نحكى أولًا عن الأغنيات التى تضمنتها أفلام العام الأول من السبعينيات - عام 70، وعمومًا امتازت فترة السبعينيات على الصعيد السياسى بحدثين.. الأول كان الفترة التى أعقبت نكسة يونيو وساد فيها الشعور بالانكسار وضرورة تحقيق الثأر.. الأمر الذى تحقق بانتصار أكتوبر 73، الحدث الثانى كان رحيل الزعيم جمال عبد الناصر، أما عن الأصوات التى صاغت بأصواتها الأغنية السينمائية فهى عديدة. .. السطور التالية تبدأ الحكاية بالحكى عن أغنيات السينما فى العام الأول من السبعينيات عام 70. المطرب الشعبى محمد رشدى قدم فى هذا العام أغنياته فى فيلمين (فرقة المرح) من إخراج فطين عبد الوهاب والثانى فيلم (ورد وشوك) من إخراج كمال صلاح الدين، فى فيلم (فرقة المرح) غنى محمد رشدى من كلمات محمد حمزة وألحان بليغ حمدى (ع الرملة) و(طاير يا هوا) ومن كلمات عبدالرحيم منصور غنى بتلحين بليغ أيضًا فى هذا الفيلم (ما على العاشق ملام).. وفى فيلم (ورد وشوك) غنى رشدى (آه يا هوى) من كلمات محمد كمال بدر وألحان إبراهيم رأفت وغنى (الواد من بورسعيد) من كلمات عاطف رزق وكان اللحن ل محمد رشدى، .. وفى عام 70 ظهر لشادية فيلم (نحن لا نزرع الشوك) من إخراج حسين كمال وغنت شادية فى هذا الفيلم من ألحان بليغ وكلمات عبدالوهاب محمد (العين ماتعلاش على الحاجب) وغنت لهما أيضًا (رنة قبقابى)، أما فيلم (ثرثرة فوق النيل) وهو الفيلم الذى كان يحمل موضوعه انتقادًا مباشرًا لفترة حكم الرئيس عبد الناصر، فالغناء فيه كان لعايدة الشاعر التى غنت بتلحين بليغ حمدى وكلمات حسين السيد (كل حب وانت طيب) وغنت من ألحان محمد الموجى (سلمولى على مصر) ومن ألحان بليغ وكلمات حسين السيد غنت صباح فى هذا الفيلم أيضا (أمّورتى الحلوة).. أغنية (أنا عبدتك) و(يانا يانا) كانت من كلمات مرسى جميل عزيز ولحن بليغ، أما أغنية (بيقولولى توبى) فكانت الكلمات (محمد حمزة). .. هذه مجمل أغنيات عام 70، أما أهم ما احتواه مضمون هذه الكلمات فنوجز جانبًا منه فيما يلى.. .. فى أغنية (ع الرملة) لمحمد رشدى فى فيلم (فرقة المرح) حالة خوف طاغية على الحبيب، فى البداية الخوف من الرملة (ع الرملة، ع الرملة آه خايف م الرملة) ثم يتحول من الرملة إلى خوف من الموجة على الرملة (م الموجة لا تهد الرملة وتهد قصور وياها)، هذه الحالة من الخوف تزول بمجرد وصل الحبيب الذى يتصالح المحب مع الموج ومع الرملة (ع الرملة أحباب وأخوات بيقولو للموج حكايات). وفى أغنيته (طاير يا هوا) حول رشدى الهوا إلى عزول خايف منه (طاير يا هوا طاير ع المينا - رايح ياهوا تخبر أهلينا بقصة الهوا وتفتن علينا).. فى فيلم (نحن لا نزرع الشوك) عبّرت أغنيات شادية عن نفسية فتاة معدمة لا ترى أنها تملك شيئا غير جسدها الأنثوى فى مقابل إحساس طاغ بضغط الفوارق الطبقية، ذلك واضح فى مفردات أغنيته (العين ماتعلاشى ع الحاجب) التى دارت حول (العين والحاجب، والطاعة، والواجب والقسمة والبخت والصبر والمكتوب).. وكان مطلع الأغنية (قدمنا الحب يا قلبى فوق الطاعة وفوق الواجب). واختتمت الأغنية بسؤال (هو كمان فى الحب يا قلبى - العين ماتعلاش على الحاجب).. أما فى أغنية (رنة قبقابى) فيظهر إحساس الفتاة الفقيرة حينما تجد فى جمالها قوة تجعلها قادرة على أن تكون متحكمة تعز وتذل. .. نفس الحالة فى أغنية (الطشت قاللى) التى غنتها عايدة الشاعر فى فيلم (ثرثرة فوق النيل) حيث تبرز الأغنية شروط الفتاة المعدمة التى تملك أن تفرضها على المجتمع حولها بجمال جسدها الأنثوى.. أما دويتو (آدى البيضة) فى فيلم (حرامى الورقة)، فكان يحاول بلعبة آدى البيضة أن يحل مسائل تشكل هم الإنسان تلك الفترة، ونفس الشىء كان فى أغنية (الحدوتة) التى قدمتها ثناء البارونى فى نفس الفيلم.. فى حين كانت (الفلوس) موضوع دويتو أحمد سامى وشكوكو الذى كان مطلعه (تحيا الألوف - تحيا الجنيهات).