وسط حالة من الترقب والحذر ينطلق الحوار حول اليمن فى الرياض اليوم، تحيط به تساؤلات حول مدى التزام جماعة الحوثى وصالح بوقف العمليات العسكرية والهدنة التى حددتها السعودية بخمسة أيام قابلة للتمديد لإدخال المساعدات الإنسانية وإعطاء الفرص للحل السياسى ولكن – هناك توقعات بتصعيد الحوثى خلال الأيام المقبلة حتى يجد لنفسه موقعا فى الحكم على الرغم من مشاركة بعض الشخصيات التى تنتمى الى مدينة صعدة فى مؤتمر الحوار وكذلك بعض القيادات الجنوبية وفى مقدمتها على سالم البيض وعلى ناصر محمد الرئيس السابق لليمن الجنوبى والذى طرح مبادرة للحل قبل مؤتمر الرياض بأسبوع حصلت «أكتوبر» على نسخة منها والتى تتضمن سحب سلاح الميليشيات خارج المدن والدعوة لبناء مؤسسات الدولة – ولكن تبقى الأيام المقبلة فى انتظار النتائج الأولية لمؤتمر الحوار وكذلك حسم المعارك على أرض الواقع كما يبدو تردد بعض الشخصيات الانضمام إلى نظام بعينه إضافة إلى مخاوف من اتساع نطاق الحرب وانفلات الأوضاع على الأرض. وعلمت «أكتوبر» أن بعض القيادات اليمنية السابقة التقت مؤخرا فى عاصمة عربية فى تشاور مفتوح كان أبرز شخصياته وزير الداخلية السابق رشاد العليمى وعبد الكريم الاريانى وحمود الصوفى ومعهم قيادات أخرى للتشاور حول مؤتمر الرياض وتحديد المشاركة فيما حسم الرئيس اليمنى الجنوبى على ناصر محمد مسألة المشاركة وقال إنه سيطرح مبادرة تنهى المعاناة الأليمة التى يمر بها الشعب ومظاهر الحرائق والتدمير التى تنتشر فى كل مكان وتستدعى من الجميع البحث عن مخرج سياسى يضع حدًّا للحرب ومعاناة الناس. وأضاف ناصر: استشعارًا منا للمسئولية الوطنية والإنسانية، وإسهاما منا فى العمل من أجل إنقاذ اليمن شمالاً وجنوباً، قمنا بعدد من الجولات إلى عدة عواصم عربية التقينا خلالها بشخصيات سياسية إقليمية ودولية عديدة بحثاً عن مخرج للأزمة الراهنة والحرب الطاحنة فى اليمن تصون دماء أبناء شعبنا وتنقذ ما تبقى من قدرات وإمكانات الوطن. وعليه فإننا نتقدم بهذه المبادرة التى نأمل أن تكون أساساً لإيقاف الحرب وتداعياتها، بما يفتح الطريق نحو حوار وطنى يقدم حلاً مستداماً لليمن يكفل للجميع حق المشاركة وبناء مستقبله بعيداً عن الصراعات السياسية والحروب المدمرة التى عصفت بالوطن. وتتضمن مبادرة على ناصر محمد البنود التالية: أولاً: الوقف الفورى للحرب من قبل جميع الأطراف. ونرحب بالهدنة الإنسانية المعلنة من قبل المملكة العربية السعودية ونشيد بموافقة الأطراف عليها آملين أن تكون أساسا لوقف إطلاق النار الدائم. ثانياً: الانسحاب الفورى غير المشروط لوحدات الجيش والمليشيات المسلحة المتحالفة معها من محافظة عدن ومن جميع المحافظات. ثالثاً: يتزامن مع الانسحاب لوحدات الجيش والمليشيات المسلحة المتحالفة معها، تسليم المحافظات لقيادات عسكرية وأمنية من أبنائها تقوم بحفظ الأمن فيها، والشروع فى أنشاء قوة عسكرية وأمنية لحماية المواطنين. رابعاً: البدء الفورى فى تقديم الإغاثة للمواطنين فى كافة المحافظات المتضررة وسرعة حل مشكلة العالقين فى البلدان المختلفة. خامساً: الإفراج عن جميع المعتقلين وفى مقدمتهم اللواء محمود الصبيحى وزير الدفاع وزملاؤه. سادساً: إيقاف كل الحملات الإعلامية المتبادلة بين جميع الأطراف وتهيئة الوضع لبدء حوار سياسى لبناء اليمن. سابعاً: عودة كل القوى السياسية اليمنية بدون استثناء وبدون شروط إلى حوار وطنى شامل تحت إشراف الأممالمتحدة ومجلس التعاون الخليجى وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي. ثامناً: الالتزام بأن تكون القضية الجنوبية محوراً أساسياً للمناقشة فى أى حوار للتوصل إلى حل عادل يرتضيه شعب الجنوب ضمن حقه فى تقرير مصيره. تاسعاً: ندعو كافة الأطراف الإقليمية والدولية القيام بواجبها نحو اليمن بما يعزز الأمن والاستقرار فيه وكذلك الأمن الإقليمى والدولى وفقاً لميثاق الأممالمتحدة وقرارات مجلس الأمن ذات الشأن. عاشراً: ندعو الأطراف الإقليمية والدولية الإسهام فى وضع استراتيجية تنموية شاملة تضمن إعادة إعمار ما دمرته الحرب وتعويض المواطنين عن ممتلكاتهم، وتأهيل اليمن ليكون جزءاً من محيطه الإقليمى بما يسهم فى أمن واستقرار المنطقة كلها وازدهارها. ومن المقرر أن يعقد الحوار اليمنى تحت رعاية مجلس التعاون الخليجى ومشاركة كل من جامعة الدول العربية والمبعوث الاممى الجديد ولد الشيخ احمد. وقد أفادت مصادر ل «أكتوبر» أن هناك مخاوف من محاولات حوثية لإفشال هذا المؤتمر حيث يعتزم الحوثى القيام بأعمال استفزازية عسكرية ضد الشعب اليمنى وينسبها إلى قوات التحالف بما يخلق نوعا من التعاطف لوقف العمليات العسكرية التى يقوم بها قوات التحالف لوقف نشاط الحوثى الذى امتد إلى المناطق الحدودية بين اليمن والسعودية وقد بدأت جماعة الحوثى فى نشر بيانات تحذر من تصعيد الموقف العسكرى حتى مع بداية سريان مدة الهدنة التى سبقت أعمال مؤتمر الرياض.