اتفق مراقبون للأوضاع فى غزة على أن حركة حماس تسعى لاستعادة شعبيتها فى الشارع العربى، على حساب دماء الأبرياء من الشعب الفلسطينى، مؤكدين أن ما تحققه الحركة على الأرض هى مكاسب وهمية من خلال أبواقها الإعلامية، أما الحقيقة فهى فشل عسكرى وسيطرة للجانب الإسرائيلى الذى يستخدم كافة أسلحته فى إزهاق الأرواح. فى البداية اتهم اللواء محمد رشاد وكيل جهاز المخابرات السابق حركة حماس بالفاشل العسكرى، مضيفًا: الحروب لا تعترف إلا بالأرقام وأهالى غزة شهدوا سنوات من حكم حماس وكانوا يموتون بلا ثمن بينما إسرائيل لا تفوت فرصة لقتل الأبرياء. وأوضح رشاد ل «أكتوبر» أن حماس تستهين بأرواح المواطنين ففى حين تقصف الإسرائيليين بصواريخ بدائية الصنع، تقصف المدفعية والطيران الإسرائيلى غزة بقنابل ذكية تودى بحياة المئات ثم ينتهى الأمر بهدنة وبالملايين فى جيوب قادة حماس. وشدد رشاد على أن حماس تصعد الموقف لأنها تبحث عن بطولة وتستفز إسرائيل كى تحرك قواتها بريا وبالتالى تحدث أكبر خسائر ممكنة من أجل استعادة صورتها ووجودها على الأرض، قائلًا: حماس تسوق نفسها إقليميا من أجل الحصول على المقابل المادى من كل الدول التى تدعمها خاصة بعد أن أصبح معلوما للجميع أنها ليست مسئولة عن قطاع غزة لا من الناحية السياسية أو التنفيذية . وأشار رشاد إلى أن حركتى حماس والجهاد تتحركان الآن من منطلق أنهما حركتا مقاومة وليس من منطلق المسئولية عن القطاع وفى نفس الوقت يؤكدان أن السبيل الوحيد لإحياء القضية الفلسطينية وحلها هو المقاومة، مؤكدين أن كليتهما أثبتت فشلها الذريع لأنها لا تحقق أى خسائر للعدو وتواجه قوى غاشمة لديها أحدث الأسلحة. ولفت وكيل جهاز المخابرات السابق إلى أن حماس تريد العودة لاتفاقية 2012 بكل مشتملاتها وأهم عناصرها كسر الحصار المفروض على غزة وفتح معبر رفح بشكل دائم والتحرك لمسافة 6 كم من الشاطئ والتفاوض على فك أسر 52 من المفرج عنهم فى صفقة جلعاد شاليط وتم اعتقالهم مرة أخرى إضافة ل 650 عنصرًا آخرين تم القبض عليهم واعتقالهم بعد مقتل ال 3 صبية الإسرائيليين، مضيفًا: بينما حركة الجهاد تعتبر اتفاقية 2012 عفى عليها الزمن وتقول إن الموقف على الأرض هو الذى لابد أن يحكم شروط التهدئة وسط عناد من حماس. وأكد رشاد أن مصر عانت كثيرا من الإرهاب المدعوم من حماس وأسلحتها المهربة فى سيناء والتدريب للكثير من الحركات، مشيرًا إلى أن حماس حاولت مؤخرا توريط مصر من خلال تهريب 20 صاروخ جراد من غزة ومحاولة إطلاقها تجاه إسرائيل من عمق سيناء لولا يقظة الجيش المصرى. وأشار وكيل جهاز المخابرات السابق إلى معاناة السلطة الفلسطينية من ممارسات حماس التى تتصارع معها على سلطة ليست موجودة فى ظل الاحتلال، حيث تحاول من وقت لآخر، خاصة أن السلطة أصبحت مسئولة عن القطاع بعد اتفاق المصالحة. من جانبه أكد السفير محمد عاصم سفير مصر السابق لدى إسرائيل أن الشروط التى أملاها إسماعيل هنية للتهدئة لن تقبل بها تل أبيب بأى حال من الأحوال لأنها فى الحقيقة شروط منتصرين وهو ما يخالف الحقيقة على الأرض، خاصة أنه طالب بإطلاق سراح السجناء والاحتفاظ بحق المقاومة وفك الحصار وحق الدفاع عن النفس. وتابع عاصم أن المفاوضات بين الجانبين ستستمر خلال الأسبوع القادم والمبادرة المصرية لوقف العدوان على الشعب الفلسطينى خاصة بعد الوساطة الدولية مشيرا إلى زيارة وزيرى خارجية ألمانيا والولايات المتحدةالأمريكية للمنطقة. وانتقد السفير سياسة حماس فى استعادة شعبيتها حيث اكتفت بإطلاق صورايخ فى سماء تل أبيب واخترقت موقع التلفزة الإسرائيلية معتبرة أن هذا نصر إليكترونى كبير ومكسب ونصر مستغلة فى ذلك أبواق إعلامها الذى يعيش فى كوكب آخر بسرد الشائعات لزيادة الشعبية التى فقدت أيضا فى الشارع العربى.