إذا قابلت واحدًا من «الماورى» فأخرج لك لسانه فلا تتصور أنه يقول لك طظ فيك! إنه يرحب بك على طريقة أهله وقومه، فإذا قامت بينكما صداقة فسوف يكرمك بحركة «الهمونجى»، ثم يدعوك لحضور حفل يقام فى المساء أمام منزله تسمع خلاله أغانى «الواياتا: و«الألكا»، وترى فيه أشهر رقصاتهم وهى رقصة الحرب. الماورى هم السكان الأصليون لنيوزيلندا آخر بلاد الدنيا أما «المهونجى» و«الواياتا» و«الهاكا» فهى مسميات معروفة فى لغة هذا البلد الذى يستعد من الآن لإقامة كأس العالم تحت سن العشرين 2015 لكرة القدم وهى ثالث بطولة تقام هناك بعد بطولة كأس العالم فى كرة القدم تحت سن 17 والتى أقيمت 1999 وكأس العالم لللسيدات تحت سن 17 عام 2008 فى كرة القدم. ولغة الماورى مكونة من 15 حرفا شكلها لا تيس ونطقها ماورى منها المتحرك ومنها الساكن وأحذرك أن تعمل شاطر وتحاول أن، تتكلم ماورى فأى خطأ فى نطق حرف يؤدى إلى تغيير المعنى وقد يبعدك كثير ًا عن المعنى المراد والأسماء فى الماورى لا تزيد غالبًا على 10 أحرف لكل اسم إلا إسمًا واحدًا يتكون من 57 حرفًا سألت عن معنى هذا الاسم فقيل لى يعنى سهم التل الذى يلعب تمانيًا بالفلوت عليه بعد أن لف العالم كله، سألنى صديقه:- ماذا يقول لك هذا الرجل قلت: بيكح ! وهذا الاسم الطويل جدّا يطلق على مقر رابطة عارضى السيارات فى نيوزيلندا. وكلمة شعب فى لغة الماورى تعنى تاتوو وهى اسم وفعل وهى مكياج خاص لكل شعب نيوزيلندا يصنعه المواطن لنفسه أو يستعين بصديق ويسمونه «موكو» أى مكياج. والسكان الأصليون فى استراليا معروفون بالتاتوه الأبيض أما الماورى فهم أصحاب التاتوه الأسود. فالرجال يلونون وجوههم بالخطوط السوداء ويرسمون بها أشكالا لرأس طائر نيوزيلندى هو الكيوى أو طائر البطريق ويصبغون الشعر باللون الأبيض ليشبه شعر الكلب النيوزيلندى القومى المسمى «كورى» كما يرسم الرجال خطوطًا دائرية على كل الوجه وترسم السيدات نفس الخطوط على شفاهن وذقونهن فقط. ولكن الموكو النيوزيلندى هو الذى حدد اللون القومى لهم باللون الأسود فتراه فى الملابس الرياضية وعلى أجسام اللاعبين فى الفرق القومية وفى الشوارع والفتارين. إن الموكو هو البصمة الخاصة بالنيوزيلنديين والتاتوه أو الموكو، هو الوشم بالعربية وهو فن أصيل وقديم فى بلادنا من وجه بحرى للصعيد فكان ولد العم يطبعه على زنده صورة سيف زى يزن، وبجانب حاجبيه عصفورة وكذلك فإن الحنة هى نوع من التاتوو لكنها ليست بأبيض كما فى استراليا ولا أسود كما فى نيوزيلندا، إنما هى بُنية اللون والتاتوو أصبح ظاهرة عالمية تتفنن الفتيات فى رسم أشكال متباينة لها على أجسادهن والأجزاء الظاهرة منها والباطنة أيضًا وفى أمريكا وأوروبا والشرق الأوسط انتشرت المحلات المتخصصة فى رسم التاتوه وللبنات والأولاد. وللتاتوه أحيانًا أضرار كبيرة ففى باكستان تتعرض الآلاف سنويًا للإصابة بمرض الإيدز «انهيار المناعى المكتسب» والالتهاب الكبدى ويرجع السبب فى ذلك إلى عدم مراعاة القواعد الصحية الضرورية عند رسم التاتوه وعدم مراعاه ألا تكون الأدوات المستخدمة قد عفا عليها الزمن وباتت محظورة منذ أكثر من 25 سنة، أما الماورى فهم يستخدمون مواد نباتية صمغية وأدوات ومواد مستمدة من الطبيعة لذلك لا يتعرضون للأخطار التى يتعرض لها غيرهم فى باكستان والولايات المتحدةالأمريكية. والماورى يحافظون على عاداتهم وتقاليدهم وفنونهم ووسائل التعبير الخاصة بهم ويعتبرون ذلك سلاحًا لمقاطعة الوافدين عليهم من الأوروبيين البيض، وهم أكثر ارتباطًا بتراثهم وحفاظًا له من شعوب أخرى تضع تحت نفس ظروف الماورى منها السكان الأصليون لاستراليا «أبوريجنال» والهنود الحمر فى كنداوأمريكا والمكسيك. فيعرفهم العالم بأنهم بلاد التاتوو الأسود. وفى بلادنا ككل بلاد الدنيا انتشرت مؤخرًا ظاهرة التاتوو أو الوشم على المناطق الظاهرة للبنات والأولاد مما يراها البعض بالظاهرة السلبية أما دار الإفتاء المصرية فتذكر شبابنا بقول الرسول الكريم «لعن الله الواشمة والمستوشمة» أى التى ترسمه أما الوشم بالنسبة للرجال فلا يجوز.