الأوضاع متردية داخل المدارس.. العلاقة بين الطالب والمعلم تزداد سوءًا يومًا بعد الآخر.. الدروس الخصوصية استشرت بِشكل مخيف.. المعلم فقد هيبته وأصبح «ملطشة».. المناهج عفا عليها الزمن وبعضها لا يتماشى مع معطيات العصر والبعض الآخر منها يحث على العنف ومليئة بالحشو الزائد وتعظم الحفظ والصم وعدم التفكير واستخدام العقل.. والامتحانات تقيس الحفظ.. والنتيجة أن معظم الخريجين من الجامعات «أميين» ولا يعرفون أن يكتبوا أسماءهم. إذا لم نعترف بهذا الحال للتعليم فى مصر فإننا نكون بنضحك على أنفسنا.. وستزداد العملية سوءًا إذا لم تكن هناك «وقفة» عاجلة للإصلاح ومعالجة هذه العيوب.. فأولى خطوات الإصلاح هو الاعتراف بالخطأ ومعالجته.. فالحال الذى وصلت إليه العملية التعليمية ينطبق عليه القول «أمة فى خطر».. فالولايات المتحدةالأمريكية عندما استشعرت فى الثمانينيات أن طلاب اليابان يتفوقون على طلابها فى الرياضيات والعلوم قامت الدنيا ولم تقعد هناك وأعلنت «أمة فى خطر».. فما بالكم بهذا التدهور الذى تشهده المنظومة التعليمية بأكملها؟!! إننى أرى أن تغيير الوزير لن يحل المشكلة ولن يغير من تردى الأوضاع للمنظومة التعليمية.. فالقضية أكبر من الوزير وأكبر من الكلام المرسل الذى يطلقه كل وزير يتولى حقيبة التعليم ويشعرنا بأنه يعيش خارج مصر.. وأراهن بأن وزير التربية والتعليم الجديد د. محب الرافعى ورغم حماسه وإصراره على إعادة الانضباط للمدارس التى هجرها التلاميذ والمعلمون معًا فإنه لن يستطيع أن يعمل شيئًا وأنه لن يختلف عن سابقة وأن التغيير بمثابة «شالو ألدو» وينطبق عليه المثل الشعبى «أحمد زى الحاج أحمد» ولن يستطيع أن يعيد الانضباط للمدارس.. والأيام بيننا. الأمر - من وجهة نظرى - يتطلب ضرورة عقد مؤتمر قومى كبير لإصلاح التعليم فى مصر والارتقاء به برئاسة رئيس الجمهورية على غرار المؤتمر الاقتصادى.. فالتعليم لا يقل أهمية عن الاقتصاد بل على العكس فإن نجاح التعليم سيكون له مردود على نجاح الاقتصاد والصناعة والتجارة وكل شىء فى مصر.. يدعا إليه خبراء التعليم والتربية فى مصر والدول المتقدمة لوضع رؤية لكيفية الإصلاح من الحضانة إلى الجامعة واستعراض التجارب العالمية الناجحة وتحديد الشكل الذى نريده للخريج المصرى وأيضًا شكل المعلم العصرى وكيفية إعادة الهيبة والاحترام له وكذلك كيفية إعادة المدارس إلى سابق عهدها لتكون جاذبة للطلاب وإعادة كمؤسسة تربوية تعليمية.. وكيفية الارتقاء بكليات التربية مصنع المعلمين وإنهاء مشكلة الثانوية العامة وتغيير نظم الامتحانات ووضع الحلول لمواجهة الدروس الخصوصية فالأمر لا يحتمل الانتظار - ياسادة - بعد أن أصبحت الدروس الخصوصية صاحبة الكلمة العليا فى المنظومة التعليمية مما أثر عليها وأفسد الأخلاق.