حكايات بلغت حد الأساطير تتناولها الأقلام والأخبار المتداولة عن تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام، المعروف باسم «داعش»، ما يثير المخاوف ويزرع الخوف فى قلوب البعض، ويطرح التساؤلات الحذرة، هل يمكن لهذا التنظيم الوصول الى مصر؟! وهل حقا سيعيد تقسيم خريطة الوطن العربى، والشرق الأوسط؟! وهل هو صناعة أمريكية وكيف تمكن مواجهته؟! عن إجابات هذه التساؤلات يجيب اللواء محمود خلف قائد قوات الحرس الجمهورى الأسبق، والخبير بأكاديمية ناصر العسكرية فيقول: بداية تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام والمعروف ب «داعش» مجرد جماعة إرهابية متطرفة من السنة، ممولة من أثرياء عرب لمصالح فى منطقة الخليج، إذ أن عصب أى إرهاب هو المال، وهى ليست صناعة أمريكية كما يعتقد البعض وتتداوله بعض الصحف، ومصادر الأخبار، فقد انتهت مخططات أمريكا فى الشرق الأوسط بقيام ثورة 30 يونيو فى مصر ورحيل الإخوان، وبالتالى أصبحت مصر ليست مشغولة إلا بمصالحها فهى تراقب ما يحدث فقط. ويضيف: الممارسات الشيعية ذات الأغلبية، بزعامة الرئيس العراقى نور المالكى، خاصة بعد الثلاثين من إبريل الماضى فى أعقاب الانتخابات البرلمانية العراقية التى فشل فيها الشيعة فى الحصول على أغلبية، على الرغم من التزوير الفاضح الذى قام به المالكى فى تلك الانتخابات، أظهر حركة شعبية سنية رافضة للممارسات الشيعية انضمت لها قوات داعش. ويشير اللواء خلف إلى أن مبالغات إعلامية أظهرت قوة غير حقيقية لتنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام، حيث يوضح، أن فرار الجيش العراقى البالغ قوته 50 الف جندى والذى أرسله المالكى إلى الموصل، أمام داعش غير حقيقى، ولكن الحقيقة أن الجيش العراقى فر أمام الأغلبية السنية فى تلك المنطقة، وما تشهده العراق هو التهاب طائفى، ناتج عن ممارسات سياسية خاطئة من أغلبية ضد أقلية. ويوضح أن سقوط الموصل فى قبضة داعش وضع إيران الشيعية فى موقف حرج، كونها داعمًا غير مباشر للشيعة فى العراق وسوريا، لأنه على الرغم من قوتها فإنها تدرك تمامًا، أنه لا يمكنها إلا البحث عن التهدئة أو المواجهة المباشرة التى تبدو مستحيلة، كون الشيعة أقلية لا يمثلون أكثر من 10% من مسلمى العالم البالغ عددهم مليارًا و600 مليون نسمة، كما أن نسبتهم ربما تقل عن ذلك بين 300 مليون مسلم سنى فى الدول العربية. وعن مفهوم أمن الخليج وعلاقته بمصر، فى إشارة الى تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى وقت سابق عن هذا الأمر، يقول اللواء خلف: البعض ترجم تصريحات الرئيس فى هذا الشأن بأنها تعنى أن مصر ستتدخل عسكريا مع أى دولة خليجية تتعرض للاعتداء، وهى ترجمة مقصورة، لكن تصريحات الرئيس كانت تعنى مفهومًا استراتيجيًا متعلق بالشرق الأوسط ككل، وهو يعنى بناء نظام إقليمى أمنى أسوة بما هو قائم فى أوروبا ممثلا فى منظمة الأمن والتعاون الأوروبى، وهو يعنى تعاون الجميع فى عمل جماعى مشترك. ويستنكرالخبير العسكرى، ذهاب بعض الأقوال الى أن داعش تخطط لشن هجمات إرهابية على مصر، إذ يؤكد أن تلك الأقوال لا يمكن أخذها بمأخذ الجد، نظرا للبعد الجغرافى عن موقع الأحداث، وإدراكهم لقوة القبضة الأمنية ممثلة فى الجيش المصرى، الذى يحتل المركز العاشر بين القوى العالمية. ويوضح، أن مصر تواجه تحديًّا أخطر نوعيا من «داعش» ممثلا فى الجماعات المسلحة بليبيا، والتى يستلزم الحذر منها قيام الجيش بعملية تأمين مزدوجة، نظرًا لعدم وجود جيش فى ليبيا، وهو ما دفع الرئيس قبل أسبوعين للتوجه الى الجزائر لإجراء تنسيق لحماية الحدود مع ليبيا. ويؤكد اللواء خلف، أن التحدى الحقيقى الذى تواجهه مصر هو تحدٍ داخلى، وهو تحقيق الاستقرار، والتوقف عن المظاهرات والاحتجاجات، والانتباه الى العمل والإنتاج، ويضيف: ما يشهده الشارع المصرى من أحداث عنف من جانب بعض عناصر الإخوان، من خلال بعض المظاهرات، وتفجير بعض العبوات بدائية الصنع، هو محاولات من جانب هؤلاء لإجبار الحكومة على إبرام صفقات للإفراج المستحيل عن قياداتهم المحتجزين فى السجون بقرارات قضائية، وبالتالى فالحرب ضد الإرهاب ربما تمتد لفترة طويلة. ويضيف: رغم ذلك فقد قطعنا شوطا كبيرا فى تلك الحرب، اذ تمكن الجيش من القضاء على ما بين أربعة آلاف إلى خمسة آلاف، من العناصر التكفيرية فى سيناء، نصفهم تم تصفيته خلال المواجهات العسكرية، والنصف الآخر، قيد الاحتجاز رهن قرارات من القضاء العسكرى. ويتابع: أما العمليات الفردية فى الشارع باستخدام العبوات التفجيرية بدائية الصنع، فسرعان ما ستنتهى كلما أحكم الأمن قبضته على عناصر الإخوان، والحرص على عدم نشر كافة المعلومات عن القضايا التى يحقق فيه الأمن. ويرى اللواء خلف، أن التفجيرات الأخيرة التى شهدها الشارع، فى الأسابيع الأخيرة، تستهدف إقالة اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية الذى يراه من أفضل وزراء الداخلية فى تاريخ مصر، كونه تمكن ووزارته من ضبط العديد من التنظيمات الإرهابية التى كانت تخطط للكثير من التفجيرات وتستهدف إحداث حالة من الفوضى فى البلاد، ويضيف أن اللواء إبراهيم نجح فى بناء الداخلية بعد انكسارها وأعادها للعمل بكل كفاءة فى وقت قصير، ويدلل على رؤيته بنجاح الشرطة فى القبض على منفذى كافة العمليات الإرهابية منذ توليه وحتى الآن.