بدء امتحانات نهاية العام الدراسي لصفوف النقل    اليوم.. الليلة الختامية لمولد القطب الصوفي أبو الحسن الشاذلي    أسعار اللحوم والفراخ في أسواق أسيوط اليوم الأربعاء    قطع المياه عن عدد من المناطق في 3 محافظات.. اعرف الموعد والأماكن    تأجيل محاكمة ترامب في قضية الاحتفاظ بوثائق سرية حتى إشعار آخر    واشنطن: عملية رفح محدودة بعد مناقشات مع إسرائيل    يطالبون بصفقة رهائن|متظاهرون إسرائيليون يغلقون أهم الطرق في تل أبيب قبل وصول بيرنز    عقب الإقصاء المهين.. سان جيرمان يتطلع لحقبة ما بعد مبابي    تفاصيل حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الأربعاء    الحالة المرورية بالطرق والمحاور الرئيسية.. كثافات على كوبري أكتوبر «فيديو»    توقعات الأبراج اليوم الأربعاء 8 مايو 2024.. مكاسب مالية ل«العقرب» ونصيحة مهمة ل«الميزان»    يوم مفتوح بثقافة حاجر العديسات بالأقصر    تعرف على المواعيد الجديدة لتخفيف أحمال الكهرباء    لسبب غريب.. أم تلقي طفلها في نهر مليء بالتماسيح    شاهد.. انتشار لافتات "ممنوع الموبايل والتدخين" في لجان امتحانات الترم الثاني بالمدارس    بعد رفض قضاة تعيينهم، كلية حقوق كولومبيا تدعم خريجيها الداعمين لغزة    للمقبلين على الزواج.. تعرف على سعر الذهب اليوم    ياسمين عبد العزيز: فترة مرضي جعلتني أتقرب إلى الله    "كفارة اليمين الغموس".. بين الكبيرة والتوبة الصادقة    حكم حج للحامل والمرضع.. الإفتاء تجيب    6 مقالب .. ملخص تصريحات ياسمين عبدالعزيز في الجزء الثاني من حلقة إسعاد يونس    حسن الرداد: مبعرفش اتخانق مع إيمي.. ردودها كوميدية    اليوم.. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ذي القعدة    أخبار السيارات| أرخص موديل زيرو في مصر.. أول عربية من البلاستيك.. وأشياء احذر تركها في السيارة بالصيف    مقالب بطفاية الحريق.. ياسمين عبدالعزيز تكشف موقف لها مع أحمد السقا في كواليس مسرحة «كده اوكيه» (فيديو)    المدرج نضف|«ميدو» عن عودة الجماهير: مكسب الأهلي والزمالك سيصل ل4 ملايين جنيه    الخارجية: توقيت تصعيد الجانب الإسرائيلي الأحداث في رفح الفلسطينية خطير للغاية    سحب لقاح أسترازينيكا المضاد لكوفيد- 19 من جميع أنحاء العالم    مكاسب الأهلي من الفوز على الاتحاد السكندري في الدوري المصري    مفيد شهاب: ما قامت به إسرائيل يخالف اتفاقية السلام وتهديد غير مباشر باستخدام القوة    محمد رمضان: فرق كبير بين الفنان والنجم.. واحد صادق والتاني مادي    عزت إبراهيم: تصفية الوجود الفلسطيني في الأراضي المحتلة عملية مخطط لها    القاهرة الإخبارية: تعرض رجل أعمال كندي يقيم بالبلاد لحادث إطلاق نار في الإسكندرية    عاجل.. أول رد من صالح جمعة على إيقافه 6 أشهر    «إنت مبقتش حاجة كبيرة».. رسالة نارية من مجدي طلبة ل محمد عبد المنعم    المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف إيلات الإسرائيلية    بالمفتاح المصطنع.. محاكمة تشكيل عصابي تخصص في سرقة السيارات    ياسمين عبد العزيز: محنة المرض التي تعرضت لها جعلتني أتقرب لله    ماذا يحدث لجسمك عند تناول الجمبرى؟.. فوائد مذهلة    5 فئات محظورة من تناول البامية رغم فوائدها.. هل انت منهم؟    الداخلية تصدر بيانا بشأن مقتل أجنبي في الإسكندرية    «العمل»: تمكين المرأة أهم خطط الوزارة في «الجمهورية الجديدة»    مغامرة مجنونة.. ضياء رشوان: إسرائيل لن تكون حمقاء لإضاعة 46 سنة سلام مع مصر    رئيس البورصة السابق: الاستثمار الأجنبي المباشر يتعلق بتنفيذ مشروعات في مصر    تحت أي مسمى.. «أوقاف الإسكندرية» تحذر من الدعوة لجمع تبرعات على منابر المساجد    قبل مواجهة الزمالك.. نهضة بركان يهزم التطواني بثلاثية في الدوري المغربي    متحدث الزمالك: هناك مفاجآت كارثية في ملف بوطيب.. ولا يمكننا الصمت على الأخطاء التحكيمية المتكررة    عاجل - "بين استقرار وتراجع" تحديث أسعار الدواجن.. بكم الفراخ والبيض اليوم؟    فوز توجيه الصحافة بقنا بالمركز الرابع جمهورياً في "معرض صحف التربية الخاصة"    رئيس جامعة الإسكندرية يشهد الندوة التثقيفية عن الأمن القومي    موقع «نيوز لوك» يسلط الضوء على دور إبراهيم العرجاني وأبناء سيناء في دحر الإرهاب    رئيس إنبي: نحن الأحق بالمشاركة في الكونفدرالية من المصري البورسعيدي    بعد تصريح ياسمين عبد العزيز عن أكياس الرحم.. تعرف على أسبابها وأعراضها    انتداب المعمل الجنائي لمعاينة حريق شقة سكنية بالعمرانية    اليوم.. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ذي القعدة لعام 1445 هجرية    أختار أمي ولا زوجي؟.. أسامة الحديدي: المقارنات تفسد العلاقات    دعاء في جوف الليل: اللهم امنحني من سَعة القلب وإشراق الروح وقوة النفس    طريقة عمل تشيز كيك البنجر والشوكولاتة في البيت.. خلي أولادك يفرحوا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرافعى يقرر إلغاء «الورقى».. تحويل الكتب المدرسية إلى سيديهات .. تطوير أم شكليات
نشر في أكتوبر يوم 21 - 06 - 2015

أثار قرار وزير التربية والتعليم د.محب الرافعى بإلغاء الكتاب المدرسى واستبداله ب «السيديهات» على مدار السنوات القادمة ردود أفعال جميعها رافضة لهذا القرار حيث وصفه خبراء التربية بأنه قرار متسرع ولا ينفع فى هذه المرحلة ولا يتناسب مع ثقافة التعليم فى مصر والقائمة على الكتاب المطبوع مؤكدين أنه قرار يتصادم مع الفكر التربوى الحديث!!
وأجمعوا على أهمية وجود الكتاب المدرسى بجانب «السيديهات» وقالوا إن الاعتماد على «السيديهات» بمفردها سيخرج لنا طلاب «أصماء» لا يعرفون القراءة ولا الكتابة.. ويحول المناهج إلى معلومات «لحشو الأدمغة»! كما أكدوا على صعوبة تنفيذ هذه الفكرة فى ظل ارتفاع نسب الفقر فى مصر والتى تتطلب توفير جهاز كمبيوتر لكل طالب - على الأقل- متسائلين ماذا ستفعل الأسر التى لديها 3 و4 أبناء فى مراحل التعليم؟.. وماذا سيكون العمل عند انقطاع الكهرباء؟
وحذروا أيضا من سوء استخدام الطلبة لهذه «السيديهات» وخاصة الذين فى سن المراهقة طلبة المرحلة الثانوية فى «تشيير» وتداول الأفلام الجنسية والإباحية مؤكدين أن هذا القرار سيفتح علينا
«باب جهنم».يوضح «أحمد عبد المعطى» وكيل أول الوزارة ورئيس قطاع الكتب الأسبق بوزارة التربية والتعليم أن هذه الفكرة كانت مطروحة أيام د. حسين كامل بهاء الدين وزير التربية والتعليم الأسبق فى التسعينيات لتنفيذها فى عدد من المدارس تحت اسم مدارس المستقبل ولكن وجد أنها تحتاج أن يكون بجانب «السيديهات» كتاب يقرأه الطالب. وأضاف أن المشكلة التى تواجه تنفيذ هذه الفكرة هى كيف توفر الأسر التى لديها 3 و4 أبناء بمراحل التعليم أجهزة الكمبيوتر لكل منهم.. مؤكدًا أن الكثير من الأسر فى مصر تعيش تحت خطر الفقر.. فماذا ستفعل الأسر التى فى النجوع والقرى فى قبلى وبحرى وليس بمقدورها أن توفر جهاز كمبيوتر لأبنائها؟.. مشيرًا إلى أن بعض الطلاب يذاكرون دروسهم فى هذه النجوع على «لمبة جاز»!
وأكد عبد المعطى أنه لا يمكن الاستغناء عن الكتاب المدرسى بأى حال.. والدليل أن الكتاب المدرسى مازال موجودًا فى جميع دول العالم حتى الآن بجانب التكنولوجيا الحديثة. ويرى عبد المعطى - أن الأجدى من هذه الفكرة هو أن يعقد مؤتمر قومى يشارك فيه المستشارون الثقافيون بسفاراتنا بالخارج بجميع دول العالم ويحضره أساتذة كليات التربية فى مصر ويقوم المستشارون الثقافيون خلال المؤتمر بعرض تجارب الدول التى يقيمون فيها حول التعليم هناك ويتم اختيار أنسبها لتطبيقه فى مصر.
لا يتناسب معنا
ومن جانبه يرى د. حسن شحاتة أستاذ المناهج وطرق التدريس والمدير الأسبق لمركز تطوير التعليم الجامعى جامعة عين شمس أنه قرار لا يتناسب مع واقع التعليم ولا مع ثقافة التعليم فى مصر القائمة على الكتاب المطبوع الورقى فضلًا عن أن الكثير من التلاميذ لا يملكون أجهزة الكمبيوتر التى يستخدموها فى استخدام «السيديهات».. فمعظم التلاميذ يعيشون فى أماكن فقيرة ومهمشة..
وأضاف: إذا نظرنا من الناحية التربوية - لهذا القرار - فإننا نجد أن نظام «السيديهات» لا يساعد على التفاعل بين المعلم والمتعلم.. فاستخدام «السيديهات» يقوم على التعليم الفردى وليس الجماعى.. فى حين أن استخدام الكتاب المدرسى يتميز بإمكانية تطويره سنويًا للأحداث الجارية وقضايا العصر. وأوضح د. شحاتة أن هناك قنبلة موقوتة لم يعمل الوزير حسابها وهى أن الكثير من الطلبة وخاصة الذين فى سن المراهقة وعلى وجه التحديد طلبة المرحلة الثانوية سيستخدمون هذه «السيديهات» فى تبادل الأفلام الجنسية والمخلة بالآداب واستخادم المواقع الإباحية فى تداول «وتشير» الصور الإباحية، وبالتالى سنكون بتفتح «باب جهنم» علينا بهذا القرار غير المدروس.. مؤكدًا أن الكثير من الطلاب يستخدمون «السيديهات» فى التسلية والألعاب وتضيع الوقت.
وأضاف شحاتة - أن الوزير يريد بهذا القرار توفير 2 مليار جنيه ولكن المقابل أنه سيؤدى إلى انهيار العملية التعليمية وسيكون على حساب مستقبل أبنائنا الطلبة.. مشيرًا إلى قرار وزارة التربية والتعليم فى الثمانينيات عندما وفرت سنة من التعليم الابتدائى بالغاء سنة سادسة ابتدائى فإنها تسببت فى مشاكل تعليمية - لا أول لها ولا آخر - وجاءت على حساب مستقبل الأبناء.
القرار والمناهج
ويتسأل د. حسن شحاتة - أين المناقشة والحوار والتواصل مع الطلاب قبل اتخاذ هذا القرار؟.. مؤكدًا أن هذا القرار سيؤثر بالسلب على المناهج حيث سيمنع الحوار التفاعلى بين المعلم والمتعلم ويؤثر على إبداء الرأى والفكر وسيحول طلابنا إلى ثقافة الرأى الواحد كما سيحولهم من ثقافة التفكير إلى ثقافة التحصيل.. ومن ثقافة الإبداع إلى ثقافة الإيداع كما يحرم طلابنا من ربط الأحداث الجارية وقضايا العصر فى المناهج فضلا أنه سيحرم الطلاب من الواجبات المنزلية والتدريبات الشفهية والتحريرية.. مؤكدًا أنه سيحول المناهج إلى معلومات «لحشو الأدمغة» كما سيقضى على العلاقات الاجتماعية الناجمة عن التواصل وأيضًا على الأنشطة التى هى جزء أساسى فى العملية التعليمية، وكذلك سيقضى على المكتبة المدرسية!
وأكد د. شحاتة - أن هذا القرار وهو من قرارات الغرف المغلقة.. فهو قرار يتصادم مع الفكر التربوى الحديث الذى يقوم على فاعلية المتعلم ونشاطه فى الفصل.. مؤكدًا أنها فكرة غير موجودة فى العالم.. وغير مطبقة فى أى دولة سواء كانت أوروبية أو أمريكية أو اشتراكية!!
ويرى د. شحاتة - أن الأجدى أن تكون «السيديهات» مصاحبة ومساندة للكتاب المدرسى لتكون حليفًا وليس خليفًا له.. مشيرًا إلى أن هناك أشياء كثيرة تحتاجها العملية التعليمية بدلًا من إلغاء الكتاب من أهمها إيجاد موقع تفاعلى بجانب الكتاب المدرسى على «النت» يربط بين المعلمين ومؤلفى الكتاب المدرسى من جهة ويربط بين الطلاب والآباء والمعلمين من جهة أخرى يوفر هذا الموقع طرح الأسئلة وتلقى الإجابات والحوارات.. مؤكدًا أننا فى أشد الحاجة لمواقع التواصل فى المدراس وأن يكون فى كل مدرسة موقع على «النت» لتبادل الخبرات بين طلاب المدارس ولتحقيق التواصل بين طلاب المدارس فى جميع أنحاء الجمهورية فضلًا عن احتياجنا لتفعيل الحكومة الإلكترونية بالبيانات الحديثة عن أعداد الطلبة وكثافة الفصول وأعداد المعلمين والإدارات المدرسية وأنواع المكتبات المدرسية معامل العلوم والأبنية التعليمية وأماكن القراءة فى المدارس.. لأننا فى أشد للمعلومات الحديثة عن كل مدرسة.
وأضاف أننا أيضًا محتاجون لتطوير التعليم بادخال ما يسمى «بالحقيبة التعليمية» التى تضم التجارب المعملية وأدوات المعامل والمواد الخام فضلاً عن أننا محتاجين إلى إدخال التعليم الافتراضى» والمعامل الإفتراضية فى المدارس بالتعاون بين التربية والتعليم ووزارة الاتصالات..
كما أننا فى أشد الاحتياج أيضًا لتفعيل الشراكة المجتمعية - والكلام لايزال على لسان د. حسن شحاتة - من خلال إشراك رجال الأعمال ليكونوا مسئولين عن المدارس لتصبح كل مدرسة «بترينة تربوية» إضافة إلى أننا محتاجون لتفعيل «اللامركزية» التى نص عليها الدستور ليكون المحافظ ومديرية المديرية التعليمية هما المسئولان عن المدارس التى تقع فى محافظاتهم.
صعبة التحقيق!
وفى السياق ذاته يؤكد د.حامد طاهر نائب رئيس جامعة القاهرة الأسبق أنها فكرة هدفها نبيل ولكنها بعيدة التحقيق لأنها تتطلب توفير أجهزة الكمبيوتر بأعداد كبيرة لتكون فى أيدى الطلاب.. فى الوقت أن هناك الكثير من الطلبة فى مصر من غير القادرين ماديًّا ولذلك إذا أراد الوزير القيام بمثل هذا المشروع فإن عليه أولًا توفير أجهزة الاستقبال المناسبة لهذه «السيديهات» وإنشاء فى كل مدرسة ورشة صيانة لإصلاح ما قد يفسد من هذه الأجهزة الإلكترونية بسبب الاستخدام الخاطئ من بعض الطلاب.. مؤكدًا لكى نصل لهذا الهدف النبيل لابد أن توفر درجات السلم التى تؤدى إليه.
ويرى أن استبدال الكتاب «بالسيديهات» سوف يتسبب فى إبعاد طلاب المرحلتين الابتدائية والاعدادية عن أهم وسيلتين للتعلم وهما «القراءة الجهرية» أى أن يقرأ ويسمع ويكتب بخط مقروء.. مطالبًا بضرورة الاهتمام بحصص الإملاء والتعبير باعتبارها تكونا شخصية التلميذ اللغوية وتجعله قادرا على توصيل أفكاره شفهة وكتابة للآخرين أما الاعتماد على «السيديهات» فقط فى التعليم فإنها ستجعل الطالب «أصم» لا يعرف القراءة ولا الكتابة.. قائلًا لعل وزير التربية والتعليم والمسئولين بالوزارة يدركون ذلك فى أن التلاميذ الذين يستخدمون الكمبيوتر يقعون فى أخطاء إملائية شنيعة عندما يقومون بالكتابة عليه.. وهذه الأخطاء واضحة تمامًا فى «الفيس بوك» و«تويتر».
غير مستعدين
أما د. سمير أبو على عميد كلية تربية الإسكندرية الأسبق فيؤكد أننا لم نصل إلى هذه المرحلة من الثقافة لإحلال السيديهات محل الكتاب.. فالمفروض أن ما تقوم به المدرسة هو تأسيس المعرفة لدى التلاميذ منذ الصغر من خلال القراءات ليعرف التلاميذ بالمعارف وبكل ما يدور فى المجتمع من خبرات خطوة بخطوة.. مؤكدًا أن قرار إلغاء الكتاب المدرسى فى هذه المرحلة لا يصلح نظرًا للتنشئة التى نشأ عليها الجيل الحالى وهى أن نقدم لهم المعرفة حيث اعتاد التلاميذ أن نقدم لهم المعرفة جاهزة منذ نعومة أظافرهم.
ويرى د. أبو على أن الدولة غير مستعدة لتنفيذ هذه الفكرة وهى إحلال السيديهات محل الكتاب لأنها تتطلب من كل تلميذ أن يكون لديه كمبيوتر و«لاب توب» ويكون «النت» متوافرًَا.. مؤكدًا أنها عملية مكلفة للغاية فى الوقت الذى نجد فيه أن 40% من الشعب المصرى تحت خط الفقر.. مشيرًا إلى أننا لا ننكر أن الشعب المصرى يصرف الكثير على التكنولوجيا الحديثة غير المفيدة مثل «الموبايل».
وأضاف أن المستوى الاقتصادى للشعب المصرى لا يسمح بتنفيذ هذه الفكرة فى ظل ما يسمى بأمية القراءة والكتابة والأمية التكنولوجية، لذلك فإنه لا يصلح تنفيذ هذه الفكرة إطلاقًا مشبهًا ذلك بالفقير الذى يعيش أحلام الدول المتقدمة.. قائلا إننا نعيش الوهم ولا نعيش الواقع.
وتابع د. سمير أبو على أنه إذا أردنا تطبيق هذا الفكر فإنه يتطلب ضرورة الارتقاء بالمستوى الاقتصادى والفكرى.
ويتساءل د. أبو على: كيف نلغى كتاب اللغة العربية وكتاب الدين أو نلغى كتاب التاريخ والجغرافيا فهى أشياء تعتمد على الواقع الملموس من خلال الكتاب لكى تدخل وجدان الطالب بشكل صحيح.. مؤكدًا على أهمية الكتاب المدرسة لتنمية القراءة لدى التلاميذ.. مشيرًا إلى أنه فى أوروبا يتم تخصيص كتاب سنويًا لقراءة التلاميذ لمدة ساعة يوميًا بالمنزل ويطلب من ولى الأمر هناك أن يوقع فى كراسة أن ابنه قرأ لمدة ساعة هذا الكتاب.. فى حين أننا فى مصر قد ألغينا حصة القراءة من مدارسنا التى تنمى حب القراءة لدى التلاميذ.. قائلًا إذا كنا شعبًا لا يقرأ.. فكيف نلغى الكتاب؟.. مطالبًا بإعادة حصة القراءة للمدارس المصرية مرة أخرى، خاصة مدارس مراحل التعليم الأولى مع تخصيص كتاب ليقرأه التلاميذ بالحجرات الدراسة بالمدرسة لنؤصل حب القراءة، ثم بعد ذلك نفكر فى إدخال (السيديهات)!
ويتساءل د. أبو على: كيف نلغى الكتب المدرسية.. فى الوقت الذى لا يوجد لدينا فى مصر متاحف للعلوم التى هى إحدى الوسائل التى تؤصل الثقافة وحب المعرفة لدى المواطنين وتجعلهم يفكرون ويبدعون.. مؤكدًا أن كل دول العالم المتقدم لديها هذه المتاحف العلمية باعتبارها المدخل الحقيقى لتربية النشء وحب المعرفة.
قرار متسرع
ومن جانبها ترى د. محبات أبو عميرة العميد الأسبق لكلية البنات جامعة عين شمس والحاصلة على جائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية أنه قرار غير موفق.. فهو يحتاج إلى تهيئة المجتمع.. متسائلة: لماذا أخذ القرارات السريعة والمتسرعة وعدم أخذ رأى أساتذة المناهج بكليات التربية.
وتضيف أنها كانت تفضل أن تكون السيديهات والأسطوانات المدمجة بجانب الكتاب المدرسى.
وترى د. محبات أن الهدف من قرار الوزير هو توفير المبالغ المالية التى تصرف على طباعة الكتب المدرسية.. وهذا كلام جميل ولكن ليس وقته الآن وكان الأفضل أن يكون فى مرحلة لاحقة لأن البنية التكنولوجية لهذا المشروع غير متوافرة.. وليس كل تلميذ فى مصر يمتلك جهاز كمبيوتر.. فالكثير من التلاميذ فى القرى والعشوائيات لا يمتلكون أجهزة الكمبيوتر، فضلًا عن عدم توافر أجهزة الكمبيوتر بالمدارس بالقدر والأعداد الكافية لاستخدام (السيديهات) محل الكتاب.. مؤكدة أنه كان الأفضل أن نعمل على توفير البنية الأساسية وعلى رأسها أجهزة الكمبيوتر داخل المدارس أولًا، ثم بعدها نأخذ هذا القرار بإحلال (السيدهات) مكان الكتاب. وتوضح محبات قائلة: إن هذا الفكر قد يكون مطبقًا فى بعض الدول بالخارج، ولكن عندنا فى مصر قد يصطدم بالعقبات والمشاكل أهمها اعتبار الجهاز (جهاز الكمبيوتر) عهدة وتخزينه بالمخازن مما يجعله يفشل فى مصر.. مؤكدة أن الكتاب المدرسى الورقى يتميز بأنه يتساوى فيه ابن الوزير مع ابن الغفير ولا يفرق بين الفقير والغنى.
وتطالب د. محبات بضرورة عمل استطلاع رأى قبل تنفيذ هذا القرار.. مؤكدة أن السبب الرئيسى وراء قرار إلغاء الكتاب المدرسى هو توفير المليارات من الجنيهات التى تصرف على طباعته.. وهذا سيكون على حساب الطلبة.. مشيرة إلى قرار خفض سنة من السلم التعليمى فى التعليم الابتدائى وما تسبب وراءها من كوارث تربوية آثارها ممتدة حتى الآن.. لافتة إلى أن المشكلة فى أنها قرارات يتم اتخاذها دون دراسة.. فهذا قرار فردى وليس قرار ناتج عن دراسات استطلاع آراء المتخصصين والتربويين.
وترى د. محبات أنه كان الأفضل تأجيل هذا القرار حتى يكون لدينا برلمان.. لأن البرلمان يكون فيه لجنة من المتخصصين فى العملية التعليمية لمناقشته قبل إقراره.. قائلة: وإذا قيل عنه إنه قرار وزارى.. فإننا نقول إنه قرار خطير لأنه يمس مستقبل أكثر من 18 مليون طالب فى مصر، مشيرة إلى أنها ترى أنه يحتاج إلى تشريع وليس قرار وزاريا لأنه قرار خطير!
وتكشف د. محبات إذا نظرنا لهذا القرار من الناحية التربوية فإنه لا ينفع الاستغناء عن الكتاب المدرسى.. فالكتاب هو صديق للطالب.. وإننا نريد أن نعود الطلاب على عشق وحب القراءة.. متسائلة: ماذا فائدة معرض الكتاب الذى يقام سنويًا الذى يقدم كتبًا جديدة.. فهل ينفع أن نلغى المعرض وتحويله الكترونيًا؟!.. قائلة إن وزير التعليم بهذا القرار يريد أن يظهر للقيادة السياسية أنه وفر للدولة المليارات، ولكن هذا سيكون على حساب الطلبة ومستقبل البلد.
فريدة من نوعها
ومن ناحيتها تقول د. نادية جمال الدين أستاذ أصول التربية جامعة القاهرة إن دعوة الوزير غير مقبولة.. قائلة إن الوزير بهذه الدعوة يشعرنا بأنه يعيش فى مجتمع خارج مصر.. فلا يعرف أن الكثير من أولياء الأمور، خاصة فى مناطق الصعيد والمحافظات الحدودية والمناطق النائية لا يستطيعون أن يوفروا جهاز كمبيوتر لأبنائهم.. مؤكدة أن هذه الفكرة ليس لها مثيل فى العالم كله.. ولا توجد دولة فى العالم استبدلت الكتاب بالسيديهات، ولكن الذى يتم فى الخارج والدول المتقدمة أنه يتم استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة بجانب الكتاب للحصول على تعليم جيد. وتفجر د. نادية مفاجأة من العيار الثقيل قائلة: ماذا سيكون العمل عند انقطاع الكهرباء، خاصة أن لدينا فى مصر أزمة فى الكهرباء!
وترى أن استبدال السيديهات محل الكتاب هى بمثابة استبدال المدرسين بعمال صيانة أجهزة الكمبيوتر؟! مشيرة إلى أن اتجاه الوزارة لهذا النهج لخفض تكلفة الطباعة مؤكدة أن السيديهات عبارة عن مادة بحتة ثابتة لا يوجد لها تفاعل مثل المعلم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.