«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السيدة الأولى كان لهن السبق.. فاستحقت كل منهن اللقب
نشر في أكتوبر يوم 28 - 09 - 2014


أعد الملف: عُلا عبد الرشيد - روضة فؤاد
سجلت المرأة المصرية على مر الزمان حضورًا لافتًا، لم تضاهيه امرأة أخرى بالعالم حتى الآن.. فهى الأولى فى التاريخ التى اهتمت بتنشيط علاقات مصر الخارجية، وأرسلت البعثات التجارية إلى كل مكان بالعالم، مثل الملكة الفرعونية حتشبسوت.. وهى أيضًا التى قهرت الملوك والسلاطين وتربعت على عرش مصر مثل كليوباترا وشجرة الدر.. وسيظل المصريون يتباهون بصفية زغلول التى قادت المصريات للمرة الأولى للتظاهر فى وجه العدوان البريطانى.
وتدون كتب التاريخ العديد والعديد من النماذج للمرأة المصرية المشرقة بأحرف من نور.. وتعجز الأحرف والكلمات عن وصف تميز كل منهن حتى الآن، حتى استحقت كل منهن لقب «السيدة الأولى»، وهو اللقب الذى لم تعرفه مصر إلا فى سبعينيات القرن الماضى، عندما أطلق على السيدة جيهان السادات زوجة الرئيس الراحل أنور السادات فى ذلك الوقت.
وإيمانًا من «أكتوبر» بالدور العظيم الذى قدمته وتقدمه المرأة المصرية لوطنها، فقد رصدنا فى سطور ملفنا التالى بعضًا من نماذج نجاح لسيدات استحقت كل منهن لقب «السيدة الأولى» مع التأكيد أنهن نماذج وأن هناك الملايين ممن يستحق هذا اللقب.
أول من حملت اللقب «الحقيقى» فى مصر والوطن العربى
جيهان السادات: السيدة الأولى شرف
لا أنكره.. وأفضل عليه أم الأبطال
فى فيلا ليست ضخمة، لكن تفوح منها رائحة التاريخ والعظمة، وعبر ممر قصير فى حديقة ، يبرز فيها الاهتمام والتنسيق والحرص على الجمال، استقبلتنا هذه السيدة العظيمة، التى يجتذبك وجهها لأول وهلة بجمال هادئ لم تنجح سنوات العمر فى محو آثاره، لكنه فى نفس الوقت يحمل شموخا ونظرات واثقة تعكس شخصية قوية وابتسامة لاتغادر شفتيها تعكس تفاؤلا وثقة فى المستقبل، وأيضًا رضا عن الماضى، إنها جيهان السادات أرملة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، أول من لقبت ب «السيدة الأولى» ليس فى مصر فقط وإنما فى الوطن العربى كله، «أكتوبر» التقتها فى حوار تناول رحلتها وأيضا جزء هام من تاريخ مصر.
* «سيدة مصر الأولى» لقب ارتبط بك طوال فترة رئاسة السادات، ماذا يمثل لك؟
** هذا اللقب شرف لا أنكره، ولكنى كنت أفضل عليه «أم الأبطال»، وهو اللقب الذى أطلقته على الصحافة عقب حرب أكتوبر، حيث أعتز جدًا بما قمت به فى هذه الفترة من مساعدة لمصابى الحرب، وزيارتهم فى المستشفيات، والتخفيف عنهم.
* ولكن قيل إنك كنت حريصة على أن يسبق هذا اللقب اسمك؟
** هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق، ولا أعرف حتى الآن من أطلق على لقب سيدة مصر الأولى - وإن كنت أعتز به بالطبع - فقد وجدت الصحف تكتب هذا اللقب مقرونا باسمى، وأعتقد أنهم كانوا يقلدون صحف أوروبا وأمريكا التى تكتب هذا اللقب مقرونا بزوجة الرئيس.
* منذ تولى السادات الرئاسة، كان لك دور اجتماعى فعال بعكس السيدة تحية عبد الناصر، لماذا اخترت أن تسيرى فى اتجاه مختلف؟
** أعتقد أننى اخترت الطريق الأصعب، فقد كنت أستطيع أن اكتفى بدورى كزوجة الرئيس، فأحضر المناسبات الرسمية، وأقوم بالمهام البروتوكولية المعتادة لزوجة الرئيس، ولكنى رفضت أن يقتصر دورى على هذا فقط، وعندما تولى السادات المسئولية، شعرت أن وضعى الجديد يحتم على أن أقوم بدور أكبر لمساعدة البسطاء، والفقراء، ومن يحتاجون المساعدة، فأذهب إليهم واستمع لمشاكلهم، وأذكر جيدا أنه عقب تولى الرئيس المسئولية، سافرت إلى أسيوط فى أقصى الصعيد، وتحدثت مع الفلاحين هناك حول مشاكلهم ومطالبهم، وكان هذا شىء غير معتاد فى الحياة السياسية، خاصة فى الصعيد أن يرى المواطنون العاديون حرم الرئيس، ويتحدثون معها، ويعبرون عن مطالبهم وأمانيهم.
* ولكنك بسبب هذا الدور الاجتماعى، تعرضت لانتقادات شديدة؟
** بالفعل، تعرضت لانتقادات شديدة وقاسية، ولكنى لم التفت إليها، لأنى مؤمنة بالرسالة التى أقوم بها، ولولا إيمانى الشديد بأن ما أقوم به لخدمة بلدى، لكنت توقفت عن أى دور اجتماعى عقب أول انتقاد تعرضت له، ومن الأشياء الأخرى التى شجعتنى على الاستمرار، هو معرفتى بأن ما أقوم به شىء جديد سواء فى مصر أو العالم العربى، فلم يكن معتادا أن يرى الناس زوجة الرئيس تقوم بدور اجتماعى، وتسافر بنفسها، وتؤسس جمعيات، ولكنى كنت مؤمنة بأن لى هدف، وهو أن أكون همزة الوصل بين الرئاسة والمواطن العادى، وهنا أذكر بكل فخر أحد الأنشطة التى أعتز بها، وهى جمعية «تلا»، بمحافظة المنوفية، وكانت تهدف لتنمية مهارات أهل القرى، وأتذكر أننا كنا فى الجمعية ندرب سيدات بسيطات وأميات على بعض الأعمال كالخياطة، للمساعدة فى الارتقاء بأوضاعهم المعيشية.
* لو عاد بك الزمن للوراء، هل كنت تقومين بنفس الدور؟
** بالطبع، كنت سأقوم بنفس الدور، ولن أهتم بأى انتقادات، لأنى – كما قلت - مؤمنة بما أفعله، فلم أكن أعمل فى المجال الاجتماعى من أجل نفسى، أو حتى من أجل زوجى، ولكنى كنت أسعى لخدمة بلدى، وعلى الرغم من الجهد الكبير الذى كنت أبذله، فلم يكن الأمر سهلا – كما يظن البعض - إلا أننى كنت مصرة على المضى قدما فى طريقى، وأتذكر أنه أثناء حرب أكتوبر، كنت أنزل من منزلى الساعة 7 صباحا، ولا أعود قبل التاسعة مساء، حيث أتجول بين المستشفيات للاطمئنان على مصابى الحرب من الجنود والضباط.
* وماذا عن موقف الرئيس السادات؟
** زوجى كان فخورا جدا بما أقوم به، ومؤمنا بأن دورى مكمل لما يفعله، ولم يكن يلتفت لما يقال بأنى أتدخل فى عمله.
* ولكن الشائع فى تلك الفترة أنك تتدخلين فى اختيار الوزراء والمسئولين؟
** للأسف، هذا الكلام كان يتردد فى تلك الفترة، وكما قلت سابقا، فإن كونى أول زوجة رئيس فى مصر والعالم العربى يكون لها دور اجتماعى بارز لهذه الدرجة، كان أمرا غير معتاد، كما أن خصوم الرئيس حاولوا استغلال هذه النقطة من أجل مهاجمته.
* وهل هناك انتقادات محددة أثرت عليك بشكل سلبى؟
** نعم، فأنا فى النهاية بشر، وأتذكر أنه عندما كنت أرى كلاما غيرلائق يكتبه بعض الطلبة على أسوار الجامعة، كنت أشعر بحزن شديد، خاصة أننى فى تلك الفترة كنت أقوم بالتدريس فى الجامعة، فكنت أقول لنفسى، هل هذا جزاء العمل والاجتهاد والتعب، ولكنى أعود لأقول إن الناس «بكره تفهم».
* كيف تصفى السادات كزوج وأب؟
** أنا متحيزة له جدًا، فهو «حب حياتى»، فعندما رأيته لأول مرة كان عمرى لا يتجاوز 15 عاما، وكنت معجبة ومبهورة به كبطل وقف أمام الإنجليز، وقاوم الاحتلال البريطانى، فأحببته بشكل كبير، ورغم ظروفه الصعبة فى تلك الفترة، فكان منفصلا عن زوجته، ولديه ثلاث بنات، وترك الجيش، وليس لديه عمل، أو مورد رزق ينفق منه، إلا أننى لم أكن أرى فى الدنيا غيره، وعندما فكر فى التقدم للزواج منى، كانت تواجهنا موافقة أسرتى عليه، فاقترح علينا زوج ابن عمتى – وكان صديقه وسبب تعارفنا- أن يقول لوالدى إنه يمتلك «جناين برتقال» فرفض أنور الأمر بشكل كامل، قائلًا إنه لا يستطيع أن يخدع والدى، ويقول له إنه ثرى وهذا غير صحيح، فتدخلت فى الأمر، وقلت له أنت ستتزوجنى أنا، وأنت لم تخدعنى، وفى النهاية اتفقنا أنه إذا سأله والدى بشكل مباشر إن كان يمتلك «جناين برتقال» فسيقول له الحقيقة، أما إذا لم يسأله، فلن يتطوع، ويتحدث عن هذا الأمر، والحقيقة أنا كنت متأكدة أن والدى لن يسأله، فلم يكن يهتم بوضعه المادى، وإن كان مهتما فى المقام الأول بسعادتى وراحتى.
وإذا تحدثت عنه كزوج سأتكلم كثيرا، فقد كان زوجا مثاليا، يحبنى بشكل كبير، ويحترمنى، وكان يتميز بقوة الشخصية، وكانت له رهبة، لدرجة أنى كنت أحيانًا أخشى أن أسأله فى بعض القضايا والموضوعات، ومع ذلك كان طيبا جدا، وكان يحب أبناءه جدا، ويخاف عليهم بدرجة كبيرة، لدرجة أنه لا يستطيع أن يرى أحد أبنائه يأخذ «حقنة» أو يتألم.
* وما أبرز المواقف التى لا تنسيها فى حياتك مع الرئيس السادات؟
** لا أنسى المرحة الأولى فى بداية زواجنا، كانت ظروفنا الاقتصادية صعبة، نسكن فى منزل إيجاره 12 جنيها، وكان مرتبه بعد عودته للجيش 34 جنيها، وكان يرسل نفقة لبناته، فكنا نعانى من قلة الدخل، وكنت أحاول أن أدبر الأمر، وأتذكر أن والدى كان يساعدنا بطريقة غير مباشرة، ولكنى لم أشكو يوما، أو أعبر عن ضيقى، بالعكس فقد عشت مع أنور أجمل أيام حياتى، وكنا نخرج كثيرا، ونسير سويا على النيل، ونأكل سميط ودقة، وكنا فى منتهى السعادة.
* ومن أقرب أبنائه له فى الطباع؟
** كلهم أخذوا كثيرا من صفاته وطباعه الجميلة، وإن كان جمال يشبهه كثيرا، من حيث الهدوء والأخلاق الدمثة والاحترام والرقى فى التعامل، وحتى الآن لايزال جمال عندما يكون جالسا، ويرانى، يقف على الفور، والحق أنى فخورة بأبنائى الأربعة لبنى وجمال ونهى وجيهان، لأنهم لم يسببوا لى أو لوالدهم أية مشاكل.
* ما أسباب الخلاف بين أبناء الزعيمين جمال عبد الناصر وأنور السادات؟
** لا يوجد أى خلاف، فأنا وأبنائى نحب الرئيس جمال عبد الناصر جدًا، واعتبر أبناءه مثل أبنائى، ولكن أحيانا يصدر من بعض أبناء عبد الناصر تصريحات غريبة، فأحيانا عبد الحكيم يقول كلاما غريبا، كما أن هدى أخطأت حين تحدثت عن موضوع القهوة الذى ذكره هيكل، فاستغربت جدا، كيف تكون هدى شخصية مثقفة وتعيد هذا الكلام الفارغ، والقصة السخيفة التى لا يصدقها أحد، ولكنى أعود وأقول إنهم أبنائى فى النهاية.
* كان الرئيس جمال عبد الناصر قريبا منكم فى السنوات الأخيرة من حياته؟
** نعم، هذا كلام صحيح، وكان البيت الوحيد الذى يدخله منزلنا، ومن المعروف أن عبد الناصر لا يجب الاختلاط كثيرا، ولكنه كان يحبنا ويثق فينا بدرجة كبيرة.
* نحتفل هذه الأيام بذكرى أكتوبر، ماذا عن المواقف التى تستحضريها فى ذاكرتك عن هذا الانتصار العظيم؟
** لا يمكن أن أنسى أبدا لحظة العبور، فقد كانت من أعظم لحظات السعادة فى حياتى، فيكفى أنها أعادت للمصريين والعرب كرامتهم، وأعتقد أن أى شخص يجب أن يكون فخورا بانتصار أكتوبر، حتى إذا كان على خلاف مع الرئيس السادات، وأتذكر أننى طوال أيام الحرب أمضيت وقتى فى المستشفيات للاطمئنان على المصابين، ومساعدتهم، ومحاولة الرفع من روحهم المعنوية، وعلى الرغم من قيامى بهذا الدور سابقا أثناء حرب 1967، إلا أننى لا أنسى اختلاف المشاعر فى الحالتين، فى 1967، كان المصابين يشعرون بالهزيمة والانكسار، أما فى 1973، فقد كانت الفرحة ظاهرة على وجوه المصابين، على الرغم من إصابتهم ببتر فى أيديهم أو أرجلهم، ولكنهم سعداء وفخورين بما قدموه لوطنهم، كانت مشاعر لا يمكن أن توصف، ولا أنسى أيضا أن أبنائى كانوا يذهبون للمستشفيات، لتقديم المساعدة، وكانت ابنتى الصغرى جيهان، وكانت حينها لاتزال صغيرة، لا تجد شيئا تفعله، سوى أن تجلس مع المصابين، لتقص عليهم حكايات، حتى تساهم فى الترفيه عنهم.
* وهل كنت تعلمين بموعد الحرب؟
** على الرغم من أن الرئيس لم يصرح لى بشكل مباشر عن موعد بدء الحرب، إلا أننى توقعته، عندما طلب منى قبل اندلاع الحرب بيوم واحد، تجهيز الشنطة له، وهذا شيئا لم يكن معتادا، حيث لم يكن يغيب عن المنزل إلا فى حالة السفر، فشعرت أن هناك شيئا سيحدث، ولا أنسى أبدًا أنه فى هذا اليوم، كنا نسير فى الحديقة، فحاولت أن أشجعه وأرفع من روحه المعنوية، فقلت له إنى متأكدة من أننا سنحارب قريبا، ونحرر الأرض، وأن العالم كله سيرى أنك لم تستسلم، ولم تكتف بالشجب والإدانة، مثلما يفعل الآخرون، وإنه – لاقدر الله - إذا هزمنا فى الحرب، فيكفيك شرف المحاولة، فوقف بشكل مفاجىء ، وقال لى: أنا واثق إن ربنا معانا، لأننا أصحاب حق، وإن شاء الله هننتصر، فشعر باطمئنان شديد بعد كلامه، وكنت على يقين من انتصارنا، خاصة أن الجيش بالفعل كان مستعدا بشكل جيد، وكان هناك تغيير كامل فى خطط وتكتيكات الجيش، وكان الرئيس يدعم بقوة أبناءه من الضباط والجنود، ويحرص على زيارتهم باستمرار فى القواعد العسكرية، من أجل رفع روحهم المعنوية، ويكفى ما فعله عندما أعاد الضباط الذين اعتقلوا فى 1967 بتهمة الخطأ أو التقصير، حيث تم العفو عنهم، وأعادهم الرئيس لوحداتهم، وقال لهم أنتم بشر، والبشر يصيب ويخطئ، وهذا التشجيع أعطاهم دفعة معنوية كبيرة، وكان لهم دور كبير فى الانتصار.
* هل ترى أن الدولة تحتفل بانتصار أكتوبر بالشكل اللائق؟
** يجب أن نفرق بين شيئين فى هذا الإطار، أولا فيما يتعلق بالجنود والضباط الذين شاركوا فى الحرب، فأعتقد أن الدولة كرمتهم بالشكل المناسب، حيث تم علاج المصابين فى أفضل المستشفيات سواء فى مصر أو الخارج، كما تم رعاية أسرهم، و أعلم أن هناك بعض مصابى الحرب ممن يعانون من الشلل، يعيشون فى مستشفى المعادى العسكرى منذ عام 1973 وحتى الآن، كما تم تكريم الشهداء وأسرهم بالشكل اللائق، أما فيما يتعلق بتوثيق حرب أكتوبر، فأعتقد أن هذا الانتصار العظيم، فى حاجة لتوثيق أكبر، فيجب أن يكون هناك متحف كبير عن أكتوبر، وكتب وأفلام أكثر عن الانتصار وكيفية حدوثه، ودور الجنود والضباط، والتضحيات التى قدموها، ومع ذلك فأنا أعطى العذر للمسئولين فى الدولة، فالظروف الاقتصادية الصعبة قد لا تسمح بتحقيق هذه الأمنيات، أما عن تكريم الرئيس السادات عن دوره العظيم، فأعتقد أنه – مؤخرًا - بدأت وسائل الإعلام فى إبراز دوره العظيم كبطل الحرب والسلام، وإعطاءه حقه ومكانته التى يستحقها.
* هل معنى ذلك أنه – فى عهد مبارك - كان يتم تهميش دور السادات فى مقابل تضخيم دور مبارك؟
** بالفعل كان هذا يحدث، ولا يعنى ذلك أن مبارك لم يكن بطلا، وأنه قام بدور فعال فى حرب أكتوبر، ولكنه لم يكن بطل الحرب والسلام، كما كانت وسائل الإعلام تروج لذلك، وفى اعتقادى الشخصى أن مبارك لم يكن يطلب منهم أن يفعلوا ذلك، ولكنهم قاموا بهذا الدور نفاقا للرئيس الأسبق.
* وماذا عن الرئيس السابق محمد مرسى؟
** فى عهد مرسى حدث الأسوأ واعتبره كارثة، لم يتوقعها أحد، حيث دعا الرئيس السابق قتلة السادات لحضور احتفالات أكتوبر، ولا أستطيع أن أصف لكم شعورى وقتها، فقد صٌدمت عندما رأيتهم، خاصة أنه كان معنا اليوم السابق فى الضريح، وتكلم بشكل طيب جدا عن الرئيس، ودوره العظيم كبطل للحرب والسلام، كما أهدى لنا قلادة النيل، فقلت إن هذه لفتة طيبة منه وكتر خيره لأنه كرم الرئيس، ثم فوجئت فى اليوم التالى بوجود قتلة السادات والإخوان فى احتفالات أكتوبر.
* بعد وفاة السادات، ابتعدت عن الأضواء بشكل كامل، هل كان ذلك بمبادرة منك، أم طٌلب منك ذلك؟
** كلا الأمرين صحيح، فأنا مؤمنة بأنى أديت دورى فى وقت ما كان زوجى رئيسا للجمهورية، وانتهى هذا الدور بوفاته، وأصبحت هناك سيدة أخرى تحمل لقب السيدة الأولى، ومن حقها أن تختار الطريق الذى تسير فيه، وليس من حقى أن أقحم نفسى، لذا قدمت استقالتى من كل المؤسسات الاجتماعية التى كنت أترأسها، مثل الوفاء والأمل وجمعية تلا، وعقدت اجتماعا مع السيدات اللاتى كن تعملن معى فى تلك المؤسسات، وقلت لهم أنهم يجب أن يذهبوا للسيدة الأولى سوزان مبارك، ويتعاونوا معها، خاصة أنها تريد أن تكون لها نشاط ودور اجتماعى، فرفضوا فى البداية، إلا أننى قلت لهم أن ما يفعلوه خطأ، وعليهم التعاون معها، فهى حرم رئيس الجمهورية.
* وهل طلب منك بشكل مباشر الابتعاد؟
** يعنى!!
* هل ترى أن مبارك كرم أسرة السادات بالشكل اللائق؟
** نحن لم نكن نريد أى تكريم، ولم يكن لنا أى طلبات عنده، سواء أنا أو أبنائى، ويكفينا حب الناس الذى نراه فى كل مكان.
* تقول بعض الآراء أن من أسباب قيام ثورة يناير تدخل سوزان مبارك فى الحكم، هل تتفقى مع هذا الرأى؟
** هذا الكلام كان تقوله الصحف، ولكنى أعتقد أن سبب قيام الثورة بشكل أساسى طول فترة الحكم التى استمرت 30 عاما، بالإضافة إلى ما كان يقال عن التوريث، مما أدى لزيادة الغضب الشعبى، هذا بالإضافة إلى ما كان يحدث من فساد وسرقات، كل هذا أدى لخروج الناس ومطالبتهم بالتغيير.
* نأتى إلى الرئيس السيسى، وشعورك عندما تحدث عنك وعن الرئيس الراحل فى أحد حواراته اتليفزيونية؟
** لا أستطيع أن أصف شعورى وقتها، فقد سعدت جدا بكلامه، واعتبرته ابنا لى، وشعرت أن رد اعتبار أسرة السادات كلها، وأنا فخورة به وبأسرته، لأنهم أسرة مثالية، وعندما تعرفت عليهم، كنت سعيدة جدا بهم.
* كنت من أكثر الداعمين له أثناء حملته الانتخابية؟
** بالطبع، ولم يكن هذا بسبب تكريمنا والتحدث عنا بطريقة إيجابية، فيكفيه أنه خلص مصر من كابوس اسمه الإخوان، كان يمكن أن يستمر 500 عام، فمصر كانت تضيع بالفعل، ولكن أنقذها السيسى، بالإضافة لذلك، فهو يعمل منذ اليوم الأول له فى الرئاسة من أجل مصر، والبداية من خلال مشروع قناة السويس الجديدة، الذى سيحقق لمصر عائدا اقتصاديا كبيرا، يتجاوز ما تحققه قناة السويس، كما أنه أعطى مثالا فى التضحية وحب الوطن، عندما تبرع بنصف مرتبه وثروته لمشروع تحيا مصر، حتى يعطى المثل والقدوة للناس، وبالفعل استجاب له الشعب، ويكفى ما رأيناه عندما جمع المصريون 66 مليار جنيه من أجل مشروع قناة السويس.
* ماذا عن إحساسك عندما تصدرت المشهد مع زوجة السيسى فى حفل تنصيبه؟
** كانت لفتة جميلة لم أتوقعها، فعندما تم دعوتى للحفل، لم أتوقع أن أكون بجوار زوجة الرئيس بهذه الطريقة الجميلة، مما أسعدنى كثيرا، واعتبرته تكريما جميلا من الرئيس وزوجته.
* يعد الرسم هوايتك الأساسية، وأقمت من فترة معرضا حقق نجاحا كبيرا، ما أسباب ابتعدك عنه فى الفترة الحالية؟
** بالفعل، ابتعدت لفترة عن الرسم بعد إقامة معرضى الأخير، والذى فوجئت فيه ببيع كل لوحاته، وتم تخصيص عائده لأحد الأعمال الخيرية، وسوف أعود قريبا لهوايتى التى أعشقها، ولكن اهتمامى منصب حاليا على شىء آخر، وهو صندوق تحيا مصر، وكيفية المساهمة فيه بشكل إيجابى.
* وهل هناك مبادرات محددة فى هذا الإطار؟
** نعم، سأبدأ عدة فعاليات فى الفترة القادمة من أجل جمع مبالغ كبيرة لمشروع تحيا مصر، فمع بداية الشهر القادم، سأقيم مأدبة غذاء كبيرة فى بيتى لمن يتبرع بمبلغ كبير للصندوق، وسأكرر هذه التجربة مرة ثانية، وأقيم مأدبة غذاء أخرى، ولكن للسيدات فقط اللاتى سيتبرعن للصندوق.
أول طبيبة متخصصة فى الطب الجنسى
د.هبة قطب: فخورة بما أنجزته.. وعملى أفادنى فى تربية بناتى
عندما ظهرت د.هبة قطب -أول طبيبة متخصصة فى الطب الجنسى فى مصر والعالم العربى أيضا - منذ حوالى عشر سنوات، أثارت حالة من الجدل الشديد، فما بين متعجب لاختيارها هذا التخصص، ومستنكر لحديثها فى الأمور والمشاكل الجنسية بهذه الصراحة، بالإضافة لتعرضها لهجوم شديد من بعض شيوخ الدين الذين رأوا أن ما تفعله «حراما»، إلا أنها لم تلتفت لمثل هذه المعوقات، وواصلت مشوارها، لأنها تؤمن بما تفعل، وترى أن لديها «رسالة» يجب أن تقوم بها.
«أكتوبر» التقت د. هبة قطب فى حوار سريع تحدثت فيه عن مشوارها مع الطب الجنسى الذى بدأته منذ حوالى عشر سنوات، وكيفية اختيارها لهذا المجال، فتقول: الأمر جاء بالصدفة البحتة، ففى بداية حياتى العملية، وعقب إنجابى ابنتى الكبرى، أصبح على أن أتفرغ من أجلها، فقررت الحصول على إجازة تفرغ، وفى هذا التوقيت اقترحت على والدة زوجى العمل فى قطاع الطب الشرعى، لأنه لا يتطلب السهر خارج المنزل.
عمل د. هبة قطب فى مجال الطب الشرعى كان نقطة تحول فى مشوارها العلمى، حيث بدأ اهتمامها بمجال الطب الجنسى، وقررت أن يكون موضوع رسالة الدكتوراة الخاصة بها عن الاعتداءات الجنسية على الأطفال، كان لابد أن أدرس العلاقات الجنسية السوية وغير السوية، فبحثت عن مراجع حول هذا الموضوع فى مكتبات الجامعة، لكنى لم أجد ما يرضينى، مما اضطرنى لإحضار مراجع من الخارج، وعقب حصولى على الدكتوراة فى تخصص الطب الشرعى عام 2000، بدأت أتجه للتوسع بشكل أكبر فى مجال الطب الجنسى، ومع الوقت اكتشفت أن تخصص الطب الجنسى لم يكن موجودا فى أى دولة عربية، وأن الجامعة الوحيدة التى تمنح الدرجة العلمية فى الطب الجنسى جامعة «حيفا» بإسرائيل، ويومها قررت أن يكون الطب الجنسى تخصصى، وأن أسعى للحصول على دكتوراة فى هذا المجال، وبالفعل حصلت عليها فى 2004، وافتتحت عيادة خاصة بى. كما بدأت أظهر فى بعض البرامج لأتحدث عن أبرز المشكلات الجنسية الموجودة فى المجتمع، وكيفية علاجها.
ظهور د. هبة قطب فى وسائل الإعلام، وحديثها بشكل صريح عن هذه القضية، جلب لها العديد من الانتقادات، وكثيرا ما هاجمها شيوخ الدين قائلين إن ما تفعله حرام، لكنها لم تستسلم لهجومهم، وواجهتهم بالحجة والمنطق» قلت لهم إن الإسلام سبق العلم الحديث فى هذا المجال، وأن السيدة عائشة رضى الله عنها تحدثت فى هذا المجال فى حياة الرسول y، وكانت ترد على أسئلة النساء.
وتضيف طلبت أكثر من مرة إجراء مناظرات مع هؤلاء الشيوخ ولكنهم رفضوا، وأعتقد أن سبب رفضهم هو أن حجتى أقوى منهم، ولكن هذا لا يعنى أننى لا أخطأ، فأحاسب نفسى فى حالة ارتكاب أى خطأ.
على مدار العشر سنوات الماضية، قدمت د.هبة قطب العديد من البرامج، فتقول « هناك قنوات كثيرة محترمة تؤمن برسالتى، ولكنى مع ذلك لا أعتبر نفسى إعلامية، فأهدف من خلال هذه البرامج إلى توصيل المعلومة لكل من يحتاجها بالشكل الذى يفهمه، خاصة للفقراء الذين لا يستطيعون الوصول إلى القاهرة، ويخشون القدوم إلى العيادة، ولا أخفى عليكم أننى أحيانا أصادف أشخاصا يستوقفونى، ويوجهون لى الشكر، قائلين أنى غيرت حياتهم، وهو ما يسعدنى، ويشعرنى بأنى أسير فى الاتجاه الصحيح، ويجعلنى فخورة دائما بما أفعله.
دائما ما يكون من الصعب أن تجمع المرأة بين النجاح العلمى والأسرى، ونجد كثيرا نماذج لسيدات نجحن فى عملهن، ولكن فشلن فى تحقيق نجاح مماثل فى حياتهن الأسرية، ولكن د. هبة قطب كسرت القاعدة، ونجحت مع زوجها الذى يعمل طبيبا فى قصر العينى أيضا فى تكوين أسرة ناجحة تفخر بها، فتقول: زوجى أكبر داعم لى، فمنذ اختيارى لمجال الطب الجنسى، كان زوجى أول من وقف إلى جوارى، فكنت أسافر وحدى، وأترك بناتى الصغار تحت رعايته، وكان حريصا على متابعتى والشد من عزيمتى لتحقيق هدفى، ولم يكن الدعم والمساندة قاصرين فقط على زوجى، فوالدى وقف بجانبى كثيرا، فقد تحمل جانبا كبيرا من نفقات دراستى وسفرياتى.
رغم انشغال د. هبة بعملها وأبحاثها، إلا أن الأولوية فى حياتها دائما لأسرتها وبناتها، فتقول: أنا أم البنات، فلدى دينا 20 عاما وراندة 18 عاما طالبتين فى كلية الطب، ولبنى 16 عاما فى المرحلة الثانوية، ولم أفرض على بناتى الالتحاق بكلية الطب، ولكنهن اخترن هذا المجال برغبتهن، فنحن أسرة نؤمن بالحوار والمناقشة، ولا أتذكر أنى فرضت عليهن أى شىء، ولكنى أترك لهن حرية الاختيار.
وتؤكد د. هبة أن مجال الطب الجنسى أفادها فى تربية بناتها، دراستى لهذا المجال أفادنى كثيرا فى التربية، فعلمت بناتى كيفية الحذر من التحرش، كما تعلمت أن أتحاور معهن فى كل الموضوعات بلا خجل أو خوف، فأصبحن صديقاتى ولسن بناتى فقط.
هل ندمت يوما على اختيار مجال الطب الجنسى للتخصص فيه؟
بكل سرعة ودون تردد، أجابت د. هبة قطب عن سؤالنا الأخير قائلة: لم أندم يوما على اختيار مجال الطب الجنسى، بل أنا فخورة جدا بأنى حتى الآن لازالت أول طبيبة لديها درجة علمية فى هذا المجال، وما أتمناه حاليا وجود تخصص مستقل للطب الجنسى، لا أن يكون على هامش تخصصات أخرى.
أول مصرية ترأس مؤسسة دولية فى التصميم
داليا السعدنى: لا أريد منصبا وزاريا.. وأسعى للاستثمار فى الإنسان
يطلقون عليها فى الغرب سفيرة الفراعنة فى التصميم.. استطاعت بفضل موهبتها واجتهادها فى مجال التصميم والهندسة المعمارية أن تصبح من أهم المصممين العالميين، ووصلت للمركز ال 12 على مستوى العالم فى مجال التصميم المعمارى، وهو ما أهلها للفوز بمنصب رئيسة المؤسسة العالمية للمصممين IAD لمدة عامين.. إنها داليا السعدنى أو «المهندسة الحسناء» كما يطلق عليها فى وسائل الإعلام، والتى التقتها «أكتوبر» فى مقر شركتها، لتتحدث عن مشوارها مع التميز.
أنا فى هذا المجال منذ حوالى عشرين سنة» هكذا فاجأتنا داليا السعدنى، فهى لا تزال فى سن الشباب، ولكنها فسرت ذلك قائلة: أعمل فى مجال الهندسة المعمارية منذ أن كنت فى السنة الأولى فى الكلية، وكان عمرى حينها 16 عاما، ولم تكن سنوات خبرتها الطويلة المفاجأة الوحيدة التى صرحت بها، فقالت إنها لم تحلم بأن تكون مهندسة معمارية كنت أتمنى أن أكون مذيعة أو مطربة، ثم فكرت فى الالتحاق بكلية Computer science، ولكنى فى النهاية التحقت بهندسة الإسكندرية مثل والدى، ولم يكن هناك قسم محدد أريد دراسته، وجاء اختيارى لقسم الهندسة المعمارية بالصدفة البحتة، حيث التقيت فى أحد الأيام بالدكتور طارق الصياد الأستاذ بقسم الهندسة المعمارية، وسألنى بتحبى إيه فى إسكندرية، فقلت له أنا عاشقة لكل البيوت الجميلة اللى بتدل على جمال وحضارة المدينة، فشجعنى على الالتحاق بالقسم، وتنبأ لى بأن أكون مهندسة ناجحة، وبالفعل التحقت بالقسم، وقررت منذ اليوم الأول ألا أكتفى بالدراسة الأكاديمية، فبدأت التدريب العملى سريعا، وعن طريق بعض أقاربى ومعارفى استطعت التدريب فى أحد المكاتب المتخصصة فى هذا المجال، وبدأت اكتسب خبرة كبيرة، وفى السنة الثالثة بالكلية، قررت أن أخطو خطوة أكبر فى حياتى، وافتتحت مكتبا خاصا بى، وكان عمرى لا يتعدى 18 عاما.
لم تكتف داليا السعدنى بأن تكون مهندسة معمارية فقط، بل قررت أن تمارس العمل بيدها، فتنزل لمواقع العمل، وتتابع العمل بنفسها، وتشرف على العمال، وعلى الرغم من النجاح الذى حققته فى تلك الفترة، إلا أن طموحها لم يكن له حدود، فسافرت إلى إيطاليا لاستكمال دراستها، ثم عادت لمصر مرة أخرى، وعملت فى شركات متعددة، لتكتسب مزيدا من الخبرة.
ولأن الطموح ليس له حدود، بدأت داليا السعدنى فى الاشتراك فى مسابقات التصميم العالمية، وحصلت على العديد من الجوائز، ففى عام 2012 حصلت على جائزة التصميم design award الإيطالية العالمية الرفيعة عن تصميمها لمنضدة من وحى وابور الجاز، كما حصلت على جائزة أخرى عن «عين رع» وهى قطعة من الأثاث صُممت على شكل عين رع أو حورس المشهورة، لتكون أقرب إلى مكان للاستراحة فى الشوارع والميادين العامة، بالإضافة لجائزة أخرى عن مشروع تطوير وتغيير شكل ميدان التحرير بالكامل، هذه الجوائز العالمية أهلتها لأن تصل للمركز 12 على مستوى العالم فى مجال التصميم المعمارى، كما قفزت بترتيب مصر فى التصميم والعمارة على مستوى العالم، إلى المركز 25 من بين 182 دولة.
وعلى الرغم من سعادة داليا السعدنى بهذه المكانة العالمية التى وصلت إليها، إلا أنها تؤكد أن ما يهمها حاليا المساهمة فى نهضة وبناء مصر، فتقول: مصر لديها موهوبون وعباقرة فى كل المجالات، سياسيا وعلميا وثقافيا، ولكن لا أحد يعلم عنهم شيئا، ولا نستفيد منهم، لذا أسعى حاليا لإنشاء مؤسسة هدفها الأساسى الاستثمار فى الإنسان، بمعنى أننا سوف نبحث عن الكوادر المتميزة فى كل المجالات، ونقف بجانبهم وندعمهم ماديًا ومعنويًا، ونساعدهم فى الاشتراك فى المؤتمرات والمحافل الدولية، حتى يحققوا نجاحات سواء فى مصر أو العالم.
شهرة داليا السعدنى لم تأت من كونها مهندسة ناجحة فقط، حصدت جوائز عالمية، فترشيحها لمنصب وزارى جعل الأضواء تتركز عليها بشكل أكبر، فقبل تشكيل الحكومة، ذكرت الصحف أنها مرشحة لتولى منصب وزيرة البحث العلمى، ثم قيل أنه تم استبعادها، فسألنا داليا السعدنى عن حقيقة الأمر، فقالت سمعت عن هذا الترشيح فى وسائل الإعلام مثلكم، ولكنى لا أعرف هل كان الأمر حقيقيا أم لا فسألناها عن طموحها فى تولى الوزارة لتحقق طوحها وأحلامها التى تتحدث عنها، فأجابت سريعا بالنفى الوزارة ليست من أحلامى، وأعتقد أنها ستفرض على قيود، ولهذا أفضل خدمة البلد خارج الإطار الحكومى.
ماذا عن دور الأسرة فى حياتك خاصة مع ازدحام حياتك العملية وعملك 18 ساعة فى اليوم؟ للاسرة دور كبير فى حياتى منذ الطفولة ، وكنت محظوظة بزوجى واسمه رمزى مسعود ورغم كونه يعمل بعيدا عن مجالى، فهو يعمل فى الاستثمارات المالية، الا أنه يدعمنى بشدة ، ويشجعنى دائما على أن أحقق مزيدا من النجاح فى عملى، وأنا سعيدة بما حققته، وأتمنى تقديم المزيد بما يتناسب ومكانة مصر وما تستحقه من مكانة.
أول سيدة رئيس قسم حقوق الإنسان بشرطة المواصلات
اللواء رقية الصيفى: لولا «السادات»
لما كان شرطة نسائية فى مصر
إذا كنت من رُكاب مترو الأنفاق، فلابد أن تكون شاهدتها يوما فى إحدى المحطات الرئيسية، وهى تقود حملات للاطمئنان على الحالة الأمنية فى المترو، أو داخل إحدى عربات السيدات، أو تستمع بنفسها لمشاكل الركاب داخل المحطة، وتعمل جاهدة على حلها.. إنها اللواء رقية الصيفى أول سيدة تشغل منصب رئيس قسم حقوق الإنسان بشرطة النقل والمواصلات، حيث التقتها «أكتوبر» داخل مكتبها بشرطة النقل والمواصلات، وتحدثت عن تجربتها فى العمل فى جهاز الشرطة، وأبرز الصعوبات التى واجهته فى البداية أعربت عن سعادتها الشديدة بترقيتها لمنصب لواء فى وزارة الداخلية، وقالت إن هذه الترقية تعد تتويجا لعملها واجتهادها طوال سنوات عملها فى جهاز الشرطة.
كان نفسى اشتغل فى مجال أقدر من خلاله أساعد الناس" هكذا ردت اللواء رقية الصيفى عن سؤالنا الخاص بأسباب التحاقها بجهاز الشرطة، وتضيف " منذ صغرى وأنا أعشق مساعدة الناس، وجلب حقوقهم، ونصرة المظلومين، ولهذا التحقت بكلية الحقوق عقب حصولى على الثانوية العامة، رغم قبولى بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، ولكنى فضلت كلية الحقوق حتى أعمل وكيلة نيابة، وأحقق ما أحلم به، وعقب تخرجى من الكلية، سمعت عن كلية الضباط المتخصصين بأكاديمية الشرطة، فقررت التقديم للالتحاق بها، وتحكى الصيفى عن قصة إنشاء كلية الضباط المتخصصين بأكاديمية الشرطة، فتقول الفضل يعود للرئيس الراحل بطل الحرب والسلام أنور السادات، ففى إحدى زياراته لألمانيا شاهد شرطة نسائية يعملن فى مطار فرانكفورت فى قطاعى التأمين والجوازات، فأُعجب بهذه الفكرة، وقرر تطبيقها فى مصر، وبالفعل أصدر قرارا جمهوريا بهذا الأمر، إلا أن وفاته أدت لتأخر القرار لفترة، ثم أصدر اللواء حسن أبو باشا وزير الداخلية فى ذلك الوقت قرارا وزاريا بإنشاء كلية الضباط المتخصصين، وتولى اللواء عبد الكريم درويش مسئولية هذه الكلية.
كانت رقية الصيفى ضمن الدفعة الأولى فى الكلية، التى تكونت من 13 امرأة فقط، وتتذكر هذه الفترة قائلا " كانت سعادتى لا توصف عندما تم قبولى، خاصة أن المتقدمات للالتحاق بالكلية تجاوزن الآلاف، وتم اختيارى ضمن عدد قليل جدا، بعد اختبارات قاسية فى اللياقة البدنية، والنفسية، والمعلومات العامة، وغيرها من الاختبارات التى أثبت فيها قدرتى على الالتحاق بهذا الجهاز العظيم.
ولأن اللواء رقية الصيفى امرأة تعشق التحدى، فقد فاجأتنا بقولها إنها عندما تقدمت للالتحاق بكلية الضباط المتخصصين كانت ابنتها لاتزال صغيرة لا يتعدى عمرها 40 يوما، ولكنها نجحت بمجهود شاق فى تحقيق التوازن بين حياتها الأسرية وعملها.
لم يكن المشوار الذى قطعته اللواء رقية الصيفى سهلا على الإطلاق، بل كان طويلا ومليئا بالتحديات والصعاب، فعقب تخرجها من كلية الضباط المتخصصين، بدأت عملها فى الإدارة العامة لمكافحة جرائم الآداب العامة والأحداث، كما تولت قيادة حرس المدينة الجامعية للطالبات بجامعة عين شمس، واستطاعت من خلال عملها فى هذا المنصب أن تكون قريبة من الطالبات، وتقف بجانبهم فى أى مشكلة تصادفهم، ولهذا كان لها شعبية كبيرة بين الطالبات، ثم انتقلت لشرطة النقل والمواصلات التى تدرجت فيها حتى أصبحت رئيسة قسم حقوق الإنسان بشرطة النقل والمواصلات، واستطاعت فى كل عمل كُلفت به أن تثبت نجاحها وتفوقها.
وعلى الرغم من وصول رقية الصيفى لرتبة لواء، إلا أنها لاتزال حتى الآن، تقود الحملات الأمنية فى جهاز المترو بنفسها، وعلى الرغم من الصرامة والجدية التى تبديها فى عملها، إلا أن هذا لا يتعارض مع طيبتها الشديدة، والتى تجعل كثيرا من السيدات يلجأن إليها فى حالة تعرضهن لأى نوع من المعاكسة والتحرش، فتقول: أعتقد أنه بعد تفعيل قانون التحرش الجنسى، وتواجد الشرطة وخاصة الشرطة النسائية، وتحركها السريع لمواجهة هذه الظاهرة، أدى إلى انخفاض جرائم التحرش فى وسائل النقل وبشكل خاص فى جهاز المترو بشكل كبير، بل تكاد تكون انعدمت، فوجود الشرطة النسائية يشجع الضحية على الإبلاغ، ويرفع عنها الحرج، ويجعلها تتشجع على إعطاء التفاصيل الدقيقة عن الواقعة، مما يساعدنا على سرعة القبض على الجانى.
وجود اللواء رقية الصيفى فى محطات المترو يعطى إحساسا بالأمان للمواطنين، وفى نفس الوقت يرعب النشالين والهنجرانية والمتحرشين والباعة الجائلين الذين يختفون بمجرد وجودها، وتواجه اللواء رقية خلال جولاتها مشكلات عديدة بعضها لا يكون متوقعا، ولكنها تتعامل معها بحكمة، على سبيل المثال ما حدث مؤخرا عندما انقطع التيار الكهربائى عن محطات المترو، اتخذت عددا من الإجراءات للتعامل مع هذه الأزمة كنت متواجدة فى هذا اليوم مع الضباط، وتواصلنا مع مسئولى المحطة، وفتحنا أبواب القطار يدويا، وقمنا بوضع ممرات آمنة لإخراج المواطنين، حتى مرت هذه الأزمة بسلام.
ومن العمل إلى الحياة الخاصة، تتحدث اللواء رقية الصيفى عن أسرتها، فتقول لدى ابنتان طبيبة وصيدلانية، وعندما سألناها، هل رغبت إحدى بناتك فى الالتحاق بجهاز الشرطة، فقالت، ربما فكرا فى هذا الأمر عندما كانا أطفالا، حيث كانوا سعداء عندما يرونى بملابس وكاب الشرطة، فتقولان إنهما ستكونان فى المستقبل ضباط شرطة مثلى، ولكنهما فى النهاية عملتا فى مجالات مختلفة، وأنا أعطيتهما الحرية فى الاختيار، وسعيدة وفخورة بهما، واعتبرهما أهم إنجاز حققته فى حياتى.
هل يمكن أن تتولى المرأة وزارة الداخلية؟
كان هذا سؤالنا الأخير للواء رقية الصيفى، فأجابت أن المرأة تستطيع تولى أى منصب، ولكنها تعتقد أن تولى مرأة لمنصب وزير الداخلية أمر صعب حاليا، لأن هذا الأمر يتطلب أولا أن تدرس المرأة فى كلية الشرطة أربع سنوات مثلها مثل الرجل، وتكون نسبة السيدات العاملات والقيادات فى الجهاز كبيرة، وهذا لا يحدث حاليا.
أول جراحة متخصصة فى أمراض الذكورة
د. ألفت السباعى: وقعت فى غرام «غرفة العمليات» فى الحادية عشرة
قالوا عنها إنها امرأة تحارب عقم الرجال، فهى أول جراحة مصرية وعربية، متخصصة فى هذا النوع من جراحات، ولها عشرات الأبحاث فى الجراحات منطقة الحوض، إنها د.ألفت السباعى أستاذ الجراحة العامة، وأول سيدة مصرية تحصل على الدكتوراه فى الجراحة العامة من قصر العينى، وأول سيدة تعين رئيسا لقسم الجراحة فى الجامعات المصرية، كما أنها أول أم تكون أسرة متخصصة فى هذا النوع من الجراحات، إذ أنها زوجة الجراح الكبير الراحل الدكتور «أحمد شفيق» ووالدة لاثنين من أساتذة الجراحة لنفس التخصص، على شفيق وإسماعيل شفيق.
تقول د. ألفت عن بداية تميزها فى مقابلة ل «أكتوبر»، هى قصة قديمة بدأت من طفولتى، كان لأسرتى فيها تأثير كبير فكانوا ينادوننى فى سنوات عمرى الأولى بالدكتورة ألفت، كما أننى تأثرت بشخصية د. إسماعيل السباعى، الجراح الكبير فى ذلك الوقت، والذى كانت تربطنى به صلة قرابة، وعندما كان سيجرى لى عملية الزائدة وأنا طفلة لم أتجاوز 11 سنة انبهرت بغرفة العمليات وكأننى وقعت فى غرامها، لم أشعر بالخوف، كبقية الأطفال فى هذه السن وكنت شغوفة بالتعرف عليها، وكلها كانت عوامل دافعاً لى للتفوق وعندما أنهيت دراستى الثانوية كتبت ثلاث رغبات فقط طب القاهرة وعين شمس والإسكندرية وكان هدفى وطموحى أن أصبح جراحة.
وعن دور الزوج د. أحمد شفيق فى حياته ورحلتها معه، تقول: عرفته فى سنوات دراستى الأولى، وانبهرت به لأنه كان يدرس لنا مادة الجراحة، وكان يصطحبنا معه إلى غرفة العمليات، فى المقابل أعجب بى وبشخصيتى، وتقدم للزواج منى، إلا أن والدى رفض إتمام الزواج قبل الانتهاء من الدراسة واكتفينا بالخطوبة فقط حتى التخرج.
وتواصل: عندما علم د. شفيق ولعى بالجراحة، قال لى سأجعل منك جراحة بارعة، فتعلمت منه الكثير، كنت أتعامل معه على أنه زوجى وصديقى، وأستاذى الذى أنهل من علمه وتجاربه.
وما هى العقبات التى واجهتك فى مشوارك؟ سؤال كان يطرح نفسه فى هذا الحديث الشيق، أجابت عنه الدكتورة الفت فقالت: مشوارى كان حافلا بالعقبات، وتعرضت خلاله للحرب من شخاص كرهوا نجاحى، فقد كانت فكرة غريبة أن تفكر فتاة أو سيدة فى تخصص الجراحة، فقد جرى العرف أنه من تخصص الرجال، حتى عندما عرضت على د. إسماعيل السباعى رغبتى قال لى: هذا جنون، وأذكر أنه فى الامتحان التكميلى للحصول على الدرجة كان لابد أن يناقشنى فيه 30 أستاذاً منهم من كان معارضاً لكونى امرأة وبالفعل دخلت الامتحان 9 مرات كل مرة كنت أرسب فيها، وانهار وبتشجيع زوجى الراحل أعاود الوقوف والمحاولة، لأدخل الامتحان مرة أخرى بعد 6 أشهر، وعندما عينت مدرسا وتدرجت فى المناصب، لم يتقبل رئيس القسم أيضًا وجودى، وحاربنى كثيرا ووضع عراقيل كثيرة أمام ترقيتى ليؤخرها ولكن الله أكرمنى وعينت رئيسا لقسم الجراحة على مدى 8 سنوات، وكنت أقود فريقا من الرجال والأساتذة وهيئة معاونة قوامها 50 رجلاً.
وعن اختيارها لهذا المجال من الطب، ترتسم على شفتيها ابتسامة هادئة وكأنها تتحدث عن قصة عشق، وتقول: الجراحة من المهن التى تعطى بريقاً لصاحبها وتثقل الشخصية، حيث تمنحه الجرأة، والقدرة على اتخاذ القرارات المصيرية، المتعلقة بحياة ومستقبل المرضى، خلال لحظات فى غرفة العمليات، كما أنها تجعل من الجراح فنانا موهوبا، مشرطة وأدواته الجراحية، كالفرشاة مهمتها الدقة ورسم التفاصيل كأفضل مايكون، كما أنها تجعله قائداً لأنه يصبح مسئولًا عن فريق متكامل من الأطباء وأفراد التمريض يعمل كل منهم كترس الساعة فى عمل متكامل، فى غرفة العمليات، كذلك فهى تعلمه الحسم واتخاذ القرار دون تردد، ما ينعكس على شخصيته فى الحياة العامة، وكيفية التعامل فى المجتمع.
وعن حصادها الأسرى وتأثره بمشوارها الذى اختارته، تقول د. ألفت: حصادى من مشوارى هو أبنائى، فقد استطعت أن أغرز فيهما حب الجراحة وعشق المهنة والبحث العلمى والآن هما أساتذة للجراحة العامة فى قصرالعينى، ونجحنا أنا والدكتور أحمد شفيق وأولادنا، تكوين فريق عمل علمى وبحثى تعليمى.
سألناها هل أنتى راضية عن مشوارك؟ وماذا تكبدتى من أجله فقالت: راضية تماما وأكبر وسام على صدرى هو سمعتى، وإشادة مرضاى بما حققته لهم بفضل الله، وهذا يساوى كنوز العالم، فلا يوجد تقدير أكثر من دعوة زوج، ساعدته بجراحة وعلاج قدمتهما له أن ينجب ويرى أولاده بعد أن يكون فقد الأمل فى ذلك، فى المقابل افتقدت تكوين صداقات، وممارسة أى نشاط ترفيهى، أو هواية فقد كانت فسحتى أنا والدكتور شفيق هى المؤتمرات العلمية، وقراءة الدوريات الطبية، والجديد فى عالم العلاج.
أخيرًا قالت د. ألفت: لابد للفتاة أن يكون لديها طموح وهدف محدد، وأن تعمل للوصول إليه، لتحقق النجاحات التى تزيدها إصرارًا على المثابرة، والعطاء، وأعتبر نجاحى هو نجاح لكل النساء فى العالم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.