يتناول الفيلم البريطانى «the theory of everything» أو «نظرية كل شىء» للمخرج جيمس مارش، قصة حياة العالم الشهير ستيفن هوكينج صاحب النظريات والكتب التى غيرت الفيزياء وعلم الكون، ولكن الحكاية كلها من وجهة نظر زوجته الأولى ورفيقة مشوار حياته لسنوات طويلة جين وايلد التى كتبت تفاصيلها فى كتاب بعنوان «من مذكرات السفر إلى اللانهاية ..حياتى مع ستيفن»، عنوان الفيلم كله هو أن الحب والتمسك بالأمل هما اللذان يصنعان كل شىء، هكذا كان ستيفن محظوظا بزوجته وحبيبته التى قابلته أثناء دراسته فى جامعة كامبريدج، وآمنت به وساندته رغم مرضه الغريب الذى أصابه بشلل تدريجى وصل إلى درجة الصمت الكامل، ولكنه نجح رغم ذلك فى الحصول على درجة الدكتوراه، وقدم دراساته العظيمة فى مجال تفسير حقيقة الثقوب السوداء التى تبتلع النجوم، ثم فى تأليف كتابه الشهير «تاريخ موجز للزمن»، وأخيرا فى كتابة دراسته الشهيرة المثيرة للجدل « التصميم العظيم» . من خلال الأداء الرائع للممثل إيدى ريدمان نرى ستيفن هوكينج فى البداية شابا طبيعيا تماما، بل إنه يبدو عبقريا مقارنة بزملائه فى جامعة كامبريدج المرموقة، يتعرف على الفتاة جين والد التى تدرس الأدب والشعر، يعجب بها، يعيشان قصة حب جميلة، قبل أن يصاب هوكينج بمرض عصبى حركى يتنبأ الأطباء أن يؤدى إلى وفاته بعد عامين فقط، ولكن جين تصر على الزواج من ستيفن، وتنجب منه ثلاثة أبناء، يطول عمر ستيفن، وتصبح جين تعويضا له عن الشلل الذى يزحف على أعضاء جسده ، سيتم تصميم مقعد كهربائى يتحرك به، ثم يصممون له برنامج كمبيوتر يستطيع أن يترجم حركات عينيه إلى كلمات مسموعة، وفى كل المراحل يقدم الفيلم جين كزوجة مثالية وفية، رغم مشاعرها العاطفية تجاه الشاب جوناثان الذى استعانت به لتعليم أولادها الموسيقى، يبرز الفيلم أيضا التناقض بين الزوجة المؤمنة بالله، وزوجها المتذبذب بين الشك والإيمان، لا يتعمق الفيلم كثيرا فى شرح أفكار هوكينج، ولكنه يستغرق فى تفاصيل حياته الإنسانية، يقدمه كرجل مرح وكأب عطوف يلعب مع أولاده رغم ظروفه الصحية الصعبة، يفتقد الفيلم تسجيل تواريخ السنوات وصولا إلى حالة هوكينج فى سنواته الأخيرة، ولكن لدينا أداء استثنائيا للممثل إيدى ريدمان الذى تدرب لشهور على أيدى مدرب للصوت وآخر للحركة، كما أنه سجل رسومات بيانية لحالة هوكينج حتى لا تفلت منه الشخصية، وخصوصا أن المشاهد لا يتم تمثيلها وفقا لترتيبها فى السيناريو المكتوب، فى مشهد أخير يقول هوكينج بأنه مادام وجدت الحياة فهناك أمل، يعود الفيلم إلى مشاهد سابقة وكأنه يدير عجلة الزمن إلى الوراء، ويتوقف عند لقاء جين مع هوكينج، هنا مولد الحب صانع المعجزات رغم كل شىء.