الفكرة بدأت فى عقل مجموعة من الشباب جمعتهم مدرجات كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة. والفكرة انطلقت من سؤال: لماذا لا نساهم فى تطوير التعليم فى المناطق العشوائية التى تعانى مدارسها من سوء الخدمة المقدمة لهم؟! وكانت الإجابة سهلة على الطلبة: إننا نستطيع أن نفعل هذا من خلال نموذج محاكاة الكونجرس الأمريكى وهو نموذج تدريبى لطلبة الكلية بدأ منذ عام 2011 بهدف تعليم الطلبة (بشكل عام) على عملية صناعة القرار فى الولاياتالمتحدة، ولا يقتصر هذا النموذج على الجانب النظرى مثل المحاضرات، ولكن هناك جانبا عمليا عبارة عن نموذج محاكاة كامل للكونجرس الأمريكى، ويشمل النموذج بجوار هذا جانبا آخر يتيح للطلبة أن يقترحوا مبادرات مجتمعية ومن هنا كانت هذه المبادرة التى حملت عنوان «سطر جديد» ولم تقتصر المساهمة فيها على طلاب كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، ولكن تم فتح الباب لزملاء جامعيين آخرين من كليات مختلفة تنتمى لجامعة القاهرة.وقبل أن نترك الأمر لأصحاب المبادرة ليتحدثوا عنها بأنفسهم فقط.. نشير إلى أن هناك لجنتين تنظمان عمل النموذج الأولى اللجنة الأكاديمية ومسئوليتها المحاضرات الأسبوعية الخاصة بالنموذج والتى تتناول عددى من القضايا الخاصة بالكونجرس الأمريكى. أما اللجنة الأخرى فهى لجنة التنظيم ومسئوليتها تتعلق بالخدمات اللوجيستية المتعلقة بكل نشاطات النموذج ومنها المبادرات مثل مبادرة (سطر جديد) التى نتناولها هنا. عبد الفتاح ندا المسئول عن مشروع المبادرة قال ل «أكتوبر»: هو مشروع يختص بتطوير التعليم بعزبة خير الله لأنها من أكثر المناطق العشوائية فى القاهرة التى تعانى من سوء الخدمات العامة وبالأخص فى مجال التعليم، مشيرًا إلى أن عدد سكانها حوالى 750 ألف نسمة ويخدمها مدرسة حكومية واحدة وعلى الرغم من أن المدرسة تنظم فترتين للدراسة فى اليوم الواحد صباحية وأخرى مسائية، إلا أن كثافة الفصل قد تزيد على مائة طالبا فى مساحة لا تسع أكثر من خمسين طالب مما أدى الى تسرب الطلاب تدريجيا من التعليم. طريقة التعليم وأضاف ندا أن المشروع يستهدف الأطفال بدءا من سن 6 الى 10 سنوات، لإيماننا أن السن الصغيرة تأتى بثمار أفضل، وذلك باعتمادنا على جذب الأطفال إلى التعليم مرة أخرى من خلال تقديم المناهج الدراسية بطريقة تفاعلية باللعب والعرائس وعن طريق التعليم بالأنشطة، لافتًا إلى عدم اعتمادهم على منهج دراسى محدد، ولكن بتعريفهم أساسيات المرحلة الابتدائية الذين لا يعرفونها نظرًا لضخامة العدد فى الفصل الواحد، ووجدنا العديد منهم فى السنة الخامسة والسادسة من هذه المرحلة ولا يعرفون القراءة والكتابة، فكان هذا الدافع للمشروع كما أنه يلعب يدور على تعليمهم للأخلاق والسلوكيات السليمة، وبالفعل بدأنا منذ ثلاثة أشهر. المراحل وواصل المسئول عن المشروع قائلًا إن مشروع العزبة 2025 يتضمن عشر مراحل، فالمرحلة الأولى مسئول عنها أعضاء MAC'15 وتنتهى فى سبتمبر القادم، وتهدف الى تطوير خمس فصول بديلة بالتعاون مع جمعية تنمية المجتمع المحلى بالعزبة التى يعمل معها أعضاء الحملة منذ بداية العام فى عزبة خير الله حيث توفر بيئة مناسبة للأطفال للتعلم القائم على فهم المناهج الدراسية المدرسية، وستكون المدرسة مكونة من فصل واحد يخدم من ستين إلى ثمانين طالبا يوميا، بالإضافة إلى توفير كافة الاحتياجات اللوجيستية التى تطلبها المدرسة لتكون مهيئة لخدمة الطلاب، وإنشاء مكتبة للطفل بالجمعية لدعم ونشر ثقافة القراءة بين الأطفال، وفتح باب التقدم للمتطوعين من الشباب أو المعلمين لتدريس المناهج الدراسية المدرسية للطلاب بهذه المدرسة. وعن التمويل قال ندا: أقمنا حفلة فى ساقية الصاوى وكان الهدف منها تمويل المشروع ومعرفة الناس بمشكلة عزبة خير الله وبالمشروع، وكان عائدها كله للعزبة، بالإضافة إلى تبرعات المهتمين، كما يوجد نشاط للنموذج فى المدارس الخاصة والدولية والعائد منه لمشروع العزبة أيضًا، غير أن الهدف منه إدماج الطلاب من طبقات ونوعية تعليم مختلفة فى العمل العام والمساعدة فى حل مشاكل التعليم فى المناطق الأكثر احتياجا، مضيفًا: نطالب بتحسين ظروف المدرسة الوحيدة فى المنطقة ووضع رقابة عليها من وزارة التربية والتعليم، لأن دورنا يعد حل مساعدا ومحاولة لانقاذ الموقف ولن يصبح بديل عن المدرسة الأساسية. رفعة الوطن وقال محمود عمرو أحد مؤسسى المشروع، نؤمن أن التعليم هو أساس رفعة الوطن كما أن تغيير المجتمع لن يتحقق إلا بتغيير العقليات السائدة فيه، ومن هنا جاءت فكرة الحملة، ونحلم أن تكون «سطر جديد» بداية لحياة جديدة مكنونة داخل هؤلاء الأطفال ولكن تعوقهم الإمكانات. وأشار مصطفى عمر أحد أعضاء المشروع إلى أن البيئة المحيطة تؤثر فى السلوك وفى الاستيعاب كما تؤثر على قدرة الطالب على التحصيل، فالهدف من المشروع يكمن فى تغيير حياة أطفال معزولين عن الدنيا والتعليم الأساسى لايؤثر فى حياتهم، كما أن الحملة تسعى إلى خلق «مدارس بديلة» من أجل بيئة أفضل لمستقبل أفضل لأطفالنا، ولكى ينشأ جيل جديد متعلما واعيا ولديه قدرة على معرفة حقوقه وواجباته شغوفا لتطوير منطقته من أجل مستقبل أفضل لبلده، فهذا حقهم وواجبنا تجاههم.