أعلنت الجمعية المصرية لهشاشة العظام، وشركة أمجن الرائدة عالميًا فى مجال التكنولوجيا الحيوية، عن اعتماد وزارة الصحة المصرية عقار بروليا (دينوسوماب) لعلاج السيدات فوق سن ال 50 (بعد انقطاع الطمث)، وهو السن الذى تزداد فيه خطورة تعرضهن لكسور العظام. وكان قد تمت الموافقة بالفعل على عقار بروليا (دينوسوماب) فى دول الاتحاد الأوروبى، والولايات المتحدة، والعديد من دول الشرق الأوسط وأفريقيا. صرح أ.د. سمير البدوى، أستاذ أمراض الروماتيزم والمفاصل، جامعة القاهرة، بأن حصول عقار بروليا (دينوسوماب) على موافقة وزارة الصحة المصرية يعد تقدمًا هائلاً للمرضى الذين يعانون من هشاشة العظام، وأضاف بالنسبة للسيدات المصابات بهشاشة العظام بعد انقطاع الطمث والأكثر عرضة لخطورة الكسور، فسوف يمثل بروليا (دينوسوماب) بديلا هامًا للعلاجات الحالية، إذ يعمل العقار على الحد من خطورة الكسور عن طريق حقنة تعطى للمريض كل 6 شهور مما يسهل من إتباع العلاج بانتظام، كما أن العقار يتميز عن غيره بأنه آمناً لكبار السن الذين يعانون من قصور بوظائف الكلى. وقال أ.د. حسن بسيونى، أستاذ الروماتيزم بجامعة الأزهر إن مرض هشاشة العظام يمثل أولوية صحية على مستوى العالم خاصة فى ظل النمو السكانى وزيادة المعدلات العمرية للسكان. ويعتبر هشاشة العظام المرض رقم 1 الذى يصيب العظام، وذلك لأن سيدة من كل سيدتين ورجل من كل خمسة رجال معرضون للكسر الناتج عن هشاشة العظام، وتشير التقديرات العالمية إلى أن هناك حالة كسر تحدث كل 3 ثوان. كما أوضح بسيونى أن مرض هشاشة العظام يصيب 25-30% من المصريين، وأكدت الدراسات أنه بالنسبة للسيدات، فحوالى 54% من السيدات المصريات فى مرحلة ما بعد انقطاع الطمث يعانين من وهن العظام (المرحلة السابقة للإصابة بهشاشة العظام)، 28.4% يعانين من هشاشة العظام. أما بالنسبة للرجال، فحوالى 26% منهم يعانون من وهن العظام، و21.9% يعانون من هشاشة العظام. وأشار أ.د. عادل محمود، أستاذ ورئيس قسم الروماتيزم بجامعة عين شمس إلى أن هذا المرض يطلق عليه عادة «اللص الصامت»، فهو عادةً لا يسبب الألم ولا تظهر أعراضه حتى يحدث كسر فى جسم المريض. وهناك العديد من الأسباب التى تؤدى إلى الإصابة بهشاشة العظام، فبعض العوامل مثل السن أو النوع لا يمكن تغييرها، ولكن خيارات أسلوب الحياة بما فى ذلك التدخين والمشروبات الكحولية والأنظمة الغذائية الخاطئة، فمن الممكن أن تتغير . وأعلن محمود عن أخبار مبشرة لجميع المعرضين لخطورة الإصابة بهشاشة العظام، حيث إن هناك العديد من الخطوات التى يمكن اتخاذها للوقاية من المرض وتشخيصه، فقد أصبح هشاشة العظام مرضًا قابلا للعلاج، ومن خلال تغيير أسلوب الحياة وتلقى العلاج المناسب، يمكننا تجنب الكثير من الكسور العظمية. وأوضح أ.د. أشرف النحال، أستاذ طب وجراحة العظام بجامعة القاهرة أن اللقاء الأول بين جراحى العظام ومريض هشاشة العظام غالبا ما يكون بعد إصابته بكسر، ويعنى ذلك أننا نقابل المريض فى مرحلة متأخرة جدًا من الإصابة بهشاشة العظام والذى يمثل تحديًا صحيًا لكبار السن تحديدًا، إذ يؤثر سلبًا فى جودة حياتهم وحياة عائلاتهم القائمين برعايتهم. وغالبا يحتاج علاج هذه الكسور إلى تدخل جراحى وخصوصا كسور مفصل الحوض الشائعة فى مثل هذه الحالات، وقد يصل الأمر أحيانا لتغيير المفصل. وأكد النحال أن الاكتشاف المبكر لهشاشة العظام يعد أفضل الطرق للوقاية من الكسور. وأشار أن المرضى المعرضين لخطورة الإصابة بهشاشة العظام عليهم إجراء اختبار كثافة العظام لتحديد ما إذا كانوا يعانون من المرض أم لا، وفى أى مرحلة منه. ومن جانبه قال أ.د. تيمور الحسينى، أستاذ طب وجراحة العظام بجامعة عين شمس «هناك فئتان من أدوية هشاشة العظام: مضادات الارتشاف التى تبطئ هدم الخلايا العظمية، وأدوية بناء الخلايا العظمية التى تعمل على زيادة معدل تكوينها». وأضاف «أن قرار استعمال أحد الأدوية دون غيره يتم بناءً على تقدم درجة الهشاشة، ووجود كسور سابقة، ومداومة العلاج، وحالات فشل علاجات سابقة، والنواحى الاقتصادية والتكلفة». وشرح الحسينى كيفية تأثير هشاشة العظام بعد انقطاع الطمث فى عظام المريضة، وقال إن استمرار خلايا معينة فى هدم العظام القديمة وقيام خلايا أخرى بإعادة بنائها يحافظ على قوة العظام. وبعد انقطاع الطمث يزداد نشاط الخلايا المسئولة عن هدم العظام، الأمر الذى يجعل عظام السيدات أكثر ضعفًا وأقل كثافة ويعرضهن للكسور. ويساعد عقار بروليا (دينوسوماب) على وقف نمو ونشاط الخلايا التى تهدم العظام قبل وصولها للعظام وإتلافها. هذا وقد استعرض أ.د. سمير البدوى النتائج المهمة للمرحلة الثالثة من التجربة الإكلينيكية لتقييم قدرة عقار بروليا (دينوسوماب) على الحد من كسور مرضى هشاشة العظام، وذلك ضمن دراسة (FREEDOM) التى أجريت على 7808 سيدة مصابة بهشاشة العظام بعد انقطاع الطمث. وأشار أن السيدات اللاتى حصلن على حقن بروليا (دينوسوماب) تحت الجلد كل 6 شهور، استطعن بنسبة 68% تجنب كسور العمود الفقري، وذلك مقارنةً بالمرضى الذين حصلوا على علاج وهمى. وبالإضافة إلى ذلك، سجل عقار بروليا (دينوسوماب) انخفاضًا بنسبة 40% فيما يتعلق بخطورة حدوث كسور فى منطقة الفخذ، وانخفاضًا بنسبة 20% فى خطورة التعرض لكسور فى غير منطقة العمود الفقرى على مدى 36 شهر. جدير بالذكر أنه قد أعلنت الجمعية المصرية لهشاشة العظام وطب المسنين، عن إطلاق حملة توعية مجتمعية تحت شعار «أنتِ الأقوى». وقالت عبير الداروتى، المدير التنفيذى للجمعية إن الحملة منتشرة حاليًا فى العديد من النوادى الرياضية والاجتماعية، حيث تهدف إلى الوصول للسيدات فوق سن 45 عام لزيادة وعيهن بمرض هشاشة العظام وكيفية تجنبه وأفضل الخيارات العلاجية للمرض. وعلاوة على ذلك، نقوم بعمل اختبارات مجانية لقياس كثافة العظام حتى تتمكن السيدات من معرفة ما إذا كن مصابات بالمرض أم لا.