لعلكم لاحظتم أننى كتبت عن نفسى حينما كتبت عن يوسف شريف رزق الله، كتبت عن زمنى وأنا أكتب عن برامجه، كتبت عن أفلامى الأولى وأنا أكتب عن برامجه الأولى، لعلكم لاحظتم أننى استدعيت وأنا أتحدث عنه سامى السلامونى وآخرين.. توستاليجا مكتسحة لزمن الاكتشاف، وأوقات الصبا والطفولة ولحظات فتح الأبواب المغلقة، لكى يدخل النور.. «نور السينما».. هكذا كتب الناقد السينمائى والزميل الكاتب الصحفى محمود عبد الشكور فى مقدمة كتابة الصادر عن مهرجان القاهرة السينمائى «يوسف شريف رزق الله.. عاشق الأطياف»، وهكذا عبر عن تقديره وتأثره بصاحب أشهر البرامج والحوارات السينمائية فى التليفزيون، ورائد هذا النوع من البرامج التى كانت سببًا مباشرًا فى تعريفنا بعالم الفن السابع، وإطلاعنا على أهم الأفلام العالمية، والتعرف على أشهر المهرجانات السينمائية الدولية، وأبرز نجوم ونجمات ومخرجى وصناع السينما، من خلال التحقيقات التليفزيونية، والحوارات الراقية التى كان يجريها يوسف رزق الله بالفرنسية والانجليزية ضمن برامجه العديدة وتغطياته التليفزيوينة التى أمتعنا بها على مدار أكثر من 40 عامًا. والحقيقة أن وصف عاشق الأطياف، لا ينطبق فقط على السينمائى الكبير يوسف شريف رزق الله وحده، ولكنه ينطبق أيضًا على مؤلف الكتاب الناقد السينمائى الموهوب محمود عبد الشكور الذى نذر حياته هو الآخر للسينما، ورأى العالم من خلالها حتى أصبحت فى كثير من اللحظات هى كل عالمه، عالم الأطياف والشخوص المتحركة على الشاشة الفضية. وهى ليست أيضًا المرة الأولى التى يكتب فيها عبد الشكور.. عن ناقد سينمائى، فهو الوحيد تقريبًا فى تاريخ الصحافة السينمائية الذى كتب عدة مقالات متميزة عن رؤية وقراءته لكتابات أشهر نقاد السينما ومنهم الراحل سامى السلامونى، والقدير سمير فريد، وكمال رمزى وغيرهم. وإذا كان عبد الشكور.. قد طالب «رزق الله» فى مقدمة كتابه عنه بأن يكتب مذكراته، فقد استطاع من خلال حواره المطول معه والمنشور ضمن الكتاب أن يستعرض أهم المحطات فى حياته كناقد ومحاور تليفزيونى من العيار الثقيل، وأن يلخص بأسلوبه السهل الممتنع قصة عشقه للسينما رغم دراسته للعلوم السياسية، ويكشف كواليس أهم حواراته مع النجوم العالميين، ودوره فى تأسيس أهم نوادى وجمعيات السينما فى مصر، وإسهاماته فى نشر الثقافة السينمائية، ودعم وإدارة أهم المهرجانات المحلية.. وإذا كان يوسف شريف رزق الله يستحق لقب «عاشق الأطياف».. فإن مؤلف هذا الكتاب يستحق لقب « راهب السينما».