لابد أن جماعة الإخوان قد أصابها قلق عميق بعد الأنباء المزعجة التى خرجت من العاصمة البريطانية لندن.. والتى تتحدث عن مطالبة السلطات البريطانية لقيادات الإخوان بمغادرة لندن. ولابد أن القلق العميق تحول إلى ألم موجع بعد قيام بنوك بريطانيا بتجميد حسابات بعض قيادات الإخوان. ولابد أن الألم الموجع تحول إلى كابوس مزعج بعد تقرير الخارجية الأمريكية للحريات الدينية والذى أكد اعتداء الإخوان على 42 كنيسة مصرية. ولابد أن الكابوس المزعج تحول إلى ما يشبه الإعصار المدمر بعد أن تقدمت إحدى عضوات الكونجرس بمشروع قانون لتصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية. وليس لهذا كله إلا معنى واحد.. الدائرة بدأت تضيق على الإخوان!. نبدأ بالأنباء المزعجة التى خرجت من العاصمة البريطانية لندن فنجد أن اللجنة البريطانية التى تحقق فى نشاط جماعة الإخوان.. والمقرر أن تعلن نتائجها خلال شهر أغسطس الحالى.. نجدها تسرب أخبارًا عن أن تقريرها يتضمن إدانة لبعض أنشطة الإخوان فى بريطانيا.. ويتضمن توصية بمطالبة بعض أعضاء الجماعة بمغادرة بريطانيا لما يمثل وجودهم من خطر. الأنباء المزعجة لا تضع فقط نهاية لشهر العسل الطويل بين الإخوان وبريطانيا.. وإنما هى ستؤثر بشكل كبير على تواجد جماعة الإخوان فى أوروبا.. وفى كل الأحوال فإن نتائج التحقيقات التى تقوم بها اللجنة البريطانية سيكون لها تأثير سلبى كبير على جماعة الإخوان.. ببساطة لأنه سيجعل دول الاتحاد الأوروبى ترفض استقبالهم على أراضيها.. وفى هذه الحالة لن يجد الإخوان دولة واحدة تستقبلهم فى أوروبا إلا تركيا.. باعتبار أن جزءًا منها يقع فى القارة الأوروبية! وننتقل من التوقعات إلى أرض الواقع فنجد أن بعض البنوك البريطانية بدأت بالفعل فى تجميد حسابات بعض قيادات الإخوان فى بريطانيا. ونسمع شكوى واحد من هذه القيادات التى تعيش فى بريطانيا لكى نعرف حجم «الألم الموجع» الذى تشعر به الجماعة، يقول الدكتور أنس التكريتى القيادى بالتنظيم الدولى لجماعة الإخوان ورئيس مؤسسة قرطبة لحوار الثقافات: إنه فوجئ بقيام بنك «إتش إس بى سى» البريطانى بإغلاق حساباته وأسرته دون أسباب.. وأضاف أن البنك قرر إغلاق حساباته وأسرته الشخصية وإلغاء بطاقات الائتمان وإنهاء العلاقة بشكل نهائى مع البنك دون تقديم أى تفسير لهذا الإجراء التعسفى.. على حد قوله!. ولم يكتف البنك البريطانى بهذا الإجراء كما يقول القيادى الإخوانى وإنما تبع ذلك قيام البنك بإغلاق حساب مؤسسة قرطبة التى يرأسها.. ثم إغلاق حساب شركة علاقات عامة تديرها زوجته منذ بضع سنوات! وإذا كانت مثل هذه الإجراءات تعنى أن البنوك البريطانية قد بدأت بالفعل فى اتخاذ إجراءات احترازية مع قرب إعلان نتائج التحقيقات التى تقوم بها اللجنة البريطانية المُشكّلة للتحقيق فى أنشطة جماعة الإخوان فى بريطانيا.. فإن ذلك يعنى أيضًا أن بريطانيا تمتلك أدلة فعلية تؤكد علاقة الإخوان بالإرهاب! ومن مرحلة القلق العميق والألم الموجع ننتقل إلى مرحلة الكابوس المزعج والإعصار المدمر.. من بريطانيا ننتقل إلى الولاياتالمتحدة!. *** يدين تقرير الخارجية الأمريكية للحريات الدينية لعام 2013.. يدين الإخوان بشكل واضح لا لبس فيه. يتحدث التقرير عن أن الفترة من 14 إلى 17 أغسطس من عام 2013.. وهى الفترة التى أعقبت فض اعتصامى رابعة والنهضة.. شهدت قيام عناصر من الإخوان المسلمين بالهجوم على الكنائس المصرية.. حيث تم الاعتداء على مالا يقل عن 42 كنيسة فى أنحاء مصر.. فضلًا عن مدارس ودور أيتام وغيرها من المرافق التابعة لكنائس.. وهو ما أسفر عن نهب وتدمير نحو 37 كنيسة ومقتل مالا يقل عن 6 مسيحيين بسبب هويتهم الدينية. وأشار التقرير أيضًا إلى واقعة قتل وسحل أربعة مواطنين شيعة فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى. هل يكون هذا التقرير بمثابة انقلاب أمريكى على جماعة الإخوان بعدما فشلت الجماعة فى تحقيق مطالب أمريكا بمصر؟! نقترب من الإجابة عندما نعرف أن النائبة الأمريكية ميشيل باخمان قدمت للكونجرس مشروع قانون لتضيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية وفقًا للدلائل والوثائق التى قدمتها النائبة على تورط الإخوان فى أعمال إرهابية داخل وخارج الولاياتالمتحدة. وجاء فى مشروع القانون الذى قدمته النائبة أن جماعة الإخوان التى تأسست على يد حسن البنا عام 1928 مولت الهجمات الإرهابية فى جميع أنحاء العالم ودعمت قتل الأمريكيين وهاجمت المسيحيين والنساء والأقليات الدينية من أجل تحقيق أغراضها. ومضى مشروع القانون خطوة أبعد ووجه لجماعة الإخوان ما يشبه الصفعة عندما أشار إلى أن الطبيعة الحقيقية للإخوان ظهرت جليًا بعد وصولهم إلى السلطة فى مصر عقب ثورات الربيع العربى.. حيث ظهرت شهوتهم المفترسة من أجل السلطة.. فضلًا عن المذابح التى ارتكبوها ضد المسيحيين. وأشار مشروع القانون أيضًا إلى أن الأغلبية الساحقة من شعوب الدول الإسلامية ابتداء من مصر وتونس مرورًا بالإمارات والسعودية يطالبون بوضع حد لوجود جماعة الإخوان. وإذا عرفنا أن هناك عددًا من أعضاء الكونجرس وقّعوا بالفعل على مشروع القانون.. فمعنى ذلك أن الكونجرس سيناقشه.. وهناك احتمال بأن يقره.. وإذا أقره فإن الإخوان يقتربون من نهايتهم! *** العالم بدأ يفيق.. وبدأت عيناه تنفتح على الحقيقة.. جماعة الإخوان هى الإرهاب.. وقد بدأت الدائرة تضيق بالفعل حول هذه الجماعة.. وبدأت الجماعة تقترب من خط النهاية.. نهايتها!