حياة السود تهم.. هكذا عبرت اللافتات التى حملها المتظاهرون على مدار أربعة أيام فى مدينة سانت لويس بولاية ميزورى وسط الولاياتالمتحدة احتجاجا على عنصرية الشرطة الأمريكية على خلفية مقتل شاب أسود برصاص أحد أفراد الشرطة فى مشهد مماثل لمقتل الشاب الأسود الأعزل مايكل براون بضاحية فيرجسون فى 9 أغسطس الماضى. الاحتجاجات التى امتدت من 10 - 13 أكتوبر الحالى وشارك فيها نحو خمسة آلاف شخص من عرقيات مختلفة من جميع أنحاء الولاياتالمتحدة رددت شعارات من بينها «العدالة للجميع».. «لا عدالة لا سلام»، وطالبت المجتمع الأمريكى بالتكاتف لمواجهة ما أسموه «الممارسات غير القانونية الممنهجة» ضد السود، حيث خرجت المظاهرات بعد يومين من مقتل الشاب فوندريت مايرز (18 عاما) فى حى «شاو» الذى يبعد 20 كيلومترا فقط عن منطقة فيرجسون. وفى حين ذكرت شرطة «سانت لويس» أن الشاب القتيل كان يحمل سلاحا وقت وقوع الحادث وأنه أطلق ثلاث رصاصات على رجال الأمن، يقول أقارب الشاب إنه كان يحمل فى يده «سندوتش» اعتقدت الشرطة أنه سلاح فأطلقت النيران عليه وأردته قتيلا. وفى هذا السياق، أوضح بيان صدر عن الشرطة بشأن الحادث أن الشرطى الذى ارتكب الحادث يعمل فى قسم شرطة «سانت لويس» منذ ست سنوات، دون أن يفصح عن اسمه، وأشار البيان إلى «أنه وقت وقوع الحادث كان الشرطى يريد توقيف مشتبها فيهما فقال لهما «قفا» لكن مع هذا لاذا بالفرار وقام أحدهما بإطلاق النار عليه لثلاث مرات، الأمر الذى اضطر الأخير إلى إطلاق نيرانه للدفاع عن نفسه ليرديه قتيلا». وذكرت وسائل إعلام أن الشرطى الأمريكى أطلق 17 رصاصة حتى تمكن من قتل الشاب الأسود وأضافت أن المعاينات الأولية التى جرت فى مكان الحادث أظهرت أن الشاب كان يحمل سلاحا وهو ما نفته عائلة القتيل وقالت إن الشرطة الأمريكية «تضلل الرأى العام بمعلومات مغلوطة حتى لا تلقى بالمسئولية على نفسها». وجاء الحادث بعد أقل من شهرين من مقتل براون الذى تسبب فى موجة كبيرة من الاحتجاجات. وبالإضافة إلى إلقاء الضوء على معاملة الشرطة السيئة للسود، طالبت حركة الاحتجاجات الأخيرة باعتقال ضابط الشرطة دارين ويلسون الذى قتل براون ومحاكمته. وتقول الشرطة إن ويلسون أطلق النار على براون بعد أن هاجمه براون وحاول سرقة مسدسه منه بينما يقول شهود عيان إنه تم إطلاق النار على الضحية بعد أن رفع يديه بالهواء. وأشار الناشط فى حقوق الإنسان «ليو موى» إلى أن حادثة مقتل براون نقلت مشاكل السود إلى العلن مؤكدا الحاجة الملحة لحل الانفلات الأمنى الممارس تجاه شريحة معينة فى المجتمع. ومن جانبها، شاركت ليسلى مكسبادين، والدة الشاب براون، فى الاحتجاجات إلى جانب عدد من النساء اللاتى فقدن أبناءهن وقد كتب على بعض قمصان المتظاهرات «الأيدى فى الهواء، لا تطلق النار!». وقالت المواطنة الأمريكية أجا جونسون ل «إيه بى سى نيوز» إنها تعتقد أن الاحتجاجات فتحت حوارا مهما، وإن كان مؤلما، بشأن العنصرية، بينما وصف برنارد هايمان من ولاية تكساس، وهو من قدامى المحاربين العسكريين، المظاهرات بأنها «لحظة تاريخية بالنسبة للبلد» وأضاف أنه يعتقد أن المشاركة فى هذه المظاهرات واجب وطنى. وتعهد تورى راسل، أحد مؤسسى جماعة «ارفعوا أيديكم واتحدوا»، بمواصلة الضغط على الشرطة لتغيير طريقة تعاملها مع الشبان السود قائلا إنه يتوقع أن تكتسب هذه الحركة الجماهيرية التى نشأت بعد إطلاق النار فى فيرجسون قوة دفع. ونقلت صحيفة «الاندبندنت» البريطانية عن كريم جاكسون، فنان راب وأحد منظمى حركة الاحتجاجات، قوله إن «هذه الاحتجاجات ليست ثورة من أجل الظهور على شاشات التليفزيون ولكنها وقفة شعب حقيقية لمواجهة مشكلة حقيقية وتوصيل رسالة فحواها: لن نتحمل ذلك بعد الآن».