها السياسى رئاسى برلمانى على النسق البريطانى، مبنى على سياسة الفصل ما بين السلطات، وقد نجح هذا النظام فى تحقيق التعايش السلمى بين أفراد الشعب الذى يتميز بتعدد الأعراق والديانات بدليل انتشار المساجد والكنائس والمعابد البوذية فى كل ربوع البلاد، واقتصادها شهد تطورا كبيرا رغم اعتمادها على الزراعة والسياحة والتعدين، ويعتبر دخل الفرد بها هو الأعلى فى القارة الأفريقية، وشعبها يكافح من أجل تنمية موارده البشرية، وتؤكد الدراسة أن أوجه التشابه بين القارتين الآسيوية والأفريقية بات واضحا، فكما فعلت الهند عندما كرمت عالم الصواريخ الباليستية وأبو القنبلة النووية البروفيسور المسلم «أبو بكر زين العابدين» ومنحته منصب رئاسة الدولة والقيادة العليا للقوات المسلحة فقد سارت موريشيوس على نفس الخطى ومنحت منصب الرئاسة وقيادة الجيش لواحدة من بناتها من ذوات الإسهامات العلمية على مستوى العالم وهى أمينة غريب، ومثلما فعلت الهند عندما تغافلت عن المعتقد الدينى والإثنى لرئيسها فقد تغافلت موريشيوس عن الديانة والأصل الهندى للرئيسة أمينة لتأكد تقديرها لمكانتها العلمية والدولية. وعن سيرتها الذاتية فقد ولدت عام 1959فى بلدة سورينام بموريشيوس، وفى عام 1988 تزوجت من زميل لها، ولديها اثنان من الأبناء، وقد درست الكيمياء فى جامعة سورى البريطانية، ثم حصلت على درجة الدكتوراه فى الكيمياء العضوية، وعملت بالتدريس فى عدة جامعات ولديها العديد من المؤلفات والدراسات، كما نالت العديد من الجوائز والأوسمة منها جائزة «نوبل رويال» من منظمة اليونسكو وجائزة الاتحاد الأفريقى للمرأة.