فى رواية حملت العنوان أعلاه لأديبة الرحلات الانجليزيّة فريا ستارك .. نشرتها فى عام 1934. وصفت فيها رحلتها إلى لوريستان الإيرانيّة المعروفة باسم وادى الحشّاشين. الطريق للوادى يمر بجبال مترامية الأطراف وبما أن توقيت رحلتها كان فى عامى 1930و 1932فوسائل مواصلاتها كانت الخيل والبغال والجمال والحمير. ستارك رأت فى تلك الطّائفة أخطر الجماعات الإرهابية الّتى مرّت على عالمنا الإسلامي. الحشّاشون انتسبوا للفرقة الإسماعيليّة الشيعيّة. فى بدابة القرن الحادى عشر الميلادى تزعّمهم حاكم مجنون اسمه حكيم. نهجه كان الرعونة والقسْوة والإرهاب.لأتباعه زعم أنّه إله وأمرهم بعبادته.بعد اختفائه .. تفرّق اتباعه فى إيران وفى المشرق العربي. استقر بعضهم فى منطقة لوريستان بإيران تحت زعامة أحد لوردات الحرب حسن صباح. حسن هذا صنع من نفسه الها آخر وزعم لأتباعه انّ لوريستان هى جنتهم الموعودة. ولأنّه أغراهم بالحشيش والأفيون والنّساء بشرط تنفيذ أوامره بقطع الطرق وترهيب الآمنين من سُكّان الجوار.. جاء اسم وادى الحشّاشين.فى غاراتهم على القبائل المجاورة كانوا يقْتِلون ويُقْتَلون. حسن الزعيم كان يقنعهم بأنّهم جهاديون يدافعون عن جنّة أهليهم فى وادى الحشاشين.هذه فترة حالكة السواد من تاريخ الإرهاب التكفيرى الذى مازال يطل برأسه فى منطقتنا. أمّا الإرهاب فى مصر فله قصص وحكايات مريرة. وخصوصاً فى بداية الثمانيات من القرن الماضى بعد اغتيال الرئيس الراحل السّادات.كان الأستاذ انيس منصور يجتمع بالمحررين فى مناقشات أسبوعية. كان الأستاذ يقول ان إرهاب التطرف الدينى فكرة يجب أن نحاربها بفكرة أفضل منها.الحلول الأمنية وحدها قد تعمل على نمو تعاطف بيئتهم الحاضنة. ومن هنا كانت الحوارات التليفزيونيّة بين قادة المجموعات الإرهابية وبعض من علماء الأزهر الأجلاء ليكشف المجتمع وبيئتهم الحاضنة مدى شناعة وقبح أفكارهم وتكف عن احتضانهم سواء فى سيناء أو فى غيْرِها.أدّت الحوارات لنتائج ايجابيّة فى تسعنيات القرن الماضي. الإسلام كان فى بدايته فكرة وهى التوحيد بالله وأنّ محمّداً رسول الله. واجهت قريش الفكرة الربّانيّة بالتعذيب والتنكيل الى الموت ولكن الفكرة انتشرت رغم أنف قريش. الإرهابيون أفكارهم بعيدة أشد ما تكون عن صحيح الدين ومواجهتهم برجال دين وفكر سيكشفهم أمام الجميع. حوار كهذا لم يحدث فى مصر فقط بل على المستوى العالمى أيضا. ففى الفترة من 26 إلى 29 يوليو 2011رعت مؤسسة جوجل بالاشتراك مع المجلس الأمريكى للعلاقات الخارجيّة حوارا بين عتاة المتطرفين فى الغرب مثل نور إسماعيل وأمير فارشاد إبراهيمى وبين نخبة من رجال الدين الإسلامى وأكاديميين ورجال فكر وحقق هذا الحوار نتائج ايجابية فى محاربة الإرهاب الأسود الّذى يتمسّح بديننا الحنيف.