تسارعت الأحداث فى اليمن خلال الفترة الأخيرة و اتجه الوضع إلى منحدر ينذر بقرب حدوث اشتباكات على الأرض بين الأمن اليمنى و مسلحى الحوثى بعد وصول المفاوضات إلى طريق مسدود. وبدأت السلطات اليمنية الخطوات العملية لفض اعتصام الحوثى المدعوم بإيران حيث قامت قوات مكافحة الشغب بفتح طريق مطار صنعاء الذى أغلقه الحوثيون مع بداية الخطوات للموجة الثالثة من التصعيد ضد السلطات اليمنية حيث قامت قوات الأمن بمحاولة فتح الطريق باستخدام خراطيم المياه وإطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفريق المعتصمين والمتمركزين بالقرب من وزارة الداخلية والاتصالات والكهرباء وقام الحوثيون بالرد بحرق جرافة بلدوزر تابعة لقوات الأمن وعربة خراطيم مياه أثناء محاولتها فتح طريق المطار وإزالة الخيام التى نصبها الحوثيون وإغلاق الطريق بالكتل الأسمنتية وكان رد الحوثيين تصعيديًا حيث نادوا بمكبرات الصوت لعملية زحف نحو وزارة الداخلية وكانت قوات الأمن قد طوقتها لحمايتها فى وقت لاحق. وكان التواجد الحوثى حول صنعاء ازداد مع قدوم التجمعات الحوثية من خارج صنعاء وغلب عليها الصبغة القبلية كما حشد الحوثيون آلافًا من المسلحين على مداخل صنعاء للمطالبة بإسقاط الجرعة و هو الاسم الشعبى لقرار رفع الدعم عن مشتقات النفط وقد قام الحوثيون وموالون للرئيس اليمنى السابق على عبد الله صالح بإغلاق الشوارع الرئيسية فى صنعاء لساعات فى محاولة لفرض العصيان المدنى. وقال الناطق الرسمى باسم وزارة الداخلية اليمنية أن قوات الأمن أعادت فتح شارع مطار صنعاء ودعت الداخلية المعتصمين إلى الاعتصام فى الأماكن التى لا تؤثر على التزام قوات الأمن بحماية المعتصمين. وعلى خلفية ذلك شن القيادى الحوثى على البخيتى هجوما على الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى وقال إن هادى يتورط تدريجيا فى الدماء وأن الداخلية إذا ما تدخلت باستخدام العنف فإنها لن تتحرك إلا بأمر مباشر من هادى ونبه على انه طالما سالت الدماء فإن سقف المطالب الشعبية سيرتفع واتهم مستشارى هادى بالفشل والفساد وأنهم يسعون إلى توريطهم فى الدماء بهدف استبدال هادى فى أقرب تسوية سياسية مستبدلينه برئيس من الجنوب على أمل أن يكون أكثر مرونة وأعلن أن هذه هى خطة على محسن الأحمر وحميد الأحمر. ومن جهة أخرى اتجه عدد من الأحزاب إلى تشكيل لجان شعبية مسلحة للدفاع عن صنعاء فى حال هجوم الحوثى على العاصمة لإسقاطها وقد جاءت هذه الدعوات بعد أن قامت مجموعة من المتمردين الحوثيين بمحاولة الهجوم على وزارات الاتصالات والكهرباء والبريد والداخلية وتواردت أنباء عن وصول عشرات من ناقلات الجنود التابعة لمكافحة الشغب إلى محيط وزارات الاتصالات والبريد والداخلية والكهرباء. واتخذ هادى بعض الإجراءات التى من شأنها تقويض الوجود الحوثى فأمر باعتقال 48 قائدًا عسكريًا وأمنيًا بتهمة التواطؤ مع جماعة الحوثى حيث قاموا بتسهيلات للسيطرة على مناطق فى شمال البلاد. ومما زاد من خطورة الأمر أن الحوثى أرسل رسالة إلى هادى سلمها له أحمد عوض بن مبارك مدير مكتب رئاسة الجمهورية و التى رفضها هادى علنا فى لقاءات عامة عدة وكان فحوى الرسالة هو حث المملكة العربية السعودية لتخفيف الضغط على النظام السورى من قبل السعودية وحلفائها من دول الخليج و تضمنت الرسالة شرط عدم سقوط دمشق لاستقرار الوضع فى صنعاء. وحفاظا على أرواح رعاياها فقد أعلنت السفارة السعودية باليمن عن إجلاء دبلوماسييها وموظفيها فى صنعاء خوفا من تردى الأوضاع خاصة بعد قيام الحوثيون بإغلاق طريق المطار فى إطار التصعيد ضد الحكومة فأرسلت السلطات السعودية لإجلاء موظفى السفارة فى حين بقى القائم بالأعمال والمستشار السياسى للسفارة. وتشير أنباء إلى أن هادى رفض أيضا مبادرة لحل الأزمة مع الحوثيين تبنتها القبائل اليمنية معتبرًا أن هذه المبادرة التى أطلق عليها الفرصة الأخيرة تنزع صلاحياته كرئيس كما هدد هادى بتقديم استقالته فى حال استمرار الضغوط للموافقة على هذه المبادرة. تكتل ضد طهران من جهة أخرى طالبت قيادات إقليمية المجتمع الدولى ومجلس الأمن إلى سرعة التحرك لإصدار عقوبات ضد إيران والتى أصبح تدخلها فى الشأن اليمنى واضحا ويعد دليلاً على إنها تسعى لتكريس الفتنة الطائفية حيث قال البرلمانى والقيادى فى حزب الإصلاح زيد الشامى يجب ألا تتدخل إيران فى شئوننا الداخلية وأشار إلى أن هادى أصبح غير قادر على تحمل التدخل الإيرانى الذى يرعاه الحوثيون والذى بات واضحا من تصريحات هادى وحذر د. عمر مجلى أمين عام رابطة نازحى صعدة من التدخل الإيرانى وشدد على ضرورة وضع حد لجماعة الحوثيين التى تتبنى العنف والإرهاب ضد اليمن وجاء ذلك على خلفية ما أعلنه خطيب جمعة طهران من دعم إيران المشروط للحوثيين. وفى ضربة جديدة لتحالف صالح والحوثى أعلن د. قاسم سلام رئيس المجلس الأعلى لأحزاب التحالف الوطنى وأعضاؤه وقوفهم إلى جانب هادى للخروج باليمن من الوضع المتأزم مؤكدين الالتفاف حوله لمواجهة أى تحديات لا تخدم أمن واستقرار اليمن وجاء ذلك ردا على ما وصفوه بالتحالف المشبوه بين صالح والحوثى مما أصاب صالح بالصاعقة على حد وصف احد المقربين له. وقد صرح هادى أن هناك ثلاث قنوات تليفزيونية تبث من العاصمة اللبنانية وتابعة لحزب الله هى المسيرة والساحات وعدن لايف تعمل على تأجيج الفتنة فى اليمن وكذلك قنوات إيرانية وأخرى موالية لطهران تغطى مظاهرات الحوثيين. أكد مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية الالتزام الكامل بالحفاظ على وحدة اليمن و احترام سيادته واستقلاله كما دعا وزراء الخارجية العرب إلى صياغة دستور جديد يحتكم إليه الجميع ويلبى طموحات الشعب اليمنى. كشفت مصادر عسكرية بمحافظة الجوف شمال اليمن عن قيام الطيران اليمنى بشن غارتين استهدفنا مواقع مسلحى جماعة الحوثى فى مديرية الغيل ومنطقة العرضى كما أعلن عن إصابة مسلحى القبائل الموالين للجيش وجماعة الحوثى بمناطق عدة بالمحافظات ومع تجدد المعارك بين السلطات اليمنية وجماعة الإخوان من جهة والحوثيون من جهة أخرى وصل عدد القتلى إلى ما يقرب من ثمانين قتيلا خلال أربعة أيام من المواجهات حيث تجددت المعارك الطائفية بمحافظة الجوف مخلفة إصابة ومقتل العشرات من بينهم مسئولون حكوميون وأمنيون وقد كشف مسئول أمنى عن وجود ترسانة أسلحة كبيرة لدى الحوثى الشيعى تفوق الأسلحة الموجودة لدى الأجهزة الأمنية فى الجوف مما ينذر بكارثة فى حال نشوب حرب طائفية فى اليمن. والحقيقة أن اعترافًا للسلطات اليمنية بوجود أسلحة متطورة لدى الحوثيين يطرح العديد من الأسئلة أولها كيف دخلت تلك الأسلحة إلى اليمن ولصالح من نشوب حرب أهلية وطائفية فى اليمن وهل تتحول اليمن إلى عراق جديد أم سينتظر الجميع للبكاء على اللبن المسكوب مثلما بكى الجميع لضياع العراق.