أسبوع عمل حافل متوج بالنشاطات الخارجية والداخلية، شارك فيه الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى أعمال المنتدى الاقتصادى العالمى فى دافوس بسويسرا، والذى شارك فيه أيضًا عدد من رؤساء الدول والحكومات، بالإضافة إلى العديد من الشخصيات الدولية البارزة فى مجالات المال والأعمال والإعلام والمجتمع المدنى والمؤسسات الأكاديمية والبحثية. ورافق الرئيس وفد يضم السادة وزراء الصناعة والتجارة، والمالية، والخارجية، بالإضافة إلى محافظ البنك المركزى وأمام حوالى ألف مشارك، ألقى الرئيس كلمته فى الجلسة الخاصة التى نظمها المنتدى، وتعد من أرفع مستويات المشاركة فى المنتدى، وخصصت لعدد محدود من رؤساء الدول والحكومات، ولا يتوازى معها أية فعاليات أخرى، وتكون مفتوحة لحضور جميع المشاركين فى المنتدى والذين يُقدر عددهم بأكثر من ألف مشارك. واستهل الرئيس عبد الفتاح السيسى كلمته فى افتتاح منتدى دافوس الاقتصادى بتقديره للشعب المصرى بأكمله موضحا أن التحديات التى نواجهها فى مصر لن تمنعنا من التطلع إلى مستقبل أفضل، وأضاف الرئيس أن عمليات الإرهاب تواجه العالم أجمع وليس مصر وحدها، مضيفًا: «نواجه الإرهاب لكن لن تثنينا معركتنا معه عن تحقيق طموحاتنا». وبيَّن الرئيس أن مصر بعد إجراء الاستفتاء على الدستور والانتخابات الرئاسية تستعد لإجراء الانتخابات البرلمانية فى خطوة أخيرة لاستكمال خارطة المستقبل، وتابع أن الصعوبات والتحديات ليست مجازية، لكنها ضاغطة على الشعب المصرى، ولن تمنعه أن يطمح لمستقبل أفضل والتاريخ القريب يشهد على قدرة وحكمة المصريين، الذين أزالوا حكم الفرد عندما انحرف عن الشرعية ونزعوا الشرعية لمن أرادوا أن يستأثروا بها. وأشار الرئيس إلى أن التحديات والصعاب التى تواجهنا لا تقتصر على الإرهاب فقط بل هناك صعوبات اقتصادية يجب أن نواجهها بكل شجاعة، موضحًا أن مصر تعمل على سن قوانين وتشريعات جديدة من خلال مجلس النواب لتضمن حياة أفضل للأفراد وإيجاد فرص عمل للشباب ومؤكدًا أنه لا يتم التغلب على التحديات التى تواجه المجتمع إلا بإيجاد فرص عمل لهم. وقال الرئيس أمام المنتدى، إن لدينا عددا من الخطط المستقبلية الاقتصادية لتحقيق الازدهار الاقتصادى من بينها إتباع سياسة نقدية تعالج التضخم، ونعمل على ضمان الحماية للفئات الأكثر احتياجا وتطبيق برامج التنمية الشاملة حيث بدأت المرحلة الأولى من مشروع استصلاح المليون فدان وتم تعديل أسعار الوقود بما يعزز عمليات البحث والتنقيب عن الغاز والبترول ووجه الرئيس الدعوة لكافة الشركاء الباحثين عن فرص جيدة للاستثمار للمشاركة فى مؤتمر «مصر المستقبل» فى مارس المقبل للتعرف على المشروعات المتاحة فى البلاد، مؤكدًا حرص مصر على الانفتاح على العالم وعلى تنفيذ التزاماتها التعاقدية والاستمرار فى التعاون المثمر مع الشركاء الأجانب وعلى إزالة كافة العقبات التى يواجهها الاستثمار بين الدولة والمستشمرين الأجانب وعلى طرح قوانين تضمن منافسة عادلة لكل المستثمرين وإعداد قانون الاستثمار الموحد وإعداد نظام الشباك الواحد وحث الصناديق الخاصة على الاستثمار فى المشروعات القومية لتحقيق سياسة مالية رشيدة لحماية محدودى الدخل والفئات الأكثر احتياجا. ووجه الرئيس الدعوة لكافة المستثمرين الذين يسعون للاستثمار فى مصر إلى المشاركة فى مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى فى مارس المقبل مؤكدًا أن مصر حريصة على الانفتاح على العالم والانضمام لكافة الاتفاقات الدولية بحيث لا تكون فى عزلة عن العالم، مطالبًا العالم أن يتكاتف للنهوض بالاقتصاد العالمى، وأضاف أن العولمة بالرغم من إيجابيتها إلا أن لها العديد من السلبيات خاصة فى دول العالم النامى التى تعانى من البطالة بمستويات مرتفعة. من جهة أخرى، ترأس الرئيس عبدالفتاح السيسى اجتماعاً مغلقاً شارك فيه 52 شخصية دولية من رؤساء دول وحكومات ووزراء، ورؤساء منظمات دولية، وعدد من الشخصيات العامة، وناقش الاجتماع الجهود الدولية الراهنة للتصدى لظاهرتى العنف والتطرف، وذلك من خلال تناول عدد من التحديات والمخاطر الأمنية الراهنة الناجمة عن التنظيمات الإرهابية فى منطقة الشرق الأوسط وغيرها، وأوجه التعاون الممكنة بين الحكومات ومجتمع الأعمال والمجتمع المدنى للتصدى لظاهرة تنامى التطرف، وكيفية تمكين صانعى القرار من مراعاة التوازن بين الأمن والحريات المدنية. كما التقى الرئيس على هامش أعمال المنتدى بعدد كبير من رؤساء الدول والحكومات، من بينهم الملك عبد الله بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية وسيمونيتا سوماروجا رئيسة الاتحاد السويسرى، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وإيرنا سولبيرج رئيسة وزراء النرويج، وفيديريكا موجيرينى المفوضة الأوروبية للسياسة الخارجية، كما التقى مع عدد من رؤساء مجالس إدارات كبرى الشركات العالمية. وأمام قمة الطاقة بالإمارات.. أمن الخليج العربى لا يتجزأ عن أمن مصر القومى فى إطار سعيه لتمتين أواصر العلاقات مع الدول العربية وتطوير التعاون الثنائى القائم بين مصر والأشقاء العرب، قام الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال الأسبوع الماضى بزيارة رسمية لدولة الإمارات العربية المتحدة وحظيت الزيارة التاريخية الأولى للرئيس ل« أبو ظبى» باهتمام غير مسبوق من قبل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى والفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد ابو ظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وحكام الإمارات، وجاءت زيارة الرئيس السيسى للمشاركة فى القمة العالمية لطاقة المستقبل والتى استضافتها الإمارات الأسبوع الماضى وشارك فيها زعماء الدول وقادة الفكر وصناع القرار والمستثمرين من مختلف أنحاء العالم لمناقشة التحديات المتعلقة بمستقبل الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة وتعد الحدث الأبرز على مستوى العالم ومحل اهتمام غالبية الدول. وأشار الرئيس فى كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للقمة العالمية لطاقة المستقبل إلى العلاقات التاريخية والروابط الراسخة بين مصر والإمارات العربية المتحدة التى أرساها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان –رحمه الله- والتى دعمتها المواقف التاريخية لدولة الإمارت حكومة وشعبا فى مساندة مطالب وتطلعات الشعب المصرى فى أعقاب ثورة 30 يونيو. وأكد الرئيس على أن مصر تعتبر أمن منطقة الخليج العربى خطًا أحمر وجزءًا لا يتجزأ من أمنها القومى.