عاطف عبد الغنى شارك فى الملف: محيى عبد الغنى - صلاح النصيرى - فتحى السايح مروة علاء - السيد عبد الرازق ملف الطاقة مطروح بقوة على أجندة الدولة خلال الفترة الأخيرة، خاصة بعد زيادة معدل تخفيف الأحمال خلال الصيف الماضى وارتفاع تكلفة توفير الغاز الطبيعى لمحطات الكهرباء، ما دفع الحكومة للاتجاه إلى الطاقة المتجددة سواء طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية باعتبارها البديل الأفضل لتعويض النقص فى الطاقة التقليدية، وعلى هذا الأساس تم فتح المجال أمام القطاع الخاص للمساهمة فى إنتاج الطاقة المتجددة وتوليد الكهرباء عبر المحطات الشمسية، كما تدعم الدولة أيضًا فكرة إنارة المبانى والمنشآت الحكومية بالطاقة الشمسية لترشيد استهلاك الكهرباء الناتج عن المحطات التقليدية التى تعمل بالغاز الطبيعى والمازوت. الخبراء فى مجال الطاقة المتجددة وأيضًا شعبة المواد البترولية أكدوا ضرورة وضع خطة شاملة للتوسع فى مشروعات طاقة الرياح والطاقة الشمسية والاستعانة بالتجارب الناجحة فى ألمانياواليابان والدنمارك، وتوفير الدعم اللازم لجذب الاستثمارات الخاصة فى هذا المجال. أكد خبراء فى مجال الطاقة المتجددة ضرورة اتجاه الدولة للدخول فى مشروعات توليد الطاقة الكهربائية من خلال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح التى تتوافر فى مصر بميزة نسبية، والتوسع فى فكرة إنارة الطرق والمبانى الحكومية من خلال الخلايا الشمسية وتشجيع استخدام سخانات المياه الشمسية وفتح الباب أمام الاستثمارات الخاصة فى مجال الطاقة المتجددة لتعويض النقص فى محطات الطاقة الكهربائية التقليدية. يؤكد د. محمد عبد اللطيف أستاذ الطاقة الشمسية بالمركز القومى للبحوث أن الطاقة الشمسية تعتبر أفضل الطاقات المتجدة خاصة فى مصر لما تتميز به من وجود إشعاع للشمس لفترات طوال السنة.. وقدرة الطاقة تصل إلى حوالى 6 كيلو وات للمتر المربع، وهى ميزة نسبية تتمتع بها مصر. وطبيعة الأرض المصرية مستوية قليلة الهضاب والمرتفعات والجبال والتى تعوق استخراج الطاقة الشمسية، ويمكن استخدام الطاقة الشمسية فى مجالات عدة مثل تسخين المياه وتسخين الهواء (التجفيف الشمسى) بغرض تجفيف الخضراوات والفواكه، وكذلك تدفئة المنازل شتاءً وتدفئة مزارع الدواجن. وتستخدم الطاقة الشمسية فى تقطير المياه التى تكون بها نسبة ملوحة زائدة حتى تكون صالحة للاستخدام الآمن لمياه الشرب من خلال استخدام الطاقة الشمسية بواسطة جهاز (الطباخ الشمسى).. وهو جهاز بسيط لا يستخدم أى نوع من الوقود التقليدى، ويمكن وضع الأطعمة فيه حيث يتم طهيها لمدة ساعة إلى ساعتين.. وهذا الجهاز مؤمن بنسبة 100% وليس له أية أضرار على الأطعمة المطهوة. وهذه الاستخدامات الأولية للطاقة الشمسية توفر كميات كبيرة من الطاقة التقليدية. ويواصل د. محمد عبد اللطيف حديثه قائلا إن الاستخدام الأهم للطاقة الشمسية فى توليد الطاقة الكهربائية باستخدام التقنيات الحديثة ومن أهمها (الخلية الشمسية).. والتى تستطيع توفير الكهرباء فى كافة المجالات الصناعية والزراعية والمنزلية وغيرها، وإذا تم إنارة أعمدة الشوارع من خلال الطاقة الشمسية يمكن توفير ما لا يقل عن 27% من حجم الطاقة الكهربائية.. وأما المشاكل التى تعوق تنفيذ هذا المشروع تتمثل فى ارتفاع سعر التكلفة الأولية. وبالنسبة لإنارة المنازل فهناك العديد من المنازل تستخدم. الخلية الشمسية فى توليد الطاقة الكهربائية المطلوبة للاستخدامات المنزلية، وهناك تجارب ناجحة تمت فى إمداد المنازل بخلايا الطاقة الشمسية. وهناك استخدام هام للخلية الشمسية فى إمداد طلمبات الرى التى تستخدم فى رى الأراضى الزراعية.. وبهذه التقنية يمكن توفير الطاقات التقليدية المستخدمة فى ماكينات مياه الرى. وفى قسم الطاقة الشمسية بالمركز القومى للبحوث تم تدريب كوادر من الفنيين والمهندسين لتصنيع العديد من أجهزة استخدام الطاقة الشمسية مثل السخان الشمس والمدفئ الشمسى والمقطر الشمسى والطباخ الشمسى. الخلايا الشمسية ويهمنا أن نشير إلى أن أجهزة الخلية الشمسية يتم صناعتها فى 4 دول هى ألمانيا والصين وامريكا والاتحاد الأوروبى.. وهذه تملك مقومات صناعة الخلية الشمسية، وهذه الصناعة مرتفعة السعر، وبالنسبة للمردود الاقتصادى لاستخدام الطاقة الشمسية أنه لو تم تصنيع مجفف شمسى فإن التكلفة اليومية له لا تتعدى 1.5 جنيه خلال عمره الافتراضى بينما تكلف طاقة الكهرباء بالنسبة له 100 جنيه فى اليوم.. وهنا نجد فرقا كبيرا فى سعر الاستخدامين. اما السخان الشمسى فإنه يكلف 50قرشًا فى اليوم بينما استخدام الكهرباء يصل إلى 5 جنيهات فى اليوم.. وهذا ينطبق على تكلفة باقى الاستخدامات. الجهات الممولة ويطالب د. محمد عبد اللطيف أن تكون هناك جهات ممولة لاستخدامات الطاقة الشمسية مقابل الحصول على فائدة بسيطة من المستهلكين، ثم الحصول على أقساط شهرية منهم كما هو متبع فى توصيل الغاز الطبيعى للمنازل. وهذه الجهات الممولة يمكنها أن تتحمل فى البداية التكلفة الأولية الكبيرة لأجهزة الطاقة الشمسية والتى لا يستطيع تحملها المواطن البسيط. طاقة الرياح وتشير د. ميرفت بدر أستاذ الهندسة الميكانيكية بالمركز القومى للبحوث إلى أن مصر تتميز بوجود أعلى سرعة لطاقة الرياح، وتعتبر منطقة خليج السويس من أعلى السرعات العالية لطاقة الرياح على مستوى العالم. ولدينا مزرعة رياح الزعفرانة والقدرة الإجمالية للمحطة تصل إلى 135 ميجاوات.. وسيتم زيادة إنتاج الكهربائية من المحطة لتصل إلى 820 ميجا وات وفى منطقة جبل الزيت هناك مشروع لإنتاج الطاقة الكهربائية من الرياح بحوالى 400 ميجا وات على عدة مراحل. وتطمح الخطة خلال 10 سنوات قادمة تحقيق طاقة كهربائية من الرياح تقدر بحوالى 40 ألف ميجا وات.. وهذا الإنجاز سيكون مساهمة مقالة لصالح زيادة الطاقة الكهربائية تنتج من المصادر الجديدة.. وهناك تطبيق آخر لطاقة الرياح من خلال إقامة توربينات رياح صغيرة فى المناطق النائية التى لا تصل إليها شبكة الكهرباء بما يتيح لهذه المناطق الحصول على الطاقة الكهربائية من هذه التوربينات الصغيرة. وتكلفة إنتاج الكهرباء من طاقة الرياح تعتبر منخفضة السعر بالنسبة للطاقة الشمسية ويصل سعر التوربين إلى 30 ألف جنيه، ولو أمكن إحداث نظام مشترك بين توربينة الرياح ومولد كهرباء ديزل فإن ناتج الطاقة الكهربائية يكون أقل سعر من الطاقة الكهربائية المنتجة من مولد الديزل وحده.. مع ملاحظة أن تكلفة توربينة الرياح أقل من تكلفة مولد الديزل على مدى العمر الافتراضى لتوربينة الرياح. ومن المنتظر أن تستغنى دولة مثل ألمانيا عن كافة أنواع الطاقة التقليدية وتستخدم بدلاً منها الطاقة الجديدة، خلال 20 سنة قادمة. وتقوم اليابان حاليًا بإحلال محطات توليد الكهرباء من الطاقة التقليدية إلى استخدام طاقة الرياح وتوصل د. ميرفت بدر حديثها أنه من الممكن أن تحذو مصر حذو اليابان، خاصة أن مصر تملك منجما لطاقة الرياح للحصول على الكهرباء.. وبالإضافة إلى منطقة البحر الأحمر فيمكن استخدام طاقة الرياح من منطقة الساحل الشمالى ومنطقة شرق العوينات فى جنوب مصر. ومصر بدأت منذ فترة فى استخدام الطاقة الجديدة والمتجددة... وهناك هيئة تقوم بهذا العمل تتبع وزارة الكهرباء.. وقد وصل إنتاج مصر من الطاقة الجدية والمتجددة إلى 5% من جملة إنتاج الكهرباء منذ عام 2005، وتنهى د.ميرفت بدر حديثها أن مصر تستورد الآن توربينات الرياح من الخارج.. ويتم حاليًا إنتاج بعض قطع الغيار لهذه التوربينات وكذلك إنتاج الأبراج الحاملة للتوربينة فى مصانع الهيئة العربية للتصنيع. وتوربينات الرياح نستوردها من ألمانياواليابان والدنمارك من خلال منح قروض ميسرة. وتطالب د. ميرفت بدر الدولة والقطاع الخاص بالاهتمام بنشر استخدامات طاقة الرياح لأنها أمل المستقبل فى حصول مصر على الطاقة من المصادر النظيفة الخالية من التلوث، خاصة أن هناك تشريعات تشجع القطاع الخاص على الاستثمار فى مجال إنتاج الكهرباء من خلال استخدام توربينات الرياح. صديق البيئة وتوضح د. جزين إبراهيم الديوانى أستاذ الهندسة الميكانيكية بالمركز القومى للبحوث أن طاقة الوقود الحيوى هى إحدى الطاقات الجديدة والبديلة للحصول على الطاقة النظيفة، وهى تعتبر صديقة للبيئة ويمكنها إنتاج (وقود حيوى - غاز حيوى - ديزل حيوى - إيتانول حيوى) وفى قسم الهندسة الكميائية بالمركز تم إجراء التجارب الصناعية والذى يقوم به مجموعة من الخبراء بالتعاون مع أقسام أخرى بالمركز لإنتاج الديزل الحيوى من مصادر محلية غير غذائية مثل نبات الجاتروفا ونبات الخروع ونباتات أخرى إلى جانب إعادة استخدام زيت الطعام المستخدم سايقا.. كما تم الحصول على مادة الديزل من الطحالب الدقيقة، والتى يتم زراعتها وتنميتها مع دراسة تخفيف التكاليف فى مراحل العمليات الإنتاجية وتواصل د. جزين إبراهيم الديوانى حديثها أنه بعد الانتهاء من معظم الدراسات على مختلف المصادر المحلية تم التوصل إلى طرق ذات جدوى اقتصادية مبشرة.. وتنوة على أن هناك دولا عديدة حصلت على الطاقة الحيوية من هذه المصادر وتم تطبيقها على المستوى الصناعى. وبالنسبة لمصر يقوم المركز القومى للبحوث بتطوير هذه الدراسات لتلائم البيئة المحلية للحصول على مصادر إنتاج الوقود الحيوى لاستخدامه فى مختلف المحاولات. وتجرى حاليًا دراسة لمشروع إنتاج الوقود الحيوى للطائرات ومشروع الوقود الحيوى هو مشروع واعد ثبت نجاحه فى الكثير من الدول.. ومصر بحاجة إلى التوسع فى استخدام هذا الوقود لأنه صديق للبيئة.. وتناسب زراعة مصادر الوقود الحيوى الأراضى الزراعية المصرية، لأنه يمكن أن تروى هذه النباتات التى يستخرج منها الصرف المعالج بكل أنواعه.. وهذه النباتات تستهلك مياها قليلة يمكن الاستفادة منها للحفاظ على البيئة من التلوث.. ويمكن تنمية الطحالب على مياه البحر المالحة والمياه العالية الملوحة.. والهدف من هذه الجهود الحصول على وقود بديل آمن.