تتزايد فى شهر رمضان الكريم إعلانات التبرع لدعم مؤسسات الخير ومساعدة الفقراء وهو ما اعتبره عدد من أساتذة علم الاجتماع والنفس ابتزازا لمشاعر الأغنياء وكسب تعاطفهم للتبرع، وإهانة للفقراء خصوصا بعدما عرضت بعض هذه الإعلانات صورا لمرضى وفقراء يستفيدون من هذه التبرعات، كما حملوا الحكومة مسئولية إتاحة المجال لهذه الجمعيات والمؤسسات فى لعب دور اجتماعى يشوبه أحيانا أغراض ومصالح "مريبة" فى الوقت الذى يجب أن تقدم الحكومة غطاء صحيا واجتماعيا لكافة المواطنين البسطاء. في البداية يقول يحيى الرخاوي أستاذ الأمراض النفسية بكلية طب قصر العينى وجامعة القاهرة أن هذه الإعلانات محاولات لابتزاز مشاعر الأغنياء ولكنها تشعر الفقراء بالإهانة أيضاً وتجعلهم لا يثقون في الحكومة وتنمي شعور لديهم بأنها رفعت أيديها عنهم فمرضى القلب والسرطان من الأطفال مدرجون تحت مظلة التأمين الصحى وبالتالى الحكومة مطالبة أمام الله وأمام القانون وأمام الإنسانية أن تعالجهم ولا تترك آخرين مهما كانت نواياهم حسنة أن " تلم عليهم فلوس وتجرسهم " وتشعرهم أنهم عالة على الدولة هذا إلى جانب أن الأموال التى تنفق على هذه الإعلانات ليست قليلة وكان ينبغى أن تنفق على المرضى وتترك حرية التبرعات لراغبى التبرع بعيدا عن التليفزيون الذى تحول إلى مزاد يباع فيه آلام الناس وعجزهم أمام هذه المشاهد يشعر الفرد بالإهانة، وأنه رخيص فى عين حكامه وأن العدالة الاجتماعية التى استشهد من أجلها الشباب الأصحاء مازالت بعيدة ويضيف الرخاوي أن هناك بعض الصروح العظيمة التي يجب أن ترعاها الدولة وتدعمها ولا تجعلها تبحث عن من يمد لها يد العون مثل د .مجدى يعقوب النموذج العبقرى لأنه لا يدير مشروعاً استثمارياً فهو يقوم بعمل نبيل لخدمة وطنه وأيضاً مثل مستشفى 57357. وقالت الدكتورة عزة كريم أستاذ علم الاجتماع ومستشارة المركز القومي للبحوث الاجتماعية إن تلك النوعية من الإعلانات بها استجداء للجمهور من خلال استعراض الأطفال والفقراء، وهو ما يوصف بالابتزاز والابتذال لذا يجب على الجهات الرقابية مراجعة مضمون تلك الإعلانات قبل عرضها، كون معظم المعروض منها حاليا مسيىء وأضافت: " أرى أن هذه النوعية شديدة السوء والرداءة وغير موجودة فى أى مجتمع سوى فى مجتمعنا المصرى" . وأشارت إلى أنه وفقا لتعاليم الدين الإسلامى غير صحيح أن تقوم الجمعية بتصوير من تم التبرع لهم وأن يقولوا إن الجمعية أعطتنا أو تبرعت لنا لأن هذا يعتبر نوعا من الرياء كما أنها إهانة لمن يتم التبرع لهم مضيفة أن الأخطاء أيضا تأتى بوجود إعلانات مضللة مثل الإعلان الذى يتحدث عن طرق الزكاة كونها 8 مصارف للزكاة لابد من أن نوفيها جميعا، وهو أمر خطأ، لذا يجب أن تتم مراجعة تلك الأعمال فقهيا قبل عرضها. وأوضحت عزة أنه على الجهات الرقابية معرفة السبل التى تذهب إليها هذه الأموال التى تجمعها تلك المؤسسات، وحتى لا يتم استغلال رغبة الناس فى فعل الخير بشكل خاطئ. إضافة إلى أن تلك الإعلانات لا توجد بها وضوح والجمعيات التى تتلقى التبرعات لا توجد شفافية فى ميزانيتها لذا نحتاج مزيدا من الشفافية والمصداقية والأدلة لمعرفة أين تذهب تلك التبرعات وأنها تذهب فى الطريق المعلن عنه، أى يكون هناك شكل من أشكال المحاسبة الموضوعية.