يطرح هذا الكتاب سؤالًا مهمًا عن أصول وتشكل وظروف تطور الهوية وهى قضية تضم بالقطع الدولة الوطنية والدين الإسلامى.. وكلا الطرفين يؤسس لنفسه رواية تاريخية مصرية وينافس الآخر فى هذه الرواية. هناك إذًا أزمة أطرافها الدولة والإسلام والحداثة فى مصر.. والكاتب شريف يونس هو مدرس جامعى للتاريخ الحديث والمعاصر وله مؤلفات حول الثورة والإسلام السياسى.. وهو فى هذا الكتاب يراجع بفكره روايات ثورة (1919) باعتبارها نقطة مفصلية ممتدة حتى اللحظة.. ويناقش فكرة الدين والدولة قبل الحداثة.. ومصر الخديوية والإصلاح الدينى.. ثم مصر الملكية وقيام الوطنية المصرية وصعود الإخوان وتنظيمات الهوية. ويتابع ثورة 1952 فى مواجهة قوى أخرى خاصة القطبيين الذى يقسمون المجتمع إلى مؤمنين وكفار. ثم يتناول عصر السادات والانفتاح الذى حدث بلا قيود ولا قانون حتى انتهى إلى تصدع النظام والفرق فى توازنات أخرى ليست فى صالح المجتمع.. وكيف راهن النظام على صعود الإخوان مرة أخرى حتى انتهى بالقضاء على السادات نفسه على أيديهم. ويواصل الكاتب جولته مع عصر مبارك ليكتب شهادة تفسخ ووفاة لدولة يوليو.. والوقوف عجزًا أمام الحداثة.. وهكذا كان لابد من سقوط هذا النظام فى ثورة يناير 2011 التى تعد نقطة تحول بارزة فتحت آفاقًا جديدة مبشرة بعصر جديد تهيمن عليه الهوية.