في الذكرى العاشرة للتفجيرات النووية ..أميركا والهند تدخلان في اتفاق شر اميتابه بال بعد 10 سنوات من اقتحام الهند نادي الاسلحة النووية، تخطط ادارة بوش لمكافأتها على سلوكها السيء. فعندما اجرت الهند تجارب نووية في 11 و13 مايو عام 1988، ادانت ادارة كلينتون هذه التجارب وفرضت عقوبات عليها. لكن ادارة بوش تتغاضى عن التصرفات الهندية. من خلال الاتفاق المشروط بتزويد الوقود والمفاعلات والتقنية الاخرى للقطاع النووي المدني للهند، فإن الولاياتالمتحدة تضفي شرعية على مشروع الاسلحة الذي تخيلته الهند بشكل غير امين. بالعودة الى اواخر الستينات واوائل السبعينات، اساءت الهند استخدام المواد والمهارة التي وفرتها لها بلدان اخرى مثل كنداوالولاياتالمتحدة لصالح برنامج طاقتها النووية وحولتها لاسلحة نووية. الان، اذا مضى الكونجرس والائتلاف الحاكم في الهند قدما، سوف تغدو ادارة بوش المساند الاكبر للبرنامج النووي الهندي. وقال ايد ماركي عضو مجلس النواب الديمقراطي" هذا الاتفاق هو كارثة بالنسبة لبرنامج منع الانتشار النووي على ظهر المعمورة. فهو ينسف اي محاولات في المستقبل يمكن ان نتخذها لاقناع الباكستانيين او الايرانيين او الكوريين الشماليين او لهذا الغرض في اي بلد اخر في العالم يمكن ان تكون مهتمة بالحصول على اسلحة نووية بان هناك ميدان لعب وان هناك مجموعة حقيقية من الاجراءات الوقائية." إذن لماذا كل هذا السخاء من قبل ادارة بوش تجاه الهند؟ الاجابة على ذلك في امرين. أولا، انها تريد ادراج الهند بوصفها شريكا قويا في حملاتها العالمية. حيث من المتوقع ان تنضم الهند للولايات المتحدة في جهودها لاحتواء بلدان مثل الصين وايران. ثانيا، تريد الشركات الاميركية ان تتربح من بيع المفاعلات النووية والامدادات للهند. سوف يشكل الاتفاق فرصة كبيرة امام الشركات الاميركية والهندية حسبما يرى رون سومرز رئيس مجلس الاعمال الاميركي - الهندي. ويضغط المجلس بشكل قوي على الكونجرس من اجل اقرار الاتفاق. لكن يجب رفض هذا الاتفاق، لأنه يضفي الشرعية على برنامج اسلحة نووية يعد في الاساس تفخيما للذات من جانب النخبة الحاكمة في الهند. وهو يعجل بسباق اسلحة نووية في المنطقة حيث يجبر باكستان على توسيع برنامجها ويحرض الصين على ان تكون في وضع نووي اكثر تقدما ايضا. كما يشجع على الضغط على الموارد النادرة للحكومة الهندية حتى في الوقت الذي تحتاج فيه البلد بشكل ماس الى النهوض بشعبها. فهو يجر الهند الى المشروع العالمي المعتل التفكير لادارة بوش. وهو يعزز فكرة الاسلحة النووية بصفتها امرا مشروعا، في الوقت الذي تبدو فيه بغيضة وحقيرة بالنسبة لاي بلد جديرة بالاحترام. بالتأكيد فإنه يجب على اقدم واكبر ديمقراطيتين في العالم ان يعرفا بشكل افضل انهما ينخرطان في اتفاق شر على الجميع. نشر في صحيفة " ام سي تي " ونقل من صحيفة " الوطن العمانيه " 13/5/2008