اتفق علماء الدين على فضل الأيام العشرة الأوائل من شهر ذى الحجة، مشددين على عدم تفويت الفرصة واغتنام هذه الأيام لعقد صفقة رابحة مع الله عز وجل فى أيام أقسم بها فى كتابه وذكرها فى أكثر من موضع. وللعشر الأوائل من ذى الحجة أفضال وخصائص تميزت بها وخصها الله سبحانه وتعالى عن غيرها من أيام العام. وعن العشر الأوائل من ذى الحجة، يقول الشيخ عبد الناصر بليح، إمام بوزارة الأوقاف أن ابن عباس رضى الله عنه روى عن رسول الله ? أنه قال «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام.. قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد فى سبيل الله، قال: ولا الجهاد فى سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشىء». وتابع بليح: أن الاستعداد لهذه الأيام يكون بالصيام والقيام وتلاوة القرآن، وصوم عرفه، والأضحية والحج للمستطيع وبصلة الرحم وغيرها من العبادات، مضيفًا أنه جاء فى صحيح الترغيب والترهيب عن جابر ? أن رسول الله ? قال:"أفضل أيام الدنيا.. العشر".. يعنى عشر ذى الحجة.. قيل ولا مثلهن فى سبيل الله إلا رجل عفر وجهه بالتراب"، فلابد أن يعى المسلم قيمة هذه الأيام، ويعقد خلالها صفقة رابحة مع الله، خاصة أن القرآن والسنة قد أشارا فى أكثر من وضع لجلال أثرها على إصلاح المسلم، كما يقع "يوم عرفه" بينها، ومن فضله أن الله يكفر به السنة الماضية والسنة الباقية، وختم الله تلك الأيام العشر بيوم الأضحية، حين يعطى الأغنياء فيه الأضحية للفقراء، فيسعد الجميع فى هذا العيد. ولفت إلى أن الله سبحانه وتعالى عدد فضل هذه الأيام فى مواضع كثيرة فى كتابه العزيز حيث قال "ويذكروا اسم الله فى أيام معلومات" ويقال إن هذه الأيام هى العشر الأوائل من ذى الحجة، وأقسم الله عز وجل بهذه الأيام فى قوله تعالى M? ? ? ? ?L .. فالفجر معلوم وهو "الصبح" ويقال إنه فجر يوم الضحية، أما الليالى العشر فهى الأيام الأوائل من ذى الحجة. وأكد الشيخ بليح أن هذه الأيام تحمل الأمل للمسلمين ولابد ان يحرصوا خلالها على التقرب إلى الله والتودد إليه بالأعمال الصالحة والحفاظ على سنة نبيه، فهذه الأيام الغالية لابد من اغتنامها وعدم ضياع هذه الفرصة من أيدينا، موضحًا أنه روى عن السلف أنه روى عن أنس بن مالك فى فضل تلك الأيام أنه قال:"بكل يوم ألف يوم ويوم عرفة بعشرة آلاف يوم". وفى هذه الأيام يقوم الحجاج بتأدية مناسك الحج، لاجئين إلى الله سبحانه وتعالى من كل فج وصوب يريدون عفو الله ومغفرته. ولا فضل فى هذا المكان بين عربى على أعجمى إلا بالتقوى، وفيها أيضًا خطب الرسول ? خطبته فى حجة الوداع، لأن مكة كانت تضم أكبر حشد من المسلمين فجمع فى خطبته الكثير من أمور ديننا لكى يناقشها معهم. فى أيام معلومات وعن خصائص الأيام العشر، يقول الشيخ هانى إسماعيل من علماء الأزهر الشريف، إن لهذه الأيام خصائص كثيرة نذكر منها أن الله سبحانه وتعالى أقسم بها فى كتابه الكريم فقال عز وجل M? ? ? ? ?L ولا شك أن قسم الله عز وجل بها عن شرفها وفضلها، كما أن الله تعالى سماها فى كتابه "الأيام المعلومات، وشرح فيها ذكره على الخصوص فقال سبحانه: M? ? ? ? ? ںLوجاء فى بعض التقاير أن الأيام المعلومات هى الأيام العشر الأول من شهر ذى الحجة. ومن خصائصها أيضا أن الأعمال الصالحة فى هذه الأيام أحب إلى الله تعالى منها فى غيرها، فعن عبدالله بن عمر رضى الله عنه أنه قال: قال رسول الله ?:"ما من أيام أعظم عند الله، ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا وافيهن من التكببر والتهليل والتحميد"، وفيها يوم التروية وهو اليوم الثامن من ذى الحجة الذى تبدأ فيه أعمال الحج، وفيها يوم عرفة وهو يوم عظيم يعد من مفاخر الإسلام وله فضائل عظيمة، لأنه يوم مغفرة الذنوب والتجاوز عنها، ويوم العتق من النار، ويوم المباهاة، فعن أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها أنها قالت عن رسول الله ? "ما من يوم أكثر من يعتق الله عزوجل فيه عبدًا من النار، من يوم عرفة، وأنه ليدنو ثم يباهى بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء"، وفيها (ليلة تجمع) وهى ليلة المزدلفة التى وبيت فيها الحجاج ليلة العاشر من ذى الحجة بعد دفعهم من عرفة. وتابع الشيخ هانى أن الله عزوجل فضل هذه الأيام لأن فيها فريضة الحج التى هى الركن الخامس من أركان الإسلام، وفيها يوم النحر، وهو اليوم العاشر من ذى الحجة الذى يعد أعظم أيام الدينا، كما روى عن عبد الله بن قرط عن النبى ? أنه قال: "إن أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى يوم النحر".. وفيها أيضا أن الله تعالى جعلها ميقاتا للتقرب إليه سبحانه بذبح القرابين كسوق الهدى الخاص بالحاج، وكالأضاحى التى يشترك فيها الحاج مع غيره من المسلمين، كما أن هذه الأيام والكلام على لسان الشيخ هانى تجتمع فيها أمهات العبادات، كما أشار إلى ذلك ابن حجر بقوله "والذى يظهر أن السبب فى امتياز عشر ذى الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهى الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك فى غيره".. ومن أفضالها وخصائصها أيضا أنها أيام يشترك فى غيرها وفضلها الحجاج إلى بيت الله الحرام والمقيمون فى أوطانهم لأن فضلها مرتبط بمكان معين إلا للحاج.ش