توفى يوم الثلاثاء الماضى الشاعر القدير عبد الرحمن الأبنودى بعد رحلة صراع مع المرض عن عمر يناهز 76 عاما. كان الأبنودى قد خضع لعملية جراحية، بالمخ لاستئصال التجمعات الدموية، وعقب ذلك نُقل إلى الرعاية المركزة حيث أوصى الأطباء بحجزه لعدة أيام ومنع كافة الزيارات نظرا لحالة الرئة السيئة والتى توقفت تماما منذ شهرين واستدعت حجزه فى المستشفى. حالة عبد الرحمن الأبنودى الصحية كانت محط اهتمام الدولة المصرية، فالرئيس عبد الفتاح السيسى أجرى اتصالا هاتفيا بزوجة الراحل للاطمئنان على حالته الصحية بعد خضوعه للعملية الأخيرة، وكذلك رئيس الورزاء إبراهيم محلب. و»الخال» هو اللقب الذى ارتبط باسم شاعر الغلابة حتى رحيله، واختاره الكاتب الصحفى محمد توفيق، ليكون عنوان كتابه الصادر عنه مؤخراً و يتناول فيه سيرة الشاعر عبد الرحمن الأبنودى الذاتية. ويرصد الكتاب قصص الأبنودى الآسرة، وتجاربه المليئة بالمفارقات والعداءات والنجاحات والمواقف. وفى مقدمة كتابه، يقول توفيق: «هذا هو الخال كما عرفته.. مزيج بين الصراحة الشديدة والغموض الجميل، بين الفن والفلسفة، بين غاية التعقيد وقمة البساطة، بين مكر الفلاح وشهامة الصعيدى، بين ثقافة المفكرين وطيبة البسطاء.. هو السهل الممتنع، الذى ظن البعض - وبعض الظن إثم - أن تقليده سهل وتكراره ممكن». و كتب الأبنودى العديد من الأغانى، من أشهرها عبد الحليم حافظ أغنيات عدى النهار، أحلف بسماها وبترابها، ابنك يقول لك يا بطل، أنا كل ما أقول التوبة، أحضان الحبايب، وغيرها ومحمد رشدى أغانى تحت الشجر يا وهيبة، عدوية، وسع للنور، عرباوى. وفايزة أحمد أغانى يمّا يا هوايا يمّا، مال على مال، ونجاة الصغيرة أغانى عيون القلب، قصص الحب الجميلة وشادية أغانى آه يا اسمرانى اللون، قالى الوداع، أغانى فيلم شىء من الخوف و صباح ساعات ساعات وردة الجزائرية طبعًا أحباب، قبل النهاردة وماجدة الرومى جايى من بيروت، بهواكى يا مصر. أما الملك محمد منير فقد كتب له أجمل أغانيه مثل شوكولاتة، كل الحاجات بتفكرنى، من حبك مش برىء، برة الشبابيك، الليلة ديا، يونس، عزيزة، قلبى مايشبهنيش، يا حمام، يا رمان. كما كتب أغانى العديد من المسلسلات مثل «النديم»، و(ذئاب الجبل) وغيرهما وكتب حوار وأغانى فيلم شىء من الخوف، وحوار فيلم الطوق والإسورة وكتب أغانى فيلم البرىء وقد قام بدوره فى مسلسل العندليب حكاية شعب الفنان محمود البزاوى و شارك الدكتور يحيى عزمى فى كتابة السيناريو والحوار لفيلم الطوق والاسورة عن قصة قصيرة للكاتب يحيى الطاهر عبد الله. حصل الأبنودى على جائزة الدولة التقديرية عام 2001، ليكون بذلك أول شاعر عامية مصرى يفوز بجائزة الدولة التقديرية وفاز بجائزة «النيل» فى الآداب عام 2010 وهى أرفع جائزة فى البلاد، و فاز أيضا بجائزة محمود درويش للإبداع العربى للعام 2014. وبوفاته فقدانا أروع الكلمات وأرقى الفنون الأصيلة، كما أن خبر وفاته أحزن كثيرًا من الفنانين والمبدعين الذين تعاملوا معه على المستوى الشخصى منهم طارق علام الذى أعرب عن حزنه الشديد لوفاة الأبنودى، مؤكدًا أنه قامة فنية عظيمة فقدتها مصر والمصريون، وقال إن الأبنودى بدء صفحة بيضاء فى تاريخ الوطن بأعماله وأعطى المصريين أملا فى غد وتحدث عن قناة السويس قبل وبعد البدء فيها وكان يتمنى أن يرى اكتمال الحلم بانتهاء مشروع القناة. كما أعرب الفنان أحمد بدير، عن حزنه الشديد لوفاة الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى قائلًا:» الأبنودى عاصر الثورات التى مرت بها مصر وكان بكلماته مؤثرًا كبيرًا فيها وفى قلوب المصريين». أما الفنان أشرف زكى فقال إن خبر وفاة الشاعر عبد الرحمن الأبنودى نزل عليه كالصاعقة وأحزنه حزنًا شديدًا لان الخال علامة بارزة فى تاريخ الوطن، ومواقفه الشخصية تعبر عنه. كما نعى الفنان تامر عبد المنعم الراحل الشاعر عبد الرحمن الأبنودى مؤكدًا أنه تعامل معه على المستوى الشخصى وله معه مواقف كثيرة جميلة، داعيًا الله أن يرحمه ويدخله فسيح جناته. أما الأديب يوسف القعيد، الذى تربطه علاقة صداقة قوية ب» الراحل الشاعر عبد الرحمن الأبنودى»، دعا الله أن يرحمه ويدخله فسيح جناته. وأعرب القعيد عن حزنه الكبير لفقدان مصر والوطن العربى الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى، مؤكدًا أنه قامة فنية كبيرة أثر فى وجدان وتاريخ مصر بكلماته وشخصيته الوطنية. كما نعى الموسيقار هانى شنودة، الأبنودى بكلمات محزنة وبكى قائلًا كلمات من أشعاره:» كل الحاجات بتفكرنى وعيون حيرتها تحيرنى والذكرى مش بتصبرنى تمر صورتك أتبسم ياعبد الرحمن «، مؤكدًا أنه منذ سماع خبر وفاة الأبنودى أصبح من الحزن غير قادر على الحديث. وقالت الفنانة فردوس عبد الحميد:«أنا حزينة منذ سماعى لخبر وفاة الخال، لأنه فنان قضى عمره كله فى خدمة مصر، فكان وطنى من الدرجة الأولى فحتى إذا توفاه الله فهو عايش فى قلب كل مصرى، أدعو الله أن يرحمه ويدخله فسيح جناته». كما قال الفنان القدير يوسف شعبان:«مصر كلها حزينة عليه وليس أنا فقط باكيًا، داعيًا الله أن يرحمه ويدخله فسيح جناته».