الهند نجحت فى الدوران حول المريخ بأقل تكلفة واستطاعت الاكتفاء الذاتى لثانى أكبر تجمع سكانى فى العالم.. يزورها أوباما ويستقبله مودى رئيس وزراء الهند بالحميمية والأحضان متجاوزًا بروتوكول الزيارة ويوقّع عدة اتفاقيات تجارية وعسكرية لزيادة حجم الشراكة الهنديةالأمريكية.. والأهم فى الاتفاقيات زيادة حجم التعاون والتبادل فى مجال الطاقة النووية ويقدر حجمها بمليارات الدولارات.. والهدف المعلن من الزيارة مكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية» والتصدى للتحديات العالمية.. ونسأل ما هى تلك التحديات؟! وفى تزامن سريع يهبط جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى إلى باكستان ويردد من هناك نفس سبب هدف زيارة أوباما للهند. ونؤكد هنا على ازدواجية المعايير الأمريكية فى العلاقة بين البلدين.. ففى الهند تدعم مشاريع التوسع فى الطاقة النووية السلمية، وعلى العكس تمامًا فى باكستان تحظر عليها الحصول على تقنيات الطاقة النووية.. ولكنها تعدها مركزًا استراتيجيًا فى استغلال أراضيها لمرور قوات حلف الناتو إلى أفغانستان وطريق للإمدادات قواتها بالسلاح والمؤن.. وأفغانستان كما نعلم بمثابة الشوكة فى حلق روسيا.. والهندوباكستان من أكبر الدول المستوردة للغاز الإيرانى، واستطاعت أمريكا فى استغلالهما منذ فرض الحصار الاقتصادى على إيران.. ونلاحظ الازدواجية الأمريكية تتكرر فى التصدى لاستمرار إيران فى استكمال مشروعها النووى.. وتقف خلفها بقوة إسرائيل فى نزع أى مشروع نووى بالشرق الأوسط.. وهذه الأخيرة تقيم علاقات قوية مع الهند منذ أوائل التسعينات، وأحجبت الصراع مع باكستان.. واستغلت إسرائيل الهند كسوق كبير وحلقة وصل للشرق الأقصى لتجارة السلاح حتى صارت ثانى مورد سلاح للهند.. ودعمت الهند فى مشاريعها النووية، رغم عدائها أيضا لإقامة أى مشروع نووى سلمى فى المنطقة العربية.. وتجد ترحيب قوى من أمريكا. ويرى بعض المحللين فى الهندوباكستان أن الخاسر من هذه التحالفات شعوب جنوب آسيا ودول الخليج لسياسات أمريكا الخبيثة فى إشعال المنطقة.. ثم تأتى تصريحات «هاتشمان» السفير الأمريكى فى الصين تدعم وجهة النظر السابقة، حيث قال إن الهدف من زيارة أوباما للهند لإقناعها بالانضمام إلى ائتلاف الدول الديمقراطية لمواجهة الصعود الصينى.. وبمعنى آخر أن تكون عين أمريكا على الصين وتصبح قوة موازية.. وتحركها أمريكا فى التوقيت المناسب لمهاجمة الصين، ولكن ما يخيب آمال أمريكا عدم إمكانية الهند فى تحقيق الطفرة الاقتصادية والتفوق الصناعى كما حدث فى الصين.. أم أن هذا التحالف الأمريكى الهندى ثم الباكستانى محاولة استبقاية للضغط على إيران إذا استقوت على المناطق العربية التى تبسط نفوذها عليها.. فأمريكا تقوم دائمًا على سياسة المواجهة والتصعيد أكثر من دور التوازن الإقليمى. وأخيرًا يجب على مصر ألا يغيب دورها فى هذه المنطقة الآسيوية وتحاول أن تنشأ اتفاقيات اقتصادية وصناعية مع الهند لما ينتظرها من دور استراتيجى فى المرحلة القادمة. *** وبعيداً عن السياسة وفى مشهد طريف يغتسل حجاح الهندوس سنويًا فى مياه نهر غانجير المقدس لهم لأنهم يعتبرونه رمزًا للتظهير إلا أن الحقيقة المُرة إن حوالى مائة مدينة وقرية هندية تطل على النهر تصب فيه صرفها الصحى بشكل مباشر وتلقى فيه ملايين من الأطنان من النفايات والمخلفات القذرة. *** هل تعلم أن شركة آبل تخطت أرباحها أرباح أكبر عملاق اقتصادى وهو «إكسون موبيل» وتعد أكبر شركة نفط خاصة متعددة الجنسيات فى العالم.. وبلغت أرباح آبل 18 مليار دولار بسبب مبيعاتها ل 74.5 مليون آى فون.. وآبل تعتزم الآن فتح أكبر متجر لها على الإطلاق فى العالم مول الإمارات بدبى وسيكون أول متجر فى الشرق الأوسط.. وعقبال مصر قريبًا.