الخارج يساندك ويحفزك ويدفعك إلى الأمام والداخل يحاربك ويحبطك ويدفغك إلى الخلف. هذا تجسيد حقيقى لما يحدث فى الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى إحدى منظمات الجامعة العربية الوحيدة والمتخصصة فى النقل البحرى ومقرها الإسكندرية والقاهرة وعلى أرض مصرية منذ أكثر من أربعين عاما. وهذه الأكاديمية أنشأها الدكتور جمال مختار بهدف تخريج قباطنة السفن الملاحية والتجارية على اعتبار أن هذا التخصص ليس له نظير فى الجامعات المصرية والعربية.. ومع البداية الجادة توافد على الدراسة بها طلاب من معظم الدول العربية. ومن ثم تم ضمها لجامعة الدول العربية باعتبارها منظمة عربية رائدة وفريدة فى مجالها وتعرضت الأكاديمية العربية لمؤامرة نقلها إلى دول عربية أخرى بعد اتفاقية السلام مع إسرائيل ومقاطعة بعض الدول العربية ولكن الدكتور عصمت عبد المجيد أمين عام الجامعة العربية والمهندس سليمان متولى وزير النقل حينذاك تصديا لهذه المحاولات الفاشلة. ومع نشأة الجامعات الخاصة فى مصر فى بداية الألفية الثالثة تم إضافة مجالات العلوم والتكنولوجيا لنشاطها من هندسة وإدارة كما امتد نشاطها من المجالين المحلى والعربى إلى العالمية. وفى عام 2005 قرر مجلس وزراء النقل العرب تكليف الأكاديمية العربية بتمثيل جامعة الدول العربية فى المنظمة البحرية الدولية فى لندن. وقد شارك الدكتور إسماعيل عبد الغفار رئيس الأكاديمية فى المجلس التنفيذى للمنظمة فى أول يناير الجارى. واستعرض إنجازاتها فى مجال التدريب البحرى مما أثار اعجاب البروفسور كوجى سيكميزو أمين عام المنظمة البحرية ولذلك حرص على أن تكون أول أكاديمية يقوم بزيارتها فى 23 يناير الجارى تمهيدا لزيارة باقى الأكاديميات الناجحة على مستوى العالم وتم رفع شعار المنظمة لهذا العام (التعليم والتدريب البحرى) علما بأن المنظمة البحرية الدولية إحدى المنظمات المتخصصة للأمم المتحدة وهى مسئولة دوليًّا عن نقل 90% من تجارة العالم بحرًا وتم انشاؤها عام 1984 ومصر عضو بها منذ انشائها. إلى هذا الحد يقدر العالم الأكاديمية العربية بل إن الجامعة البحرية الدولية بالسويد تحتضنها منذ عام 1983 ووقعت فى 2013 اتفاقية للتعاون معها فى مجال التدريب البحرى. وتقديرًا للأكاديمية العربية تم اختيار الدكتور إسماعيل عبد الغفار رئيسها عضوا بلجنة المستشارين رفيعى المستوى. وزار وفد من الجامعة الدولية برئاسة البروفيسور نيل مونتين مقر الأكاديمية العربية فى مقرها فى أبو قير بصحبة 15 طالب ماجستير تخصص سلامة بحرية لأول مرة منذ إنشائها.