قرار عودة الدورى العام من عدمه بات من الأمور المستعصية التى فاقت كل الحدود.. 30 شهرًا بالتمام والكمال ونحن فى حالة شد وجذب ما بين قرار الإلغاء والعودة.. فى كل الأحوال اتحاد الكرة فشل فى إدارة المسابقة الأهم على مدار تاريخه.. منذ تولى المسئولية عقب انعقاد الجمعية العمومية فى انتخابات أكتوبر 2012.. ولن يجلب اتحاد الكرة سوى الهلاك للمنظومة الرياضية وبصفة خاصة «كرة القدم».. ولماذا تكاتفت كل المعوقات من أجل عدم استمرار واستقرار النشاط المحلى؟ «أكتوبر».. عام 2012 هو تاريخ انعقاد الجمعية العمومية والذى أفرز رئيس وأعضاء اتحاد الكرة.. تجمعت منظومة المشاكل والأخطاء المتكررة والاخفاقات فى بوتقة هذا المجلس.. وكأن «نذر شؤم» سيطر على أعضاء الجبلاية. توالت الاخفاقات على مستوى المنتخبات الوطنية الأول «الشباب» الناشئين ما تعاطاه المتلقى خلال تلك الفترة التخبط فى القرارات وعدم الاحتكام للغة العقل والصراحة.. وكان آخرها التعاقد مع المدير الفنى الأرجنتينى «هيكتور كوبر» بعد سيل من المواصفات والشروط التى على أساسها يكون الاختيار. كما أن عودة الجماهير جاءت غير مأسوف عليها بعد موقعة بورسعيد، تكرر نفس السيناريو فى الدفاع الجوى، وكانت النتيجة العودة للمربع «صفر».. ما يشغلنا هنا «العالقين» بمنظومة النشاط المحلى - الدورى العام - وما وصل إليه حالهم؟.. وكيف الخروج من هذا المأزق؟ بدأ الكلام بأيمن يونس نجم الزمالك ومنتخب مصر، حيث قال أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة اتخذوا العديد من القرارات غير المدروسة منها اختيار المدير الفنى للمنتخب الوطنى.. ولكن يجب أن يقف الجميع خلفه، بالرغم من علامات الاستفهام الكبيرة حول هذا الاختيار. ومسألة عودة الدورى العام بالتأكيد هى الشغل الشاغل لكل أعضاء اتحاد الكرة، لأن توقفه سيؤثر بالسلب على الكرة المصرية، لأن الدورى العام هو النواة الحقيقية لاختيار العناصر الأساسية للمنتخب الوطنى، كما يجب الإسراع فى تنقية الأجواء لخلق خبرات رياضية، الأمر الذى يعود على الكرة المصرية بالنفع. وعودة الدورى العام أمر ضرورى ولابد من وضع ضوابط محددة وصارمة من أجل عودة الحياة للملاعب، لأن عنصر الوقت ليس فى صالح الكرة المصرية. وتدخل فى الكلام د.جمال على المدير الفنى لمنتخب الناشئين السابق حيث قال: الأحداث التى مرت بها مصر منذ عام 2011 وحتى الآن أثرت بالسلب على قرارات اتحاد الكرة وخاصة الجانب الأمنى. واتحاد الكرة لا يملك قرارات منفردة.. ولا يتم مسألته على كل هذه الاخفاقات وأهمها عودة الدورى العام. وتحدث عن الشق الإدارى لاتحاد الكرة قال يجب على الاتحاد إعداد كوادر إدارية والاستفادة من التجارب الخارجية فى الدول المتقدمة من حيث تأمين المباريات وإدارة الأحداث والأزمات.. ودارسة وحضور المؤتمرات العالمية للحد من هذه الظواهر المختلفة التى تمر بها الكرة المصرية. وعلى أعضاء مجلس الإدارة وضع السياسة العامة لإدارة الكرة المصرية وتنفيذها عن طريق لجان متخصصة وإعطائها جميع الصلاحيات فى اتخاذ القرارات المهمة وتحمل المسئولية مثل لجنة الحكام والاعتماد على المتخصصين لإدارة هذه اللجان، وعلى رأس هذه اللجان «لجنة فنية» لاختيار المدير الفنى للمنتخب الوطنى، ولجنة للمسابقات للتعامل مع هذه الأحداث.. كل هذه الأمور كان من الأهم وضعها ضمن الأولويات الضرورية فى ظل الحالة الاستثنائية التى تمر بها الكرة المصرية حتى نتجنب أى اخفاقات فى المستقبل. عبد الله مغازى مدرب مرمى الاتحاد السكندرى لديه رؤية إدارية فى مثل هذه المواقف والظروف التى تمر بها البلاد حيث قال يجب الضرب بيد من حديد لكل متجاوز، لأن نشاط كرة القدم ما هو إلا منظومة اقتصادية يستفيد منها قطاع عريض يصل إلى خمسة ملايين وأكثر، لذلك لابد من عودة هذا القطاع لمساره الصحيح.. أغلب الأندية تعانى من الإفلاس، لأن هناك رواتب ملقاة على كاهل الأندية فى ظل عدم ضخ موارد مالية، كما أن عدم استقرار وانتظام المسابقة ينعكس بالسلب على الجميع سواء داخليا أو خارجيا.. هذا فى حد ذاته يؤثر على قدرة الاستثمار الرياضى فى الوقت الذى دخلت فيه الأندية المصرية للمعترك الإفريقى وهذا يتطلب عودة ضرورية للنشاط المحلى. تامر بجاتو لاعب الأهلى والزمالك الأسبق قال لابد من الالتزام والنظام حتى تكون البداية جيدة.. بمعنى لا عودة للأمور الماضية، وطالبنا من قبل بضرورة الالتزام بجميع التعليمات وكل واحد فى «مكانه» ولا يتدخل فى عمل الآخر حتى لا تختلط الأمور، وبالتالى نتجنب العودة للمربع «صفر» كل شخص فى هذه المنظومة له دور يجب القيام به على أكمل وجه. واختتم محمود الشامى عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة حيث قال أداء اتحاد الكرة فى الفترة السابقة بسبب الوقت الذى جاء فيه وهو صعب للغاية،حيث بدأت الأحداث بحريق مبنى اتحاد الكرة الذى ترتب عليه إيقاف جميع الأنشطة وبعدها اخفاقات المنتخبات الوطنية فى الوصول لنهائيات الأمم الأفريقية رغم المساعى المتكررة من جانب اتحاد الكرة لعودة النشاط، واختتمت الأحداث بكارثة ستاد الدفاع الجوى. وما تهدف إليه خلال الفترة القادمة هو وصول المنتخب الأوليمبى إلى أوليمبياد «ريودى جنيرو» وإعداد المنتخب الأول بقيادة كوبر للوصول إلى نهائيات كأس العام 2018 بروسيا.