المنطقة العربية تعيش فى سباق مع الزمن والمخاطر التى تهدد أمنها القومى فى كل الاتجاهات لأسباب تظهر فجأة وتختفى فى بعض الأحيان وبعد أن توارى الحديث عن مخاطر تنظيم القاعدة على امتداد الوطن العربى استيقظنا وبدون سابق إنذار على كوابيس مزعجة تحت مسمى داعش التى تحاول التهام العراق وتهدد بالزحف إلى عواصم عربية أخرى – لكن فى نفس التوقيت خرج الحوثيون وبقوة واستولوا على كل شىء فى اليمن وفاقت قوتهم فى السطوة قدرات الدولتين وحتى بعد الاستعانة بقوات التحالف النتائج متواضعة.. ومؤخرا لفت نظرى تصريح للرئيس السودانى عمر البشير يصف الحوثيين بأنهم أخطر من داعش وبصرف النظر عن أيهما أخطر فالتبعات قاسية وتحاول ابتلاع كل من يقف أمامها وخطورة الحوثيين هنا تكمن فى محاولة السيطرة على باب المندب ومن ثم تقع الموانى البحرية فى قبضة دول وجماعات تحاول تخريب الأمن القومى العربى.. وخلال تواجدى فى مؤتمر إعادة إعمار غزة سألت مسئولا عربيا ماذا يقصد الرئيس البشير بأن الحوثيين أخطر من داعش اجاب عندما تعلن إيران أن العاصمة العربية الرابعة قد سقطت فى قبضتها فماذا يعنى هذا وأضاف يعنى أنه هناك محاولات لسيطرة إيرانية على مفاتيح الأمن القومى العربى وتهديد استقرار الدول والشعوب. ومحاولة منى لتفسير ما يجرى فى المنطقة سمعت من صديق لى يجلس كثيرا مع (لجحا) أقول لكم إن ما يجرى فى المنطقة يهدف فى النهاية للتأسيس لدولة كردية سنية كبرى أراضيها تمتد من شمال سوريا وشمال العراق وغرب إيران وشرق تركيا. هى دولة غنية بالنفط وستكون منفتحة على العالم وسيكون لها علاقات قوية مع الغرب ومع إسرائيل أيضا. وقال: هذا بدأ من خلال زرع داعش ثم الحرب عليها. ثم قال: إقامة الدولة الكردية سيؤدى لإضعاف كل من تركياوإيران، وسيؤدى لدويلة سورية صغيرة برئاسة العلويين (آل الأسد) ودويلة شيعية فى جنوبالعراق، ومنطقة اضطرابات ما بين العراقوسوريا ستستمر لسنين تحت الاسم نفسه «الدولة الإسلامية فى العراق والشام» لتكون حاجزا بين شيعة العراق وامتدادهم فى إيران، من جانب، وعلويى سوريا وشيعة لبنان من الجانب الآخر، إضافة لأهداف أخرى. إنه الصراع الذى يجرى على قدم وساق على المستوى الإقليمى والدولى والعربى وكل يقاتل من أجل البقاء.