برأيك هل يعتبر الوقود الأحفورى مشكلة لمصر فى المستقبل وما هى دلالات تلك المشكلة؟ كل الوقود الذى يستخرج من باطن الأرض مثل البترول والفحم والغاز يعتبر مشكلة لمصر وغيرها من دول العالم إذا كانت تعتمد عليه، أولا لأنه وقود ناضب وغير متجدد ثانيا لأنه يمثل مشكلة بيئية حيث إن حرق كل كيلو فحم يعطى 3,7 كجم من ثانى أكسيد الكربون والذى يتسبب فى حدوث ظاهرة الاحتباس الحرارى والتى تؤثر على البيئة سلبيا، علاوة على أن جميع أنواع الوقود الإحفورى من فحم وبترول وغاز ستنضب من 30 إلى 50 عاماً على الأكثر وغير مجددة، حتى بالنسبة للدول العربية والخليجية والأجنبية المنتجة له. وهل هناك مشاكل أخرى تتعلق بهذا الوقود الأحفوري؟ المشكلة ليست فى أن الوقود الأحفورى سينتهى بل إن المشكلة الأكبر أن صناعة البتروكيماويات، والأدوية، وصناعة الأسمدة.. تعتمد فى أساس تصنيعها على المواد الخام للبترول، فالأزمة التى ستواجهنا جميعاً كدول عربية ومصر والدول الأخرى هى نضوب خام البترول ولذلك وجب الحفاظ على الاحتياطى الاستراتيجى للوقود الإحفورى إلى أطول فترة ممكنة واللجوء إلى الوقود النووى المتوافر فى القشرة الأرضية. بالأرقام ما هو متوسط استخدام الكهرباء اليومى؟ وفقاً لأحدث بيانات وزارة الكهرباء فإن مصر استطاعت أن تضيف خلال عامين نحو 4600 ميجاوات، وهى لا تكفى للاستهلاك المتزايد، والمشكلة فى أن إنشاء محطة توليد للكهرباء تحتاج إلى خمس سنوات تقريبا حتى تدخل الخدمة، بدءاً بإعداد الدراسة وطرح المناقصات ثم تدبير التمويل وإنشاء المحطة وكل هذا يحتاج إلى تمويل ضخم يتراوح بين 9.2 إلى 9.6 مليار جنيه للمحطة الواحدة. موقف مصر وبعض الدول العربية تغير مؤخرًا لخطورة الموقف والأزمات التى ستتولد فى القريب العاجل، فمصر تقوم حاليا بإنشاء محطة نووية فى مدينة الضبعة وستبدأ بالعمل عام 2019، أما السعودية فقامت بإنشاء هيئة تعنى بالطاقة النووية باسم مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة، وأعلنت أنها ستمتلك 16 مفاعلًا نوويًا عام 2030، ودولة الإمارات العربية المتحدة تخطط لإنشاء أول محطة نووية عام 2017، أما الكويت فقامت بتشكيل اللجنة الوطنية لاستخدامات الطاقة النووية للأغراض السلمية فى مارس 2009 ويرأسها سمو الشيخ ناصر المحمد الأحمد الجابر الصباح رئيس مجلس الوزراء، ومن المتوقع أن يتم إنشاء أول مفاعل نووى كويتى عام 2015، والأهم من ذلك هو ما تم الإعلان عنه بأن دول العالم العظمى ستقوم بإنشاء 200 مفاعل نووى بالإضافة إلى ما سبق حتى عام 2050. وما هى الميزة لإقامة المفاعل النووى عن المحطات التوليد التقليدية التى تنتج الطاقة؟ المحطات النووية لتوليد الطاقة الكهربية تشغل مساحات صغيرة من الأرض مقارنة بمحطات التوليد التى تعتمد على ألواح الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح متمثلة فى الطواحين. التكلفة اقتصاديًا ما هو الأفضل من وجهة نظرك لمصر؟ إذا نظرنا للتكلفة التقريبية لإنشاء محطة لتوليد الكهرباء تعمل بالفحم بقدرة 1000 ميجاوات نجدها تتكلف حوالى 1.2 مليار دولار ويستغرق بناؤها 3-4 أعوام بدون تقدير تكلفة المبانى، أما إنشاء محطة لتوليد الكهرباء وتعمل بالطاقة النووية بقدرة 1000 ميجاوات نجدها تتكلف حوالى 2 مليار دولار ويستغرق بناؤها حوالى خمس سنوات بدون تقدير تكلفة المبانى. وما هى الاستفادة الناتجة من محطات الوقود النووى بخلاف حصولنا على الكهرباء؟ يمكن الاستفادة من بخار الماء المتصاعد من المحطات النووية لتوليد الكهرباء الناتج من عملية الإنتاج والانشطار بعملية تكثيفه وتحوله إلى مياه يمكن الاستفادة فى أغراض كثيرة، أما الحديث عن النفايات فلا يمكن أن تكون هناك نفايات ضارة، وهل لديك اقتراح يمكن أن تنفذه مصر مع بعض الدول العربية المجاورة من أجل إنشاء محطات نووية وما هى مميزاته؟ من الممكن أن تقوم دول مصر والسعودية والأردن والسودان وليبيا بإنشاء مفاعلات نووية سلمية مشتركة الهدف منها توفير الطاقة الكهربائية للدول المذكورة فى المستقبل، ومميزاتها أنها ستكون بتكلفة أقل، بل من الممكن أن تفتح هذه الدول جسورًا لتصدير الكهرباء للدول المحتاجة سواء كانت عربية أو أجنبية.