هل هناك جدوى من الكتابة وأقصد كتابة المقالات، أعتقد لا. قد تكون مثل الحرث فى البحر. ولكننا فى هذه المرحلة التى يحتاجنا فيها الوطن وبدون انتظار لأى مقابل قد يكون مناسبا تقديم بعض الاقتراحات وقد يلتقطها أحد ويستفيد بها الوطن. لذا كنت قد اقترحت وبعد أن انتقد الجميع وجود مستشارين فى الدولة وقد يكلفوا الخزانة بعض المبالغ. أن نشكل مجلسا استشاريا من الخبراء فى مختلف المجالات وبشرط ألا يتقاضوا مرتبات، ومن يرد أن يقدم شيئًا لوطنه فعليه أن يتقدم ويقدم خبرته وعمله فى إطار منظم ويرفع إلى الحكومة حتى تستفيد منه إذا كان يحمل شيئا جديدا، سنرى إذا التقط أحد هذا الأقتراح وسنرى إذا كانت هناك شخصيات مستعدة لتقديم ما عندها بدون مقابل مادى أو معنوى. الأمر الثانى هو الاهتمام بالمصريين خارج مصر، وحاولنا من قبل تكوين هيئة للتعامل مع المصريين بالخارج والذين يشكلون جزءا أساسيا من قوة مصر الناعمة بإمكانيات علمية واقتصادية وطاقة من الحب للوطن. وكما ذكرت فى مناسبات عدة ضرورة تشكيل مفوضية عليا للمصريين بالخارج تكون تابعة لرئاسة الجمهورية أو رئيس مجلس الوزراء. الأمر الثالث هو تشكيل لجنة للدبلوماسية العامة من مجموعة من الوزراء المعنيين ويكون لديهم من الأدوات والوسائل التى تعمل على إعادة تشكيل صورة مصر فى العالم الخارجى، وهذا الأمر ستكون له اهمية خاصة فى الفترة التى نعيشها الآن، وقد نشير هنا إلى الصورة التى صدرتها مصر للعالم اثناء احتفلات تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسى وأثرها البالغ على صورة مصر فى العلم الخارجى، وترجمتها إلى نتيجه مفادها أن مصر قررت ونفضت الغبار وتقدم نفسها للعالم بشكل جديد ووجه جديد هادئ وكله ثقة فى المستقبل. من هنا قد تكون للكتابة فائدة، نقدم مقترحات وافكارًا جديدة ونبعد عن العبث والمهاترات والاتهامات التى تهدم ولا تبنى. مصر الجديدة تحتاج إلى الجميع، ولكن بروح جديدة وعزيمة جديدة، بعيدة عن التنظير، ولكن المنهج العلمى فى الاقتراب من المشاكل. والغريب انه عندما تجلس مع أى مجموعة تجد أن الجميع يعرف المشاكل ويعرف العلاج ولكن لا يستطيع تقديم منظومة جماعية لاقتحام المشاكل. يجب أن نغير هذه النزعة الفردية فى التعامل مع الأمور، وندرك أن العمل الجماعى هو أقصر طريق للنجاح. ولكن العمل الجماعى يحتاج إلى مبادئ اساسية اهمها أن يكون هناك قدر من التسامح والانسجام فى فريق العمل وهذا ما نفتقده فى حياتنا. لم ندخل بعد فى مرحلة انكار الذات وحب الآخر وقبوله وهذه المرحلة تحتاج إلى غرس مبادئ وقيم فى نفوسنا نفتقر إليها، بل نحاول السعى إليها. أعتقد أن خطاب الرئيس فى قصر القبة لمس هذا الموضوع، وقد لا يكفى الخطاب ولكن إعطاء النموذج والمثل وأتمنى أن نرى هذا فى المستقبل. نتحرك الآن بخطوات واثقة تعطى أملًا كبيرًا فى المستقبل، لن يفعل الرئيس وحده ومطلوب منا جميعا أن نقدم شيئًا ولو بسيطًا لهذا الوطن العظيم. انظروا حولكم لتكتشفوا أن الدول تتداعى وتتهاوى، قد تكون هناك مؤامرات ولكننا لن ندعها تنجح. المسئولية مسئوليتنا.