«مصر بحضارتها وتماسكها ووحدتها ستكون رادعاً للإرهاب» هذا ما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال زيارته للكاتدرائية المرقسية بالعباسية لتقديم واجب العزاء لقداسة البابا تواضروس الثانى فى شهداء الوطن الذين اغتالتهم يد الإرهاب الداعشى ذبحاً فى ليبيا، مشدداً على أن المحن تزيد المصريين صلابة وقوة، وأن مصر سوف تثأر لدماء شهدائها، فالشعب كله مجروح لأجلهم.. الزيارة التى جاءت بعد ساعات قليلة من الحادث الإرهابى، سبقها رد فعل سريع وفورى من خلال القصف الرادع للقوات الجوية المصرية لمواقع داعش داخل ليبيا انتقاماً للشهداء، وثأراً للكرامة المصرية، فى مشهد رفع الروح المعنوية للشعب المصرى، وجعل كل مصرى فى أى مكان فى العالم يشعر بأهميته ومكانته فى قلب الوطن ويفتخر بجيشه وقيادته.. أكد القمص بولس حليم المتحدث الرسمى باسم الكنيسة أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى للكاتدرائية للتعزية فى شهداء الوطن وبعد ساعات قليلة من الحادث تؤكد أنه رئيس لكل المصريين.. رئيس قائد.. يتحمل المسئولية.. ويعرف نبض الشارع.. والإرادة الشعبية للجماهير.. ويحقق هذه الإرادة.. وأشار حليم إلى أن الرئيس السيسى أكد خلال زيارته للكاتدرائية على عدة نقاط منها.. أن هذا الحادث مصاب لكل المصريين.. وأن الشعب المصرى كله مجروح.. وان الألم والمحن تزيد المصريين إصرارا، وتزيد من تماسكهم ووحدتهم.. وأكد الرئيس على أن مصر مهددة من جهات كثيرة.. وان المنطقة كلها مهددة ولكنه يراهن على أن حضارة مصر.. وتماسكها ووحدتها ستكون رادعاً للإرهاب.. كما كلف الرئيس المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية بالذهاب إلى قرى أسر الشهداء لتقديم واجب العزاء باسمه، كذلك كلف رئيس الوزراء فى صرف التعويضات والمعاشات، وكل هذا كان لفتة إنسانية جميلة من سيادته. ووصف بولس الحادث بأنه صادم ومهين للإنسانية كلها، مشدداً على أن الضربات التى قامت بها قواتنا الجوية ضد مواقع داعش فى ليبيا بعد سويعات من الحادث ليست فقط ثأراً للشهداء، وانما هى ثأر للكرامة المصرية.. ثأر لكل مواطن مصرى يشعر أنه غالى على بلده.. أن دمه لا يذهب هدراً. وأضاف بهذا فأن كل مصرى فى أى مكان فى العالم يشعر بأهميته ومكانته فى قلب الوطن وقيادته.. مؤكداً على أن هؤلاء الشهداء مصريون، وبالتالى هم فى كنف الدولة، وهى التى تقوم بالحفاظ على رعاياها ورعايتهم وحماية حقوقهم. إشارات متعددة من جهته قال القمص مكارى حبيب سكرتير البابا تواضروس الثانى إن زيارة الرئيس للكاتدرائية للتعزية فى شهداء الوطن تعطى أكثر من اشارة فهى أولاً دليل على أنه أب لكل المصريين.. وهذه هى مشاعرة الحقيقية.. ثانياً أنه قدوة لكل مسلم ومسيحى فى مصر فى طريقة التعامل والتفاعل مع الآخر.. ثالثاً شعوره أننا قطعة منه اتجرحت فيتألم من أجلها.. وأضاف كانت مشاعره حساسة فهو إنسان بمعنى الكلمة قبل أن يكون رئيساً.. له مشاعر طيبة ومحبة لكل الناس.. وقد سبق وزارنا فى عيد الميلاد وكان لهذه الزيارة وقتها رد فعل قوى عند الجميع.. وبالطبع زيارته الحالية مسحت دموع كثيرين، وكانت تعزية فى وقت الشدة.. وأكد حبيب أن مشهد الضربات الجوية لقواتنا المسلحة هى ثأر لكرامة مصر.. ثأر لكرامة كل مصرى.. وثأراً لكرامة الجيش.. وثأر للسيسى.. لأن الجناة بجريمتهم طعنوا كل ذلك.. وأضاف كانوا يريدون بفعلتهم تحقيق عدة أهداف، أولا إحداث فتنه طائفية.. ففى اعتقادهم أنهم عندما يقتلون المسيحيين فإن هذا يعنى أن مسلما قتل مسيحيا فتحدث فتنه.. وبالطبع لا لأننا «لحمة واحدة».. ثانياً كانوا يهدفون لتشتيت جهود الجيش .. يحارب فى سيناء.. فى ليبيا.. على الحدود الجنوبية.. يريدون اضعاف الجيش.. يعلمون أنه لو سقط الجيش سقطت مصر.. لأنه درع الحماية لمصر كلها.. ولكن الله هو الحامى ولن يسمح بسقوط مصر ابداً، طالما إننا نحب بعضنا البعض وكلنا يد واحدة، فمستحيل السقوط مع الوحدة.. وشدد حبيب على أن الحادث وحد المصريين بعكس ما كان يبتغى مرتكبوه.. وأضاف لا شك أن أى ضغط خارجى يقربنا لبعضنا أكثر.. ما يفرق هو ان تكون الضربة من الداخل.. ولكن الضغط الخارجى يزيدنا تلاحما.. وكل مؤامرة أو حادث إجرامى يكشف الإرهابيين أكثر.. يظهر غباءهم وعدم محبتهم لله.. ويكشف الوجه القبيح للإرهاب والإرهابيين، وبالتالى الناس تكرههم وتنبذهم أكثر.. كلمة البابا وفى كلمته أثناء قداس التأبين الذى أقيم على أرواح الشهداء فى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية وحضره العديد من الشخصيات العامة والسياسية، أشاد البابا تواضروس بالجهود التى بذلتها الدولة فى هذه القضية مقدماً تعازيه لأسر الشهداء، ومشيراً إلى أن الكنيسة القبطية هى أم الشهداء طوال تاريخها، وإن الوطن قدم ومازال يقدم الشهداء فى كل المجالات وفى مقدمتها القوات المسلحة والشرطة لأنهم خط الدفاع عن تراب مصر المقدس، مشدداً على أن شهداء الوطن والدفاع عن الأرض شهادتهم أمام الله غالية. وأضاف تواضروس نحسب إننا كسبنا 21 شهيداً فى السماء ولذلك فالتاريخ يسجلهم، وتاريخ الكنيسه يذكرهم، وتاريخ الوطن يعرفهم، كذلك نحن نصلى من أجل هؤلاء المعتدين الذين صاروا فى عمى القلب وتناسوا إنسانيتهم.. نصلى لهم لكى ما يتوبوا قبل فوات الآوان، فالشر والعنف والظلم والقهر والإرهاب حتى وان تخفى تحت رداء الأديان فهو غير مقبول امام الله.. وقال تواضروس ليحفظ الله بلادنا مصر ويحفظ كل مسئوليها ونحن نثق تماماً أن مصر بكل قيادتها وعلى رأسها السيد الرئيس اصحاب حق، ولذلك فأن محاربة هذا الفكر الضال وهذا الشر وان كانت ستطول فإن النصرة ستكون لمصر.. وكانت الكاتدرائية المرقسية بالعباسية شهدت توافد العديد من الشخصيات السياسية والعامة وكبار رجال الدولة والوزراء والسفراء العرب والاجانب لتقديم واجب العزاء فى شهداء الوطن وكان فى مقدمتهم رئيس الوزراء، وفضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وفضيلة مفتى الجمهورية، والعديد من رجال الدين الاسلامى والمسيحى، واصدر بيت العائلة المصرية بياناً يدين الحادث الوحشى مشدداً على أن المصريين، مسيحيين ومسلمين، يعيشون منذ 15 قرناً فى مصير واحد، وحياتهم مشتركه فى لحمة واحدة، ونسيج مشترك، ولن يفت هذا الحادث الإرهابى من عضدهم، بل سيزيدهم إصراراً وتمسكاً بوحدة مصيرهم وعيشهم المشترك.