أثارت تصريحات وزير التربية والتعليم د. محب الرافعي حول استبدال الكتب المدرسية بسيديهات ردود أفعال متباينة فهناك من يرحب بالفكرة ولكنه يطالب بالتمهل في تطبيقها أو حتي تطبيقها فيما يخص الأنشطة والتجارب العلمية خاصة مع رخص أسعار ال cd بالقياس بالتكاليف الباهظة لطباعة الكتب. في حين هناك فريق يرفض الفكرة خاصة في الوقت الحالي الذي نعاني فيه من أزمة كهرباء وأيضا صعوبة توفير أجهزة الكمبيوتر بعدد الأبناء بالإضافة لصعوبة وجود الكمبيوتر من الأصل في المناطق البعيدة والنائية. الخبراء طالبوا بالتمهل والتروي وعدم الاستعجال في تطبيق التجربة.. مع استخدام الطرق الانتقالية وتطبيق التجربة تدريجيا حتي نصل إلي التعميم.. مع ضرورة إعادة النظر في الكتاب المدرسي الذي مل منه التلاميذ وهربوا إلي الكتب الخارجية. يقول د. كمال مغيث الخبير التربوي إن الفكرة جيدة وأنا شخصيا معها لسببين.. الأول متعلق بالكتاب حيث انه مكلف جدا فالدولة تتحمل 2.5 مليار جنيه سنويا لطباعة 1500 عنوان وينتهي الوضع إلي تجاهله تماما والاعتماد علي الكتب الخارجية بسبب ان الكتاب ممل ومنفر ولا أحد يفتحه وعفا عليه الزمن. أضاف ان السبب الثاني خاص بالسيديهات حيث انها رخيصة الثمن حيث لا يتجاوز سعرها 50 قرشا وأيضا لديها إمكانيات تعليمية لا حدود لها مثل استخدام الموسيقي والألوان والخطوط الكبيرة والصور والفيديوهات بالإضافة إلي إمكانية التفاعل الفوري ورد الفعل الإيجابي. أشار د. مغيث إلي وجود مشكلتين تقفان أمام المشروع.. الأولي لم يتبين حتي الآن أن C.D تستطيع التغلب علي الكتب تماما ولهذا مطلوب وسيلة تتسم بالتراكم مثل الكتاب ولهذا فالأفضل وجود "مرجع" مطبوع يدعم ال C.D بالإضافة إلي اننا نخشي تحويل المناهج إلي "Games). أضاف ان المشكلة الثانية أزمة الكهرباء في بعض الأماكن وعدد الأبناء ووجود أجهزة الكمبيوتر في كل المناطق وأيضا الظروف الاجتماعية التي قد تجعل البعض يبيع جهاز الكمبيوتر والذي سعره 2000 جنيه بأي مبلغ أقل.. متسائلا: وهل نستطيع استبدال المدرسين أيضا بعمال صيانة لأجهزة الكمبيوتر. طالب د. مغيث بإعادة التأهيل أولا أو البدء بالتجربة في بعض المقررات حتي تكون المسائل انتقالية ونستفيد من التجربة بما لها وبما عليها. تقول د. صفاء سيد أستاذ التعليم التكنولوجي بجامعة عين شمس إن الانتقال مرة واحدة من الكتاب إلي السيديهات صعب للغاية فلابد من التدرج في تطبيق أي تجربة جديدة حتي تثبت نجاحها وبعدها نستطيع التعميم. أضافت كيف لأسرة لديها 4 أو 5 تلاميذ بمراحل التعليم توفير أجهزة لهذا العدد وأيضا ماذا يفعل التلاميذ عقد انقطاع التيار الكهربائي.. منوهة إلي أن التعليم في مصر مازال تقليديا ويحتاج إلي مرشد أكاديمي وبالتالي الكتاب لا غني عنه بالمرة خاصة مع سهولة استرجاع المادة العلمية التراكمية. أشارت د. صفاء إلي اتجاه الوزارة لهذا النهج لخفض تكلفة الطباعة.. مؤكدة أن ال C.D عبارة عن مادة بحتة ثابتة لا يوجد لها تفاعل مثل النت.. مطالبة باستراتيجية واضحة لأي عمليات تخص العملية التعليمية. طالبت د. صفاء بالاعتماد علي الكتاب وال C.D في نفس الوقت علي أن يتم التركيز في ال C.D علي بعض المفاهيم والأنشطة.. مشيرة إلي أهمية إعادة النظر في الكتاب المدرسي والمناهج وإبعادها عن الحشو والملل ومطالبة بالاستعانة بمؤلفي الكتب الخارجية التي تلقي إقبالا ورواجا كبيرا بين الطلاب. يقول المهندس أحمد الخطيب نائب رئيس جمعية أصحاب المدارس الخاصة ان موضوع استبدال الكتب بالسيديهات ليس وقته الآن خاصة أنه ليس كل أولياء الأمور لديهم المقدرة علي توفير أجهزة الكمبيوتر خاصة في المناطق النائية وفي قري الصعيد. أضاف أن أولياء أمور تلميذ المدارس الخاصة قد يكون لديهم المقدرة علي توفير أجهزة لأبنائهم ولكن ماذا عن الآباء الفقراء ومن لديه أكثر من ابن في مراحل التعليم.. هل يشتري أجهزة كمبيوتر بعدد أولاده؟!! طالب الخطيب بتوفير أجهزة "تابلت" للطلاب بجانب الكتاب المدرسي حتي نهيئ أبناءنا الطلاب للعصر الرقمي المنتظر الذي نرجوه مع الوزير.. منوها إلي أزمة انقطاع الكهرباء وتأثيرها علي مذاكرة الطلاب وتشغيل أجهزة الكمبيوتر.. نحن لسنا في اليابان ولكننا في مصر وعلينا الاهتمام بتطوير الكتاب المدرسي ليواكب العصر الحديث. تقول د. نادية جمال أستاذ أصول التربية بجامعة القاهرة ان الوزير دعوته لاستبدال الكتاب بالسيديهات غير مقبولة.. منوهة إلي أن د. محب يعتقد أن كل أولياء الأمور لديهم أجهزة كمبيوتر في كل مناطق الصعيد والمحافظات الحدودية. أضافت أنه لا توجد دولة في العالم استبدلت الكتاب بالسيديهات ولكن يتم استخدام كل الوسائل المتاحة للحصول علي تعليم جيد.. مطالبة بضرورة الاهتمام بالكتاب المدرسي طبقا للقواعد العملية بعيداً عن "الشيل والحط" وأيضا العمل علي تزويد كل التلاميذ بأجهزة "التابلت". أشارت د. نادية إلي أن العالم أصبح قرية صغيرة متصلة ببعضها ولا يجب الاعتماد فقط علي المدرسة في العملية التعليمية لأن هناك بيئات محيطة مليئة بالمعلومات المفيدة ولابد من الاستفادة منها.. منوهة إلي اننا في مصر نركز ونهتم بالمناهج بطريقة مريضة. طالبت د. نادية بتغيير معاملتنا مع التلميذ والمدرسة والارتقاء لمستوي العصر باستخدام التكنولوجيا الحديثة وإتاحة التعليم لكل راغب بشرط وجود الكتاب المدرسي الذي لا غني عنه. ويكون معه الوسائل الحديثة مثل "التابلت" والراديو والتليفزيون والكتاب سيظل ويبقي وإلا ما كنا قمنا بإعادة افتتاح مكتبة الإسكندرية بعد هذه السنين الطويلة.