منذ أنشأ جوهر الصقلى الأزهر الشريف فى 4 أبريل 970م ، وللأزهر مواقف مشرفة، وأدوار لا تنسى على مدى تاريخه منها محاربة المحتل أو الوقوف بوجه الظلم، وإصدار الوثائق وإطلاق المبادرات ففى 1919م، لعب الأزهر الشريف، دورا هاما فى الثورة، وكان منبرا لإلهاب الحماسة، وقاد أئمة الأزهر التظاهرات، وخطب خطيب الثورة القمص سرجيوس، من على منبر الأزهر لمدة 59 يومًا متتالية، داعيًا لاستقلال مصر، ومؤكدا على الوحدة الوطنية. وفى 1939م، رفض شيخ الأزهر محمد مصطفى المراغى، مشاركة مصر فى الحرب العالمية الثانية ورفض تأييدها، معلنا أن مصر لا ناقة لها ولا جمل فى هذه الحرب. وقد غضبت الحكومة الإنجليزية من موقف شيخ الأزهر، وطالبت من الحكومة المصرية إصدار بيان حول موقف الإمام المراغي. وكان رد شيخ الأزهر على رئيس الوزراء المصرى حسين سرى باشا الرافض لموقفه، "أتهدد شيخ الأزهر؟ وشيخ الأزهر أقوى بمركزه ونفوذه بين المسلمين من رئيس الحكومة، لو شئتُ لارتقيت منبر مسجد الحسين، وأثرت عليك الرأى العام". وكثيرا ما وقف شيوخ الأزهر فى وجه ملوك مصر، فالإمام مصطفى المراغى؛ رفض الاستجابة لطلب الملك فاروق، ملك مصر، بإصدار فتوى تحرم زواج الملكة فريدة طليقته من أى شخص آخر بعد طلاقها، قائلا "إن المراغى لا يستطيع أن يحرم ما أحل الله".